الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مولانا» في عيون رجال الدين.. «مؤيد»: حافظ على هيبة الزي الأزهري.. و«معارض»: أساء إلينا.. «ومُحلل»: 7 إيجابيات للفيلم وبه 5 أخطاء دينية

بطل الفيلم
بطل الفيلم

  • عميد كلية العلوم الإسلامية: فيلم «مولانا» تناول صورة الشيخ الأزهري بكل المساوئ
  • البحوث الإسلامية: «مولانا» لا يسيء إلى مؤسسة الأزهر
  • خالد الجندي: الفيلم أكد احترام الدراما للعلماء وحافظ على هيبة الأزهر

أثار فيلم «مولانا» للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، جدلًا بين رجال الدين، بين مؤيد ومعارض، فرأى البعض أنه يشوه الداعية الإسلامي، وآخرون رأوا أنه حافظ على هيبة الزي الأزهري.

جسد شخصية الداعية الإسلامي، الفنان عمرو سعد، وتدور حول شخصية «حاتم المنشاوى» الداعية الدينى الذى يعيش مرحلة تناقضات فى حياته الشخصية تؤثر على فتواه، من خلال رصد للحياة الخاصة لهذا الداعية من وجهة نظر فلسفية وعلاقته بزوجته وعلاقاته النسائية وبالأمن وأقاربه وأبناء منطقته حتى تصل النهاية باعتباره «القدوة» والتى أهلته لحضور مؤتمر مهم يغير من حياته.. ويرصد «صدى البلد» تقييم رجال الدين في فيلم مولانا.

اعتبر الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، أن فيلم «مولانا» تناول صورة الشيخ الأزهري بكل المساوئ من زنا وانتهازية وكذب، وأظهر رجال الدين على أنهم صناعة أمنية.

وأضاف «فؤاد» أن الفيلم ألقى الضوء على هذه النوعية فقط من رجال الدين، وتجاهل الآخرين، مشيرًا إلى أن ذلك يشوه صورة رجل الدين، متابعًا: في حين أننا نريد أن يؤدى الأزهر ومشايخ الدعوة دورهم في توعية النشء ومقاومة الأفكار المتطرفة، متسائلًا «كيف سيؤدى الشيخ دوره بعد أن يفقد الشاب الثقة في الشيخ نفسه ويراه بهذا الشكل السيّئ؟.

وأشار عميد العلوم الإسلامية، إلى أن الفيلم قدم صورة سلبية للمشايخ أمام المجتمع بحجة أنه يتم علاج فقرة فنية، وفي الوقت نفسه يتم هدم الثقة بين الشاب والنشء وبين الشيوخ والدعاة.

«مولانا» صورة مبتذلة لرجل الدين:

وأكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن النقد البناء جائز ومطلوب حتى ولو كان عن طريق الأعمال الفنية، ولكن لا يجب أن ينطوي النقد على تسفيه أي مؤسسة، أو إظهارها أنها غير قادرة على القيام بعملها.

ورأى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن فيلم «مولانا» ليس فيه هجوم على الأزهر الشريف، ولكنه تناول شخصية عالم الدين بأنه متناقض في أحواله فكلامه في المسجد غير المنزل أو مع أصدقائه، وهذا ليس موجودًا مع كل الشيوخ بل هو خاص وليس عاماً.

حافظ على هيبة الزي الأزهري:

وفي رأي مختلف، أشاد الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامية، بفيلم «مولانا» تأليف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وبطولة الفنان عمرو سعد، معبرًا عن فرحته بالفيلم: «هذا ما كنت أبحث عنه وأنادي به».

ونوه «الجندي»، أن فيلم «مولانا» أكد احترام الدراما للعالم الأزهري، وحافظ على هيبة الزي الأزهري داخل الأعمال الفنيّة مع وقار المضمون، مضيفًا: «كم كانت شخصية الشيخ رائعةٌ بحق!».

شيخ متمكّن خفيف الظل:

وألمح إلى أنه رأي شيخًا متمكّنًا خفيف الظل سريع البديهة ظريف الألفاظ استطاع الفنان عمرو سعد تقديمه بغير تقعر ولا تكلف وبسلاسة كانت مفاجئة ليّ شخصيًا نظرًا لتشابك نواحي الشخصية للغاية، مضيفا: «فهو المقاتل الداعية الذي لايتنازل عن ثوابته وهو الزوج الرومانسي الرقيق، وهو الأب الحنون الذي أبكانا إشفاقًا على فلذة كبده، وهو الإعلامي الذي يتسم بالثبات الانفعالي وهو ابن البلد الذي يحاور البسطاء ويعشقونه، وهو المنفتح على الآخرين بغير توتّر حتى اكتسب ثقة الجميع، وهو الذكي الذي يوازن دائمًا بين جماهيريته العريضة والحفاظ على المبادئ، وهو الوطني الغيور الذي له طرحٌ مقبول للمشاكل الأمنيّة».

وتابع: «ولعلي من أقرب المعاصرين لما قدمه الفيلم من أحداث حقيقية أجاد المخرج الفنان مجدي محمد علي، تقديمها ببراعة واقتدار وعدم تصنّع، جعلتني شخصيًّا أسترجع في ذاكرتي هذه الأحداث وأكاد أنطق بأسماء أبطالها الحقيقيين».

عيسى وضع يد المجتمع على الحقيقة:

واستطرد: في تقديري فإن إبراهيم عيسى وضع من خلال الرواية ثم الفيلم يد المجتمع على حقيقة ما يسمى بأزمة الخطاب الديني وأنه لا أمل في تجديد الخطاب الديني دون تجديد عقل المتدين نفسه، وبخاصة بعض من يتحملون مسئولية هذا الملف من الدعاة، مضيفا: «وإن كنت أختلف معه في بعض المسائل التي أشار إليها في ثنايا طرحه لها، والتي أؤكّد على عدم وضوحها عنده كقضية تدوين السنة والتشيع وفرقة المعتزلة».

5 أخطاء دينية في الفيلم:

وانتقد الداعية الإسلامي، استخدام بطل الفيلم للمصطلحات الدينية، موضحا: «فقد كنت أتمنّى أن يستعين صُنّاع الفيلم بمصحح للتلاوة القرآنية فقد نطق الشيخ آيتين من القرآن الكريم بشكل خاطئ، فعندما قرأ قوله تعالى: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ» نطقها بكسر الهمزة والصواب فتحها، وعندما نطق قوله تعالى: «لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ» قالها بفتح (الخاء) وليس بكسرها، وأيضًا قرأ قوله تعالى: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ» بالواو بدلًا من (الفاء) في كلمة (فليؤمن).

ولفت الشيخ خالد الجندي، إلى أنه لاحظ أن بطل الفيلم حصر مصادر الشرع في ثلاثة فقط هى الوجوب والندب والإباحة ووجدته تغافل عن الكراهة والتحريم، مؤكدًا أنه لم يعجبني اتهامه لنبي الله (إبراهيم) عليه السلام بأنه مرّ بمرحلة (الشك) قبل نبوّته، وهذا كلام مغلوطٌ ومرفوض عن نبي كريم كان مثالًا لليقين الإيماني الراسخ.

وبيّن أن قول الخليل (إبراهيم) عن القمر «هَذَا رَبِّي» خرج منه سخريةً لمن عبدوا الكواكب من دون الله وليس مشاركة لهم في معتقدهم الفاسد ولا شكًّا في عقيدته.

وأثنى على نظافة الفيلم من المشاهد الجارحة باستثناء مشهد قبلة الفتاة المباغتة للشيخ والتي كان من الممكن الاستغناء عنها، مضيفا: كما أن الشيخ الذي لايسمح بالمصافحة كما رأيناه لن يسمح بخلوته مع الفتاة مع غلق باب المكتب عليهما مهما كانت الأسباب.

7 إيجابيات لـ«مولانا»:

وعدّد الداعية الإسلامي، إيجابيات الفيلم، مؤكدًا أنها كثيرة ومنها: تأكيده على سماحة الإسلام وقبول الآخر، وتأكيده على أن (الرّق) نظام اجتماعي كان موجودًا في كل الديانات السماوية قبل أن تتخلص منه الحضارة الإنسانية، وتأكيده على عدم انتصار الدين بانضمام أفراد جدد، وتأكيده على أن معظم حالات الردة ماهى إلا حالات نفسية، وتأكيده على أن الفتنة الطائفية ما هى إلا مؤامرة ضد الجميع في مصر، وتأكيده على قدرة البعض على فبركة اللقطات المسيئة للعلماء الذين يُراد اسكاتهم.

واختتم كلامه: «دعونا ننتهز فرصة هذا العمل الفني البارع لتأكيد أن قضية تجديد الخطاب الديني ليست مهمة الأزهر وحده، بل هى مسئولية قومية ووطنية ملقاة على عاتق كل أفراد المجتمع بالطرح الجاد والتناول الوقور والسليم لهذا الملف الخطير، وقد خرجت من الفيلم بعد مشاهدة أشد سعادة من غيري بأنني أنتمي لهذه المؤسسة المباركة (الأزهر الشريف).