الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر جميلة


أحلام كثيرة غائبة وتائهة أجدها من حولي بعيدة المنال، ربما تقتلها الظروف الاقتصادية والغلاء والاحداث المتتالية التي نعيشها والتي تترك إحباطا لدي البعض، تحتاج لقلب وإيمان قوي بأن الله عز وجل سوف ينجي الشعب المصري من واقع تأثيرها كما نجي موسي عليه السلام من فرعون وجنوده، أحلام غائبة هي كل ما يحتاجه المصري البسيط للحياة وسط ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة .

أقف حائرة بين الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة وبين حلم الإنسان البسيط وحقه فى الحياة المعتدلة التى تملأ قلبه بالإيمان والسكينة، أصبحنا أشقياء وتعساء ونسينا أن الرزق رزق الله وأن المال مال المولي عز وجل.. يرزق من يشاء بغير حساب ونسينا قوله تعالي « مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ».

هكذا دلنا الله عز وجل كيف تكون الرحمات ومن أين مصدرها ومن المتحكم فيها، هكذا كرمنا الله عز وجل بنعمة الطمأنينة بأن الأرزاق بيده وحده لا يتحكم بها بشر .. ولا تنطبق عليها شروط جهات مجحفة بحق الإنسان .. أحلم بأن أري مصر جميلة هكذا الأمر !! نعم رغم كل ما نحن فيه من أحداث مظلمة وارتفاع للأسعار ومشقة فى الحياة كلها لم تقتل بداخلي الحلم ولكنه يزداد يوما بعد يوم، وأتمني أن يتحول يوما ما إلى حقيقة .

علينا التحلي بالإيمان الكامل بأن الله كريم لا محالة، أكرم مصرنا الحبيبة بالأماكن المقدسة والتاريخ العظيم لملوك وحضارات وأنبياء عاشوا على أرضها، فلتكن مصر محروسة للأبد كما حرسها الله عز وجل وذكرها فى كتابه الكريم، فلنحاول نحن أبناء هذه الأرض أن نحرس ما تبقي منها من آثار وجمال.

انظر حولك وستجد هذه الأرض تحمل الكثير والكثير من الأنامل الساحرة كل فى مجاله، وأتحدث هنا عن الفن والجمال وأنامل الفنانين التي يملؤها الاحباط واليأس حتي ذبل بعضها .

تتمتع مصر بآلاف الفنانين من أعظم فناني العالم ينتظرون اليد التي تأخذ بهم وتضعهم على الطريق الصحيح وتنير لهم الطريق.
 
من نعم الله عز وجل أن جعل الثروة البشرية فى مصر متعددة الطبقات منها من يصنف من أغني الأغنياء ومنهم المتوسط والفقير، هكذا نحن، لكن للأسف الشديد لم نتفهم هذه النعمة ولم نحسن استخدامها حتي أصبحت الهموم هي طعم الحياة، الحزن والشجن هو الاحساس السائد بين أهل المحروسة، نعم نسينا حكمة المولي فى خلق الكون طبقات متعددة وتمسك كل إنسان بما لديه من امكانيات خوفا من الفقر أو كدرب من الأنانية إلا من رحم ربي منهم والقائمين على أعمال الخير ومساعدة الفقراء .

هل تحولت مصر أم الدنيا إلى عجوز يملؤها الشيب، هل تناسينا فى زحمة الهموم مفهوم الجمال وأهميته على نفسية الإنسان ؟ قال رسولنا الكريم "ص" إن الله جميل يحب الجمال، كما ذكر إماطة الأذي عن الطريق أنه درب  من دروب الإيمان، فأين نحن من تلك الأقوال الكريمة؟.

تخيل ماذا سيكون حالنا بمختلف طبقاتنا الاجتماعية يوميا ونحن نسعي للرزق أو نقضي معظم أوقاتنا متنقلين بين شوارع مصر فلا نجد غير القبح والتراب والواجهات التي تشبعت بالحزن على ما شهدت عليه من مر الأيام، تملكتنا الأحزان والصراعات فيما بيننا ونسينا أننا كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له باقي الأعضاء بالسهر والحمي . تناسينا تعاليم الأديان السماوية كلها التي تشبعت بها أرض المحروسة .. كل ما نفكر فيه كيف نُحمل الوطن أكثر مما يتحمل ونسينا أن علينا أن نشارك جميعا كلٌ بما يستطيع ، ووفقا لما أكرمه الله من امكانيات .

لا أتحدث هنا عن التبرع والمشاركة التي تزيد العبء على المواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة العيش، ولا عن الطبقة المتوسطة التي تتهاوي كل يوم بسبب الظروف الاقتصادية .. ولكن يستطيع كل منا المشاركة ولو بشىء بسيط، إذا تعودت على عدم إلقاء القمامة فى الطرقات فقد شاركت وبارك الله فى رزقك فهو ضرب من ضروب الإيمان .

إذا تعلمت التسامح فيما بينك وبين الناس فقد شاركت وقضيت على ظاهرة العنف التي أصبحت تنتشر فى حياتنا اليومية .. هكذا يوجد العديد من طرق المساعدة حتي تصبح مصر جميلة، مصر في أزهي صورها، مصر بطعم الحياة بعد أن أصبحت بأفعال أبنائها الجدة العجوز البائسة .. أتمني أن يشاركني الجميع حتي تصبح مصر جميلة.. «مصر بالألوان» .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط