الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلغاء جمارك الدواجن قرار صائب تراجعت عنه الحكومة!


على غير عادتها أرادت الحكومة تخفيف الضغط المادي قليلا عن كاهل الشعب، واتخذت قرارا جريئا بإلغاء الجمارك على الدواجن المجمدة المستوردة حتى نهاية مايو من العام المقبل.

القرار قوبل برفض شديد وهجوم كاسح على الحكومة من جانب كثير من العاملين في صناعة الدواجن المحلية وبعض الإعلاميين الذين روجوا بأن القرار ضد مصلحة المواطنين، و"متفصل" على مقاس مستورد كبير سيحقق من ورائه مكاسب تقدر بمليار جنيه!!

وأمام الضغوط المتزايدة اضطرت الحكومة إلى التراجع عن القرار، وأكدت حرصها على تشجيع الإنتاج المحلي وحمايته، وهو ما اعتبره كثيرون انتصارا عظيما على قرار غير مدروس وغير مفيد..

والسؤال هنا هل قرار إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة غير مفيد فعلا؟

لنصل للإجابة يجب أن نعرف أولا أن المستوردين يشترون الدواجن من الخارج بأسعار غير مرتفعة، وأن الجمارك التي تفرض عليهم في مصر هي التي ترفع أسعار تلك الدواجن، ما يعني أن إلغاء الجمارك سيؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الدواجن المستوردة، وخلق منافسة قوية مع المنتج المحلي تؤدي إلى انخفاض سعره هو الآخر، ما يصب في النهاية في مصلحة الفقراء ومحدودي الدخل.

أما في حالة عودة الجمارك فإن أسعار الدواجن المستوردة ستزيد بصورة غير مسبوقة بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي وصل حاليا إلى 18 جنيها .. الأمر الذي قد يدفع بكثير من العاملين في صناعة الدواجن المحلية إلى زيادة أسعار منتجاتهم رافعين شعار "إحنا لسة أرخص من المستورد".

وفيما يخص المستورد الكبير الذي أشيع أنه انتفع من قرار إلغاء الجمارك على الدواجن، فإن الحكومة نفت صحة تلك الشائعات، وحتى لو صحت الواقعة فأنا لا أرى أي مشكلة في الأمر، فالحكومة أرادت طواعية التنازل عن الجمارك التي تحصل "هي" عليها في مقابل استفادة المواطن المطحون من انخفاض أسعار الدواجن.

وللعلم فإن أي مستورد هو أشبه بسائق "الميكروباص" الذي لا يضره ارتفاع سعر السولار في شيء، لأنه ببساطة سيحصل على كل قرش زيادة يدفعه من جيب الراكب، أي أن الأموال التي ستدفع كجمارك على الدواجن سيتم تحصيلها كاملة من المواطنين الذين صور لهم بعض الإعلاميين قرار إلغاء جمارك الدواجن وكأنه خيانة عظمى!

للأسف رضخت الحكومة وأعادت الجمارك على الدواجن المستوردة، وكنت أتمنى أن تدافع عن قرارها بقوة أكثر، وأن تصمد أمام أصحاب المصالح الخاصة وبعض الأبواق الإعلامية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط