الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف من الإمارات: المتطرفون ولاؤهم التنظيمي مقدم على الولاء الوطني

صدى البلد

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن بيان مشروعية الدولة الوطنية بات أمرًا في غاية الأهمية في واقعنا المعاصر لسد جميع أبواب الشبهات في ذلك على المتطرفين، مشيرا إلى أن أسس المواطنة المتكافئة مكفولة لجميع المواطنين على حد سواء في الدولة الوطنية.

وقال جمعة، في كلمته بالجلسة الافتتاحية بمنتدى تعزيز السلم بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن أكثر التنظيمات والجماعات الدينية والأيدلوجية المتطرفة إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلًا، أو أن ولاءها التنظيمي مقدم مرات ومرات على ولائها الوطني، فالفضاء التنظيمي لدى هذه الجماعات المتطرفة أرحب وأوسع وأهم مائة مرة ومرة من الدولة الوطنية لديهم.

وشدد وزير الأوقاف على أمرين مهمين، الأول: أن الإسلام لم يضع قالبا جامدًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنه، إنما وضع أسسا ومعايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يقره الإسلام، وفي مقدمتها مدى تحقيق الحكم للعدل والمساواة وسعيه لتحقيق مصالح البلاد والعباد، ولا إشكال بعد ذلك في الأسماء أو المسميات، لأن العبرة بالمعاني والمضامين لا بالأسماء ولا بالمسميات.

وأضاف جمعة: "الأمر الثاني: إننا في حاجة ملحة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة دقيقة واعية تفرق بين الثابت والمتغير، بين ما ناسب عصره وزمانه ومكانه من اجتهادات الفقهاء وما يتطلبه عصرنا ومستجداته من قراءة جديدة للنصوص يقوم بها أهل العلم والاختصاص بحل إشكاليات الحاضر".

وتابع: "خاصة فيما يتصل بأحكام المواطنة، إلى جانب تأصيل فقه العيش الإنساني المشترك بما يتطلبه من تمكين غير المسلمين من أداء شعائرهم وحماية دور عبادتهم، وبيان أن أمن الأوطان والمواطنين لا يتجزأ بل إنه لا يتحمل التجزئة أو التصنيف، وقد ذكر الإمام ابن حزم (رحمه الله) أن من كان بيننا من غير المسلمين وجاء من يقصدونهم بسوء وجب علينا أن نخرج لحمايتهم بالسلاح وأن نموت دون ذلك، لا أن نستحل دماءهم أو أموالهم أو أعراضهم".

وقال الوزير: "أرى أن لمن يعيشون مع المسلمين من غير المسلمين أن يبينوا بموافقة ولي الأمر ما تدعو إليه الحاجة من دور عبادتهم، فإن عجزوا عن ذلك لضيق ذات اليد، فلولى الأمر أن يبني لهم منها ما تقتضيه الحاجة وتقوم به، وما ذاك إلا لعظمة شريفنا وإشاعها وسماحتها التي جاءت رحمة للعالمين، ونحن قادرون معًا على أن نصنع ونحقق شيئا هاما فهلُمّ نعمل معا لصالح ديننا وأمننا وحياتنا وصالح الإنسانية".