الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرتب «أم العيال» أنهى حياة «عصام»

صدى البلد

احساس بالعجز لم يعالجه إلا الموت.. هكذا انتهت حياة "عصام" ظنا منه أنه سينتصر لكرامته بالموت، ويهرب من ضيق حياته إلى سعة الآخرة.

الظروف المادية، والضائقة المالية التى ألمت بـ"عصام" دفعته للتفكير في التخلص من حياته، ولعل الفارق المادي بين راتبه الذي يتقاضاه وراتب زوجته أحدث "شرخًا في نفسه" فلم يكن هناك بديلا عن التخلص من تلك الحياة.

استيقظ المحاسب عصام عبدالباقي خليل 55 سنة، في الصباح كعادته ولم تمهله الحياة الا لحظات، قدم خلالها الإبتسامة إلى أولاده الثلاثة قائلا لهم " صباح الخير"، ثم عادت إليه تلك الهواجس التي طالما سيطرت علي عقله لتأخذه إلى العالم الأخر، وتنهي حياته.

وعقب تفكير بسيط ونظرات ثاقبة خرجت من أعينه مودعا أبناءه ومنزله، وحياته اليومية، اتجه المحاسب إلي غرفته بعدما أخذ مقصا حديديا، واستلقى على سريره ينظر إلى سقف وحوائط الغرفة التي قضى بها أجمل ايام حياته مع زوجته.

وخلال دقائق وبدون تفكير اتخذ المحاسب قرارا حاسما، بأن لحظة فراق الحياة قد آنت، وفتح صدره مُرحبًا بعالم النهاية الذي لا عودة منه، وقام بطعن شرايين يده اليسري طعنه نافذة، ثم نزع المقص الحديدي، وطعنه في رقبته، حتى فقد الإحساس تدريجيا بما حوله مفارقا الحياة.

نجل "عصام" فتح باب غرفة والده ليتفاجأ به جثة مستلقاة على السرير ناظرا إلى سقف الغرفة، التى تحولت الى بركة من الدماء وبجواره مقص حديدي، تسمرت أقدام الإبن من هول الصدمة ووقف صامتا حتى جاءت شقيقتاه منة وخلود إلى الغرفة وأطلقوا الصرخات التي أسرعت بجدتهم إلى دخول الغرفة.

في الجانب الآخر، وفي مشهد داخل أحد البنوك، رن هاتف الزوجة التي تعمل نائب مدير للبنك، لتفتح خط الهاتف مع نجلها، لتسمع اصوات الصراخ والعويل من بعيد، وتسأل "في ايه يااحمد؟، فيرد ولدها في صوت يخالط الدموع والدهشة: بابا انتحر"، فما كان بها إلا أن سحبت شنطة يديها وهرولت لتلقي النظرة الأخيرة علي "رفيق العمر".

وداخل منزل الزوجية، ببرج الزهراء، بشارع الزمر بالعمرانية، وصلت الزوجة لتجد والدتها تحتضن ابنتيها منة وخلود، وولدها جالسا في صمت من الدهشة، وما أن رأى الأولاد أعين والدتهم حتي انخرطوا في بكاء وعويل وصراخ، وسط تجمع لجيرانهم ومحاولة البعض في مواساتهم.

وفي ذات الوقت، كانت وحدة مباحث قسم شرطة العمرانية، قد تلقت بلاغا من إدارة شرطة النجدة، يفيد بانتحار شخص بالعقار رقم 178 شارع الزمر، برج الزهراء، بدائرة قسم شرطة العمرانية.

وأمر اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بانتقال القوات وفحص البلاغ، وسرعة كشف غموض الحادث.

وبانتقال وحدة المباحث، تم العثور علي جثة "عصام عبدالباقي خليل 55 سنة - محاسب" داخل غرفة نومه بشقته الكائنة بالطابق الخامس بالعقار المشار إليه، مسجاة أعلي سرير وبها جرح ذبحي بالرقبة وآخر بالرسغ الأيسر وبجوار الجثة مقص حديدي مدمم.

وكشفت التحريات والتحقيقات، مع "أحمد عصام عبدالباقي - 18 سنة - نجل المتوفي"، و"إيمان مصطفي عثمان - 49 سنة - نائب مدير بأحد البنوك - زوجة المتوفي"، والمقيمان بذات العنوان، فقال نجله أنه أثناء تواجده بالشقة وصحبته شقيقتيه "منه 21 سنة ، خلود 15 سنة" وجدته من الأم، ولدى دخوله غرفة نوم والده شاهده مضرحا بدمائه وبجواره مقص حديدي واكتشف وفاته.

فيما قالت زوجة المتوفي، إنها علمت بوفاة زوجها من نجلها أثناء تواجدها بعملها، ورجحا قيامه بالانتحار بسبب مروره بضائقة مالية، وارتفاع راتب زوجته عنه، ولم يشتبها أو يتهما أحدا بالتسبب في وفاته.

تحرر عن ذلك المحضر رقم 246/2017 إداري قسم العمرانية، وجار العرض علي النيابة العامة.