الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والسودان.. نداء الوحدة والمصالح


عندما يبدأ الحديث عن العلاقات المصرية السودانية دائما يكون في الذاكرة الشراكة والتحالف علي مرجعية الأرض والتاريخ واللغة والمصير المشترك وكذلك المصلحة العليا التي تربط البلدين. والواقع يشير إلي الصعود والهبوط في مسيرة العلاقات بين البلدين لأسباب كثيرة يصب أغلبها في الواقع السياسي والأيديولوجي الذي تتبناه الأنظمة الحاكمة في السودان.. وللموضوعية فإن واقع العلاقات المصرية السودانية الآن علي المستوي الرسمي يعكس حالة من الوفاق الظاهري انعكست في زيارات متبادلة بين قيادات البلدين دون ترجمة حقيقية لهذا الواقع تعكس مواقف البلدين مجتمعة في المسائل المصيرية والقضايا الثنائية وهي مناطق ملغومة تترك آثارها السيئة علي تفعيل خيار الوحدة الذي أصبح الآن مسألة مصيرية لكلا البلدين.

أضف إلي ذلك وجود بعض القضايا الخلافية الأخري مثل قضية حلايب وشلاتين والموقف من سد النهضة ومسألة العلاقات مع دولة جنوب السودان التي انفصلت مؤخرا عن الخرطوم ، كل هذه القضايا تؤدي إلي تغليب خيار الانتظار والتريث في انتظار مبادرة كل طرف نحو الآخر بالتقارب والفاعلية وهو خيار في تصوري طال كثيرا وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا في ظل مواقف سودانية داعمة لسد النهضة وتقارب يقترب إلي حد التحالف مع الجانب الإثيوبي وحالة من الضبابية علي المواقف السودانية إيذاء التغيرات الإقليمية الحادة التي تشهدها المنطقة العربية والأفريقية ويصبح السؤال الان متي ندرك أن المصير المصري السوداني مشترك؟؟ 

وإذا لم ندرك ذلك الآن فمتي؟؟ خبرات الماضي تؤكد علي محاولات جادة في طريق الوحدة ولكنها لم تكتمل ولم يحدث التكامل فعليا علي الأرض فقد كان دائما علي الورق بالإضافة إلي وجود كم من المدركات أعاقت ومازالت طريق التكامل الحقيقي علي المستوي الرسمي والشعبي وليس أمامنا الآن إلا التحذير مرارا وتكرارا من تداعيات ذلك علي البلدين والمطلوب فقط اخلاص النوايا والشراكة الاستراتيجية وتحقيق خطوات التكامل في بيئة ترحب بذلك وعلي واقع توافقي وأهداف واقعية قابلة للتحقيق وكفانا اتفاقيات لا تحمل هموم شعوبنا التي غابت عنها التنمية طويلا ومازالت ولابد من امتلاك الارادة لبناء علاقات ثنائية فاعلة علي جميع المستويات والانطلاق بفاعلية نحو القارة الأفريقية وكذلك دول حوض النيل وفق مبادئ جديدة وتغليب واقع المساواة الذي يجمعنا بكل دول القارة فلم يعد لدينا وقت كثير لنضيعه والعالم إقليميا ودوليا يبحث عن مصالحه ويبني ويخطط لتحقيقها فهل آن الأوان للتفكير في ذلك واستيعاب دروس الماضي التي لم نجن من ورائها سوي المزيد من الفرقة وتضييع الفرص ومازال الحلم قائما لتحقيق التنمية والأمن لشعوبنا إذا امتلكنا ارادة تحقيق ذلك وخصوصا مع امتلاك الادارة المصرية الآن لنوايا ومدخلات جديدة تؤدي إلي إيجابية وفاعلية علي مستوي العلاقات الثنائية مع الشقيقة السودان والانطلاق نحو القارة بمبادئ جديدة أتمني أن تبتعد عن كل أشكال ومظاهر ما كان في الماضي.. وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط