الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي عويس يكتب: الرئيس في رحاب القُداس

صدى البلد

أعتقد أن المشهد سوف يتلوه برنامج عمل متقن عندما ظهرت العبارة بنبرة غاضبة من فم الرئيس تقصد الفكر السلفي المتكلس الذى يبغض للناس السلام ويكره لهم التواصل الإنساني ويدفع بوجوههم براميل الدانات كي تنفجر بقبحها وكراهيتها في خصومهم ظنا منهم أنهم يتقربون إلى رب رحمن رحيم بكل عباده المختلفين ولذلك خلقهم..!

وسط حفاوة الاستقبال ... وترانيم الصلوات التي ترفع المجد والسلام ... صعد الرئيس على سلم الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحوله رجال الكنيسة الوطنية المصرية يتوسطهم قداسة البابا تواضروس.

وحول مشاعر البهجة بعيد الميلاد المجيد... وبالرئيس الذى جاء لجزء من أمته مهنئا كي يشاركهم فرحتهم ويدخل عليهم نسائم البر بهم والرباط على قلوبهم كونهم تحت ولايته وجزء من مسئوليته ... وأن بعض السطور عندنا كانت تحكي لنا أن الخليفة مسئول عن بغلة في العراق لم يسوي لها الطريق .. فكيف بالرئيس اليوم ينكرون عليه تسويته طريق البهجة كي تصل لقلوب تحتاجها حتى ينشرح لمستقبل الوطن هواه ... وتنفتح الايام الثقيلة بيمناه ...؟

وقف الرئيس ليلقي كلمته .. تعرف لحن الغضب في فكرته من موقف سلفي بيننا ينتشر ويعمل على الفتك بالوطن .. وهو يقول زيارته بالتهنئة (هذه النوايا يدعمها الله، فالله يدعم الحسن فالسلام حسن والخير حسن والتعاطف حسن وأي قبح ليس له مكان الجمال فقط هو الذي له مكان وفي بلدنا سنقدم الجمال والحسن للعالم كله..).

كلمات أخذتنا إلى الحق الذى نناضل من أجل تثبيته والتشريع الذى يأخذ من العقل والنقل أصوله بعيدا عن تآليف الدواعش التي سممت الأوطان. وهزمت الأمان وأخرجت الناس من بيوتها ودور عبادتها المهدمة لتبتلع ضعفها وبراءتها وانكسارها تيه الصحارى أو أمواج البحار ...!!

يقول إن الله خير .. والله طيب ولا يحب إلا طيبا ... فكيف لا ترونه جميلا هذا السعي الذي يدخل السرور على قلوب عباده .. ...؟

إن القبح والفكر القبيح الذى ينشر التكفير مع الكراهية لن يكون له مكان في بلدنا.

أعتقد أن العبارة كافيه للتأكيد على قيمه المواطنة ورفع المختلف إلى مصاف المؤتلف .. وأن الاختلاف في الأفكار والعقائد إنما هو قصد إلهي .. على الآخر أن يتفهمه .. وهو طريق يأخذنا إلى قول الله ..." وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ ولذلك خَلَقَهُمْ... " .

ليعلم الله كيف سيتصرف عباده .. بالجمال الذى فعله الرئيس في زيارته التي طيبت القلوب أم بالقبح الذى تنشره السلفية بفكرها الكرائهي الذى يصف الأخر بما ليس فيه ويلبس على الناس عقائدهم بكلمات ملغومة لا دين فيها وهم يحسبون بجهلهم أنهم يحسنون صنعا ..؟
اليوم سيكون له ما بعده ... لن تشبهه الأيام القادمة .. ونحن نسير على هذه الوتيرة نريد دولة بحجم مشاعر الرئيس وتصوره.

شاء الله أن تأتي هذه الزيارة وهذه الكلمات .. وهذا السخاء المصري ليكون معبرا عن وطن يخوض محنه الخروج من وسط ضوضاء فتنه طائفيه تُشرف عليها أجندة داعشية جاء سيفها الكفور على رقبة رجل مسيحي فحزته بالإسكندرية ونحن بأيام أعياد المسيح المبارك.. ثم تلتها هجمه منظمه على رجل مسيحي بالمعاش وزوجته في محافظة المنوفية بليلة عيد الميلاد فطعنتهم وهم بفراشهم لم يمسوا أحدا ببغي ولا مظلمه ...!!
ليكون الرد المصري من أعلى سلطة في البلاد هكذا برحاب القداس وعلى منصة الصلاة.

يؤكد حين يدير ظهره لفكر القتلة والمجرمين على أهمية وحدة الوطن فلسنا عنصري أمه ولكننا عنصر واحد يختلف فكره دينه مذهبه ولكن لا يمكن أن يختلف في العيون قيمة وطنه وضرورة نهضته واستقراره وأمانه وهو مسئوليه الجميع كي يبقى فيه الجميع ...!

نختلف مع بعض سياسات الدولة .. تراخيها في بعض الملفات .. خطأها في بعض السطور .. تهاونها في ناحية هنا أو هناك .. ننكر على الحكومة الكثير من مساعيها غير أننا لا نملك إلا أن نحيي الرئيس وهو في رحاب قداس 2017 المبارك.

فلتبارك مصر كل كلمه وطنيه مخلصه تجمع الصفوف وتضرب للأمل الدفوف وتصفع العنف وأفكاره على الناصية..!