الإرهاب الأخضر في ثوب جديد.. اختطاف الطائرة الليبية وسيلة لتأسيس حزب سياسي لـ"مؤيدو القذافى".. والشهرة أبرز الأهداف

انتهاء أزمة الطائرة الليبية المختطفة
خاطفو الطائرة أرادوا الإعلان عن حزب سياسي
الحزب الجديد أعضاؤه من مؤيدي القذافي

اختطف مجموعة من المسلحين الليبيين طائرة تابعة لشركة الخطوط الأفريقية الليبية، اليوم الجمعة، والهبوط بها في مطار (لوقا) في العاصمة المالطية.

وقال مصدر من إدارة السلامة بشركة الخطوط الأفريقية الليبية، إن مختطفي طائرة الخطوط الأفريقية والتي كانت في رحلة داخلية من مطار تمنهنت بالجنوب الليبي إلى مطار معيتيقة بطرابلس طلبوا من طاقم الطائرة التوجه بها إلى مطار مالطا.

وأوضح المصدر أن الطائرة المختطفة وهي من نوع ايرباص 320 أقلعت من مطار تمنهنت في رحلة داخلية الساعة 11:10 صباحا وبعد حوالي عشر دقائق طلب الخاطف من الطاقم وهو يحمل" قنبلة يدوية التوجه إلى مالطا.

وذكرت إدارة التواصل والإعلام برئاسة مجلس الوزراء‎ التابع لحكومة الوفاق الليبية،عبر صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك»، إن وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الوطني محمد طاهر سيالة ، يجري اتصالات مكثفة، مع وزير خارجية مالطا، الذي أبلغه بأن السلطات العليا بمالطا تتواصل مع الخاطفين لإطلاق سراح جميع الركاب.

من جهته، أعلن رئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، أنه تم الإفراج عن الركاب المختطفين والبالغ 111 راكبا بالإضافة إلى 7 من أفراد طاقم الطائرة.

وذكرت صحيفة "مالطا تودي" أن مختطفي الطائرة الليبية وافقا على تسليم أسلحتهما والسماح بإطلاق سراح المسافرين الـ 118 على متنها.

وأوضحت الصحيفة أن المختطفين يشتبه بولائهم للقذافي هددا بنسف الطائرة بقنابل يدوية والاحتفاظ بالرهائن على متنها إذا لم يتم تلبية مطالبهم.

ما وراء الاختطاف

وفيما يتعلق بدوافع عملية الاختطاف، قال مدير شركة "الخطوط الإفريقية" الليبية أبوبكر الفورتية في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إن الخاطفين طلبوا أثناء المفاوضات معهما منحهما اللجوء السياسي في مالطا.

وقالت مصادر ليبية إن موسى شها، أحد الخاطفين، ويطالب بتأسيس حزب وإطلاق سراح سيف القذافي، فيما هتف بـ "الله ومعمر وبس".

من جهته قال الدكتور أبو بكر شعيرة، عضو مجلس النواب الليبي، إن حادث اختطاف الطائرة الليبية له دوافع غامضة، مستبعدا الدوافع السياسية، لافتا إلى أنه من المحتمل أن تكون الدوافع إجرامية، بأغراض تهريب ممنوعات أو ما شابه.

وأضاف "أبو بكر"، في تصريحات هاتفية، اليوم، الجمعة، أن السبب وراء اختيار الخاطفين مالطا هو قربها من السواحل الليبية، وأن العلاقات الليبية مع مالطا بها نوع من السهولة في التعامل، فضلًا عن حظر الطيران الليبي إلى أوروبا منذ فترة طويلة.

وأوضح وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبية طاهر سيالة أن الخاطفين يريدان أيضا إعلان إنشاء حزب سياسي مؤيد للزعيم الليبي الراحل.

وبحسب قناة سكاي نيوز، فإن الخاطفين يتبعان مجموعة تسمى ""الفاتح الجديد"، التي ظهر اسمها اليوم لأول مرة في الإعلام.

ونقلت سكاي نيوز عن مصادر صحفية قولها إن هذا الحزب تابع لأنصار الزعيم الراحل معمر القذافي، وأوضحت المصادر أن زعيم الحزب هو "موسى شاها"، أما مساعده فهو "أحمد علي"، وهما من قام بخطف الطائرة.

من جهته قال الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل إن "الخاطفين يحاولان نسب نفسيهما للنظام الييبي السابق"، وهذه الحادثة تعيد أنصار القذافي إلى الواجهة، وإلى الساحة السياسية الليبية.

وأضاف أن "الرجل الذي خرج من الطائرة يلوح بالعلم الليبي السابق، يحاول أن يوصل رسالة متعمدة لإظهار الشكوك بشأن الوضع في ليبيا ومدى تعقيده بعد فترة انتهاء نظام القذافي".

الحزب الذي ظهر لأول مرة في وسائل الإعلام "الفاتح الجديد" سرعان ما ظهرت له صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسمه، وتقول إن "هو عودة هيبة الدولة الليبية واسترجاع وانقاض الليبيين من القيود والعبودية" بحسب قول مؤيديه.

وذكرت قناة ليبيا الإخبارية أن رئيس حزب الفاتح الجديد، موسى هشا، قال إن الهدف من هذا العمل هو إشهار الحزب الجديد والإعلان عنه، فيما قال بعض رواد الفيسبوك من أنصار هذا التوجه، إن الحادثة نجحت في وضع الحزب على المسرح الإعلامي للمواقع والقنوات الإخبارية بعد سنوات من التجاهل والتهميش.