الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لم تستخدم أمريكا الفيتو؟


من الواضح أن الرئيس الأمريكي الذي سيكون السابق قريبًا، باراك أوباما، لم يعد يهتم أو يكترث لقضايا إسرائيل أو غيرها.. بات هذا واضحًا جليًا في موقف إدارته الأخير من قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن!
وقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، علانية، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمبادرة إلى صياغة وتنسيق وتمرير قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقف أنشطته فورا في الأراضي الفلسطينية.

ومن جانبها، اكتفت الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت على مشروع القرار في مجلس الأمن دون التصويت لصالحه أو استخدام الفيتو كما ناشدتها إسرائيل لعرقلته. وأعادت ماليزيا والسنغال وفنزويلا ونيوزيلندا، الجمعة الماضية، طرح مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن.. وصوت أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر لصالح القرار بينما امتنعت أمريكا.

وخلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعية، أمس الأحد، قال نيتانياهو: "أشاطر مشاعر أعضاء الحكومة بالغضب والإحباط حيال قرار غير متوازن ومعاد جدا لدولة إسرائيل تم تبنيه بشكل غير لائق في مجلس الأمن".

وأضاف: "بناء على المعلومات المتوفرة لدينا، لا شك لدينا بأن إدارة أوباما قد بادرت إلى تمرير هذا القرار ووقفت وراءه ونسقت صيغه وطالبت بتمريره".. ويأتي ذلك في خلاف صارخ للسياسة الأمريكية التقليدية التي التزمت بأنها لن تحاول فرض شروط للتسوية النهائية وأي موضوع يتعلق بها في مجلس الأمن. وكان هناك أيضا التزام واضح من قبل الرئيس أوباما نفسه في عام 2011 بالامتناع عن اتخاذ مثل هذه الخطوات.

وأكد نيتانياهو أن حكومته ستعمل "كل ما يلزم كي تتجنب إسرائيل أضرار هذا القرار المشين"، وقال لأعضاء حكومته: "يجب التصرف بشكل يتحلى بالرشد وبالمسؤولية وبرباطة الجأش في الأفعال وفي الأقوال على حد سواء".

 وأضاف: "أطلب من الوزراء التصرف بشكل يتحلى بالمسؤولية وفقا للتعليمات التي ستصدر من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية".

وأوضح نيتانياهو أنه "على مر عقود كان هناك اختلاف بالرأي بين الإدارات الأمريكية والحكومات الإسرائيلية بشأن المستوطنات.. ومع ذلك، اتفقنا دائما على أن مجلس الأمن ليس المكان لتسوية هذه القضية.. علمنا أن التوجه إلى مجلس الأمن سيجعل المفاوضات أكثر تعقيدا وسيبعد السلام أكثر عنا".

وكان نيتانياهو في حديث ودي مع جون كيري، يوم الخميس الماضي، قال له: "الأصدقاء لا يأخذون الأصدقاء إلى مجلس الأمن.. أستمد التشجيع من التصريحات التي أدلى بها أصدقاؤنا في الولايات المتحدة، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.. إنهم يدركون أن هذا القرار الأممي هو قرار غير مسئول ومدمر وأن حائط المبكى ليس أرضا محتلة.. أتطلع إلى العمل مع هؤلاء الأصدقاء ومع الإدارة الجديدة التي ستبدأ ولايتها الشهر المقبل".

من الواضح أن الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل، كان بمثابة الصفعة التي لم تكن تتوقعها.. لكن يبدو أن الأمور، كما يأمل نيتانياهو أن تعود لصوابها من جديد مع وجود دونالد ترامب وإدارته الجديدة التي ستتولى في الأيام القادمة.. وإن غدًا لناظره قريب!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط