الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصريون بالنمسا: دعوة إلغاء حصة التربية الدينية من المدارس «قاصرة»

ارشيفية
ارشيفية

استنكر المصريون بالنمسا الدعوة لإلغاء حصة التربية الدينية من المدارس واعتبروها دعوة قاصرة، ووصفها بعضهم بأنها ساذجة لا تنظر إلى الأمور في شكلها الكلي، بل تأخذ منها المظهر السطحي، ولا تتعمق في دراسة الظواهر الاجتماعية.

وقال أسامة نصحى الإعلامي المصري المقيم بفيينا أن هذه الدعوة جاءت نتيجة للجدل القائم بين المستنيرين وأصحاب الفهم السقيم للدين الذين أصابوا المجتمع المصري في قيمه، وهو ما دفع البعض لمثل هذه الدعوة التي ضررها أكثر من نفعها، فإذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها الطبيعي، وفي سياقاتها الصحيحة فكان الأولى بأصحاب هذه الدعوة أن يوجهوا دعوة حقة، بإعلاء القيم العليا، والتي تدعو لها كافة الأديان.

ومن ناحيته قال حسام بازينة رئيس الاتحاد العام للمصريين بالنمسا بليوبن أن للدين الدور الأهم في ضبط منظومة المجتمع، وذلك يتطلب أن نحافظ على حصص التربية الدينية في المدارس مع الأخذ في الاعتبار أن النشء في حاجة إلى تعلم القيم المثلى التي يتم حفرها من خلال التعليم في نفوسهم لتكون في المستقبل هي المحرك الأساسي لسلوكهم الذي يجب أن ينشد تلك القيم العليا.

وقال مجدي العشري رئيس رابطة الثقافة العربية الأسبق بالنمسا أن دعوة إلغاء حصص التربية الدينية دعوة غريبة لا تستطيع أن تنهض على قدمين لتمشي بهم في مجتمعنا المصري، الذي هو متدين بطبعه، كما أنها لا تصمد للمناقشة ما يؤكد أن من يدعو لها لم يتحل بأي نوع من الفهم المتعمق، لدور الدين في المجتمع ليس المصري فحسب بل في أي مجتمع حيث أن كل المجتمعات تعتمد اعتمادا كبيرا على غرس القيم الدينية في نفوس أبنائها لتكون زادا لهم في حياتهم، وتصدر أفعالهم وتصرفاتهم منسقة مع تلك القيم الدينية التي هي في الأصل - بعيدا عن ما يبثه المتطرفون - قيم الاعتدال.

و قال بهجت العبيدي البيبة الكاتب المصري المقيم بالنمسا أنه يمكن وصف من يدعو لهذه الدعوة بالساذج كالذي لديه بناء شاهق به نافذة بها عطب، فإذا به يهدم ذلك البناء الشاهق كله، ولم يستطع أن يتوصل أن عليه فقط إصلاح تلك النافذة التي أصابها ذلك العطب، من يدعو هذه الدعوة عليه أن يعلم أن هذه الحصص لها أثرها العميق في نفوس التلاميذ الذين هم رجال المستقبل، وهي من محددات سلوك هؤلاء التلاميذ في حياتهم كلها، وفي المقابل على واضع مناهج التربية الدينية أن ينقي هذه المناهج من كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على عقول التلاميذ أو يكون إرهاصا لفكر منحرف.

وأضاف بهجت العبيدي أن كل دول العالم تحرص كل الحرص على تعليم التربية الدينية في المدارس، وليس صحيحا ما يشاع في مصر من أن الدول الأوربية تخلت عن ذلك، بل هي - النمسا مثالا - تقوم بتعليم التربية الدينية للأقليات الذين يعيشون على أرضها - ومنهم المسلمين - في مدارسها إيمانا منهم بأهميةتدريس التربية الدينية التي تحفظ قيم المجتمع المثلى.