عبدالرازق: اغتيال السفير الروسي يؤكد تحول أنقرة إلى ساحة لتصفية الحسابات

قال المستشار عمرو عبدالرازق، رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق، أن ما تشهده تركيا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من جرائم إرهابية متواصلة وانقلابات يمثل تصديقا للعبارة الشهيرة "انقلب السحر على الساحر".

وأكد عبد الرازق فى بيان صحفي له، أن الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، ورسخ لديكتاتوريته الخاصة من خلال إعادة كتابة دستور البلاد من جديد ليعظم من بسط سلطانه على كل مقدرات الشعب والدولة التركية، يتجرع الآن نتائج غبائه السياسي، موضحا أن تركيا في عهد هذا الرجل تحولت من لاعب أساسي في الشرق الأوسط وأوروبا إلى مجرد ساحة لتصفية الحسابات حتى بين الدول الكبرى.

وأضاف عبدالرازق، أن اغتيال السفير الروسي في تركيا يمكن أن تكون مجرد رد أمريكي على الاتهامات الأخيرة التي وجهتها إدارة الرئيس باراك أوباما لموسكو بأنها تدخلت بأساليب مخابراتية وتقنية في نتائج الانتخابات التي أطاحت بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لصالح الجمهوري دونالد ترامب المقرب من قلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن تعدد الجهات التي تبنت الجريمة يعزز من تلك الفرضية.

واعتبر رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق، أنه منذ مشكلة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، والتدخل الخاطئ لأنقرة في تلك الأزمة من ذلك الحين وهى تدفع ثمن هذا الخطأ وتتخبط في سياستها الخارجية على كافة المستويات لدرجة أوصلتها إلى فقد حلفائها التقليديين في أوروبا، والاصطدام مع راعيها الرسمي الولايات المتحدة والوصول بالصراع مع روسيا إلى حد الصدام العسكرى، كل هذا عجل بتحويل تركيا إلى مسرح عمليات وساحة لتصفية الحسابات.

وأوضح أن التقرير الذى نشرته وسائل إعلام أمريكية وأوربية الثلاثاء حول ما آلت أليه الأمور في هذا البلد يؤكد بما لا يدع مجال للشك إلى أين تتجه تركيا اردوغان ، وأوضح أن الإحصائيات الرسيمة التي جاءت في التقارير تشير إلى أنه خلال عامي 2015 و2016 قتل اكثر من 380 شخص في هجمات إرهابية عنيفة هزت معظم المناطق الرئيسية في أنقرة وإسطنبول، ولم تضع التقارير أرقام القتلى من الجيش التركي وهم بالمئات من الذين سقطوا على الحدود أو نتيجة توغلهم في الأراضي السورية فضلا عن اكثر من 1000 قتيل سقطوا في الانقلاب الدامي الذى شهدته البلاد منتصف يوليو الماضي.