الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجلاء تطلب الخلع بعد خمس سنوات والسر في «الدبدوب الأحمر»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

داخل غرفة تتحايل على ظلامها بمصابيح إضاءة باهتة، وجدرانها متساقطة الدهان بمحكمة الأسرة بزنانيرى، وقفت "نجلاء"التي تستعد لمغادرة عامها الـ 28 بثيابها السوداء المتواضعة وحجابها الحريري المطرز من الأطراف في انتظار انتهاء الموظف الخمسيني القابع على مقعد خشبي متهالك من أعماله الكتابية كي تسرد له أسباب طلبها الخلع من زوجها وتقر برفضها الصلح معه، وتنازلها عن كافة حقوقها المالية والشرعية مقابل هذا الطلاق.

وتبدأ الزوجة الشابة روايتها قائلة: "صدق من قال أن مرآة الحب عمياء، فقد أحببت زوجى لدرجة أنني تحملت تقريبا كافة نفقات الزواج، واشتريت شقة الزوجية من مالى الذى كنت اكتسبه من بيع الملابس الجاهزة وسجلتها باسمه، ولم أطلع مخلوق على هذا الأمر حتى أهلي لم يعلموا بما فعلت إلا بعد أن وصلت حياتى معه إلى طريق مسدود، ربما لأننى وقتها كنت أرغب فى أن اظهره أمام الجميع بأنه شخص مسئول وجاد وليس كما يرونه مستهتر ولن يصون كرامة زوجته أو يحفظ عشرتها ولن يوفر لها حياة كريمة خاصة أنه يعمل يوما ويظل بدونه شهور".

تعتدل الزوجة فى جلستها وتغمض عينيها البائستين وهى تواصل سرد حكايتها قائلة: "وما أن أغلق علينا باب بيت واحد حتى بدأت أدرك كم كنت مخطئة فى ظنى به، واكتشفت أن الرجل الذي أحببته وفضلته على العالمين ماهو إلا رجل قاسى القلب، لا يعبأ إلا بنفسه فقط، وتوفير حاجاته من السم الأبيض والأقراص المخدرة حتى ولو باع أثاث بيته وجرد زوجته من مصوغاتها ومالها، لا يقوى حتى على الحركة، وإن سار خطوة بدا كالذى يتخبط من المس، لا يفيق من تأثير المخدرات، ولا يستحى أن يتعاطاها فى حضرة زوجته، بل ويدعو أصدقاءه المدمنين ليستمتعوا بلحظات سعادتهم الزائفة فى منزله، وخوفا من تحرش أحد المنتشين بى الذين كانوا يتجولون فى منزلى بحرية وكأنه طريق عام، أو تهجمهم على ورجلى غائب عن الوعى، بت أبات ليلى جالسة على حافة سريرى مرتدية عباءتى السوداء البالية، وقابضة على أطرافها بقوة حتى ينصرفون".

تشيح الزوجة العشرينية بوجهها صوب نافذة زجاجية تقاوم السقوط وهى تقول: "حاولت كثيرا أن الحقه بمصحة لعلاج الإدمان لكنه دائما كان يرفض، ورغم ذلك تحملت وصبرت ربما لأن قلبى كان لايزال معلقا به، حتى جاء اليوم الذى رأيته وهو يخفى مسحوقه الأبيض فى دمية على شكل دب لونه أحمر، فانتظرته حتى فرغ من فعلته وغادر البيت، وسكبت هذا المسحوق الذى دمر حياتى، وعندما عاد كعادته متأخرا ظل يبحث عنه وهو ثائر، فأخبرته بأننى تخلصت منه، جن جنونه وأخذ يمطرنى بسيل من الشتائم وينهال على بالضرب، وبأعجوبة تمكنت من الإفلات منه، ثم هرولت مسرعة إلى منزل أسرتي، وسردت لهم مافعله زوجى بى طوال الخمس سنوات عمر حياتى معه".

تحاول الزوجة الشابة جمع شتات نفسها وهى تنهى روايتها قائلة: "بعد تلك الواقعة وتأكدى من أن زوجى كان السبب فى إدمان شقيقى للمخدرات ومكوثه بمصحة للعلاج من الإدمان، قررت التخلص منه للأبد، وطرقت أبواب محكمة اﻷسرة وأقمت ضده دعوى تحمل رقم 934 لسنة 2016 وطالبت فيها بتطليقى منه طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلى عن كافة حقوقى المادية والشرعية ورد مقدم الصداق المبرم فى عقد الزواج، حاول زوجى أن يعيدنى إليه لكنى رفضت فقد سئمت من تلك الحياة البائسة ومن كثرة المحاوﻻت الفاشلة لخلق منه انسان محترم يتحمل المسئولية، ومن هجره لفراشى وحرمانى من أن يكون لى طفل يحملنى فى شيخوختى".