الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشاعر محمود حسن يدين حادث الكنيسة بقصيدة "ويظلُّ في حرم الكنيسةِ مَأْتِمُ"

صدى البلد

ينشر موقع "صدى البلد" قصيدة للشاعر محمود حسن، عضو اتحاد كتاب مصر، ومؤسس اتحاد صالون العرب، ينعي فيها ضحايا الحادث الخسيس الذي وقع اليوم بالكنسية البطرسية بمنطقة العباسية والذي راح ضحاياها عدد من الشهداء والمصابين.
ويقول في نص قصيدته:

ويظلُّ في حرم الكنيسةِ مَأْتِمُ
يا عُصْبةَ التَّهريجِ إنَّهمو دمُ
عصبِيَّةٌ عمياءُ يدْفَعُهــا الهوى
إنَّ الجهالةَ لعنـــــــةٌ تتكَلَّـــــم
تجرى الدِّمــاء مع الدِّماء توائمًا
عندَ الفداءِ فَقِبْلــــــةٌ تَتَحتَّمُ
أمّا إذا تجرى بغيرِ جنـــايـــــــــــةٍ
فَكَحُرْمةِ البيتِ الحــرامِ وأعظـــمُ
دَمُنا توحَّدَ في الرِّمــــالِ كأنــــــــهُ
النِّيلُ العظيمُ جرى لِتَنْبُتَ أعْظُمُ
يحمى المساجدَ والكنــائسَ مُنْصِفًا
يبْنى العقيــــدةَ ليسَ دينٌ يَهْــــدِمُ
رفعَ المؤذِّنُ في الحُسَيْنِ نِدائَه
فتوضَّأتْ فى بيتِ لحمٍ مَرْيَمُ
والقبَّتانِ تعانَقَا فَهِــــلالنـــــــا
حولَ الصَّليبِ تَمائمٌ تَتَزمْزَمُ
ومحمــدٌ في حجـــرِ مــريمَ أمِّهِ
رضَــعا معـــا مُــتَناوِبَيْنِ فمٌ فمُ
هىَ قدْ أشارتْ فى الصِّيـام إليْهِما
فالجِـذْعُ كــبَّرَ والمــلائِكُ أنْجُـــمُ
عيسى يُطِلٌّ من المنابِرِ واعظا
ومُحاضِرًا آىَ الكتابِ يُتْرْجِمُ
صلّى إلى جنبِ النَّبىِّ جــماعةً
وتَهـــَجَّدا فَكـــعوبُهــُمْ تَتَــــوَرَّمُ
يا أيُّها العــــوَّامُ عـــيسى قلْ لهم
كيفَ الهلالُ مع الصَّليبِ يُعظَّمُ
تدعوا الكَنائِسُ كلَّ بولسَ عابدٍ
وبـــــلالُ أذَّنَ فـالأبَالسُ تُرْجَمُ
أولــــيسَ في الدِّينَيْنِ حُــرْمَةُ أَنْفُسٍ
أولـــيسَ فـوقَ الــدِّينِ ربٌّ يَرْحَــم
أَثِمـــتْ أيـــــادي الغــادرِينَ وقُطِّــعَتْ
رأسُ الأفــــاعي القــاتلـــين وذُمِّـــــــموا
إنَّا لـشعــبٌ لــــيسَ يُنْــقِـــصُ بعضُهُ
بعـضًا حــقوقـًا كىْ يحـــومَ الأعجــــــمُ
هــذى دمــانــا صـوبَ كلِّ مُحَرِّضٍ
تَشْــوى الوجـوهَ ولحمُ مصرَ العَلْقَمُ
لا تَنْظُرَنْ من شُرْفَةٍ علياءَ لمْ
تُنْصِفْ دمًا وعلى ثيابكمو دمُ
كُنْ للجَميعِ رسالةً بيضاءَ زنْبَقَةً
تُعــطِّرُ فى الوجــودِ تُــــمـــَـرْيِمُ
اللهَ فى مـصـــرَ الكبيرةِ جَمَّعَتْ
قُطْبَىْ بَنِـيها فالجوارُ الأعظمُ
وطنٌ يزولُ الكونُ قبل زوالهِ
مُتــــعايِشٌ مُتَــــآلفٌ مُـسْتَرْحَمُ
وَجَدُوا العدالةَ فى حِماهٌ فجمَّعوا
مُهَجَ الرِّجالِ وكلُّ آبقَ ينْدَمُ
أَوَليْسَت الزَّهراءُ أمَّ جميعنا
أولا نُرَدَّدُ ( سِتُّنا ) يا مرْيمُ
لمَّـا تَحَـــدَّثَ عــن ظُـهـوركِ قائلُ
قُــمْــنا جمــيعًا فالصـليبُ وزَمْــزمُ
وقفوا عبادًا والصَّليبُ بِصدْرهمْ
والمُسْــلِـمونَ مــعَ المســيحِ تَرَنـــَّموا
كمْ من عدوِّ ظنَّ ضَعْفَ نسِيــجِنا
غِـــرًَّا ومــنَّى نــفْسَــهُ مـُتَــوهِّمُ
يا غاضبــينَ وكلُّـــنا غضـــبٌ ثَرِي
إرهابهم مُترنِّحٌ يتَقزَّمُ
هذى القنابلُ من صنيعِ عصابةٍ
تَبْـغى الفســادَ وتعلـمونَ ونعلمُ
إن تـــأْلموا نـــألمْ مــــعــًا فى ضَمــَّةٍ
واللهِ لم يســفكْ دمــــاكمْ مُسْلمُ
بيضُ الثِّيابِ وسودُها بِقُماشَةٍ
ليُـــتِمَّ بــيْرَقَنـــا العظــيمَ مُــعَــمــَّمُ
اللهَ فى مصرَ الكبيرةِ جَمَّعَتْ
قطْبىْ بَنــِيها فالجوارُ الأعظَمُ
لو كانَ فى فنِّ السياسةِ نُخْبَةٌ
فَإلـيكِ جــــاءتْ رُضَّــعًا تَتَــعَلَّمُ
ســأقولُ للــزهــراءِ يا أمّــِى كـــما
سأقولُ دوما ( سِتُّنَا ) يا مرْيَمُ
وجدت بها الزهراء أمًّا برَّةً
وتبتلت فى حجرِ فاطِمَ مَرْيَمُ