أحمد البحراوي يكتب: المطلقات

سؤال يسأله الكثيرون:
هل يحق للمطلقة أن تأخذ فرصة ثانية؟!
وأن تُجَّرِب حظها مرة أخرى، فربما يُعوضُها الله بشخصٍ يجعلها تنسى ماضيها المؤلم التي كانت تعيش فيه.

لماذا لم يرحم مُجْتَمعُنا هذه الإنسانة التي أجبرتها ظروفها على الانفصال عن زوجها، ولماذا يُرمَي اللوم كُلِهِ على المرأة ويتبرأ الرجل من أي شيء؟! هل لأنه الرجل ويحق له أن يفعل كل ما يريد؟!. أم لأنَّ المرأة هي الطرف الأضعف الذي يُرمَى عليه اللوم دون أن تدافع عن نَفسِها.

لماذا ينظر المجتمع للمرأةِ المطلقة على أنها سيئة السمعة؟
لماذا تكون مطمع من الذئاب البشرية التي يعرفونها وعندما تنفصل امرأة عن زوجها يشعر كل الرجال مِن حولِها بأنها الآن أصبحت عاهرة، وتريدُ أيّ رجل لإشباعِ رغبتها.

لا يفكر أي شخص منهم لماذا انفصلت عن زوجها، وما هو الدافع وراء الانفصال، ومن هو صاحب الحق هي أم زوجها، إنَّ كل ما يفكر فيه بعض الأغبياء انها الآن بدونِ رجل وستقبلُ أي علاقه مع أي رجل، حسبي الله وكفى.

هناك من انفصلت عن زوجها لأنه كان يضربها ويسبها ويأخذ راتبها وعندما طلبت الانفصال قال لها الكلمة الشهيرة (ابريني) أي تنازلي عن كل حقوقك.. ونعم الرجال!.

هنا تجلس بعد الانفصال بأولادها عند أبويها وهم من يتكفلون بمصاريف ابنتهم وأحفادهم ولا يسئل عنهم والدهم وكأنه لم يكن لديه أبناء.

هناك من تنفق على زوجها وابنائها بعد الانفصال لأن زوجها يعلم أنَّ معها أموال فيستخدم ابنائه سلاح للضغط عليها لتُنفق عليه وعلى أبنائها.

هذه حالات أعرفها وأعلم المعاناة التي كانوا يعيشون فيها، فيكفي وصف شخصية الرجل بعد الانفصال فما بالكم به عندما كان يعول الأسرة.

فهل ترون أيها السادة أنه ليس من حقها الانفصال؟! هل تظنون أنها تفكر في رجل آخر أو تفكر الارتباط برجل آخر؟!
والله أكثرهنَّ يقولنَّ (خلاص مش عايزة رجالة تانية انا كرهتهم).

هناك من تُصمم على رأيها وتعيش لوحدها مع أبنائها وتتولى تربيتهم، وهناك من تدخل في تجربة ثانية تتمنى أن تنسى بها تجربتها الأولى، ومنهنَّ من يُرزقنَّ برجال يجعلهنَّ ملكات في بيوتهنَّ، ومنهنَّ من يرزقنَّ بأشباه الرجال الذين يجعلهنَّ يندمنَّ على الدخول في التجربة مره أخرى.

المطلقة لها الحق أن تعيش حياتها كيفما تشاء فلديها سمعتها وشرفها.

ليس معنى انها مطلقة بأنها تستطيع فعل ما تشاء دون حدود فلها أصل التربية والبيئة التي نشأت فيها والتي تُجبرُها على الحفاظ على نفسِهَا واسمَهَا وشرفِهَا، فلا تنهشوا في أعراضِهنَّ رُبما تُجبرُكِ الظروف أن تصبحي مطلقة، وربما تُجبركِ الظروف أن تصبح والدتك أو أختك أو ابنتك مطلقة.

كم من المطلقات الشريفات وكم من المتزوجات العاهرات فلا تقذفوا المُحصَنات.