الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تسعى لعقد مؤتمر بمشاركة 70 دولة لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين قبيل وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى

صدى البلد

غدا الأحد .. مؤتمر باريس لحل القضية الفلسطينية
أنابوليس ومدريد أشهر المؤتمرات الدجولية لحل القضية
محللون:
توقيت المؤتمر مقصود قبيل وصول "ترامب" الى البيت الابيض


ينظم الجانب الفرنسي يوم الأحد، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى حل القضية الفلسطينية، مؤتمرا دوليا تشارك فيه القوى الدولية لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وجاء تحديد موعد المؤتمر بعد عدة مرات من التأجيل، وعلى خلفية إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 لعام 2016، والذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، تخشى إسرائيل من أن تؤدى القرارات التى سيتخذها المؤتمر إلى صدور قرار جديد من مجلس الأمن بحق إسرائيل.

المؤتمر الذى تنظمه باريس ويشارك به نحو 70 دولة ويهدف لتأكيد الدعم الدولى لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى، استبقته تل أبيب بتصريحات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال فيها: " إنه مؤتمر عديم الجدوى، الا أن هناك مؤشرات إلى محاولات لاستخدام القرارات التى ستتخذ فيه للتصويت على قرار جديد فى مجلس الأمن الدولى ضد إسرائيل".

وأضاف نتنياهو: "هذا هو السبب في أن الجهود السياسية الرئيسية التى نبذلها حاليا تهدف إلى تجنب التصويت على قرار جديد فى مجلس الامن، وأيضا منع قرار للجنة الرباعية" في إشارة إلى مجموعة وسطاء السلام التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وفيما يتعلق بتوقيت عقد المؤتمر فترجع معظم التحليلات إلى أنه تم اختيار هذا التوقيت والذي يأتي قبل 5 أيام من انتهاء ولاية أوباما ودخول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، من أجل تجنب دعمه الشديد لإسرائيل، ومعارضته لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير.

والصراع العربي الإسرائيلي باعتباره واحدا من من الصراعات الاجتماعات والسياسية الممتدة، كانت له تجارب مع المؤتمرات الدولية الرامية إلى إنهاءه واضطلاع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدور كبير في هذا الأمر، بعضها أتى ببعض الثمار على مسار التسوية، والبعض الآخر كان مجرد قرارات تبنتها تلك المؤتمرات وظلت حبيسة الأوراق التي كتبت عليها.

من بين هذه المؤتمرات، مؤتمر مدريد الذي عقد في 30 أكتوبر 1991 بالعاصمة الإسبانية "مدريد" بعد مضي أشهر قليلة على انتهاء حرب الخليج الثانية، وقد جاءت فكرة عقد المؤتمر بعد خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي، جورج بوش أمام الكونجرس الأمريكي يوم 6 مارس من نفس العام.

وقال بوش في خطابه: "لقد حان الوقت لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 ورقم 338 ومبدأ الانسحاب مقابل السلام، والذي يجب أن يوفر الأمن والاعتراف بإسرائيل واحترام الحقوق المشروعة للجانب الفلسطيني".

وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 هو قرار صدر في 22/11/1967، وأعرب فيه عن قلقه المستمر إزاء الأوضاع الخطيرة في الشرق الاوسط. وأنه لا يجوز اكتساب الأراضي بالحرب، كما يؤكد على الحاجة للعمل من أجل سلام عادل ودائم يسمح لكل دولة في المنطقة بالعيش بأمن. ونص على انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من "أراضٍ" احتُلت في النزاع الأخير.

أما القرار رقم 338 فقد صدر في 22 أكتوبر 1973 وقال مجلس الأمن بضرورة وقف اطلاق النار، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم (242) بجميع أجزائه.

وقام وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جيمس بيكر، بإجراء اتصالات مع العواصم العربية وتل أبيب والاتحاد السوفيتي والاتحاد الأوروبي، بهدف عقد المؤتمر على أرضية المبادرة الأمريكية التي تحدث عنها الرئيس بوش في خطابه.

جاءت الدعوة إلى المؤتمر بعد فترة من الرفض العربي لإجراء أي مفاوضات مع إسرائيل، لكن في الفترة من 1967 وحتى تاريخ المؤتمر حدثت العديد من التطورات الإقليمية والدولية ساهمت في خلق بيئة مناسبة للبدء في التفاوض مثل الوضع الدولي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وحرب الخليج الثانية، والانقسام العربي. فقد كانت الدول العربية تعتمد على الاتحاد السوفيتي كقوة مكافئة للولايات المتحدة في المحافل الدولية والسلاح.

كما ساهم انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، في إعادة صياغة جديدة للنظام العالمي، وهو ما أُثر على الموقف الجمعي العربي بعد خسارته لميزة التناقضات بين المعسكرين الروسي والأمريكي، وكان على الدول العربية القبول بالتفاوض حتى لا تبدو إسرائيل وحدها الصديقة للمعسكر الغربي في المنطقة.

في البداية رفضت إسرائيل مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر، لكن في ظل إصرار الولايات المتحدة على عقد المؤتمر، تمت المشاركة الفلسطينية من خلال تشكيل وفد مشترك مع الأردن وفلسطيني الأرض المحتلة، وبدأ المؤتمر بخطاب ألقاه رئيس الوزراء الإسباني، فيليب غونزاليس، وفي الجلسة الافتتاحية، تطرق جورج بوش إلى"سلام شامل" تشارك فيه إسرائيل، وترتبط من خلاله بمحيطها العربي عبر اتفاقيات اقتصادية وأمنية ودبلوماسية، ومن جهته تحدث الرئيس الروسي، ميخائيل غورباتشوف، عن تطبيع وجود إسرائيل.

رفضت إٍسرائيل إجراء أي مفاوضات في مدريد تجنبا لتشكيل جبهة بين الجانب الفلسطيني والوفود العربية، ولذلك تم اقتراح إجراء المفاوضات إجراء المفاوضات في واشنطن، وفي الفترة من تاريخ المؤتمر وحتى اغسطس 1993، انعقدت 11 جولة من المفاوضات الثنائية دون إحراز نتيجة تذكر.

وفي عام 1992 تمكن مرشح الحزب الدميقراطي، بيل كلينتون، من الإطاحة بجورج بوش من سدة الرئاسة الأمريكية، وفي إسرائيل فاز اسحاق رابين على اسحاق شامير وأصبح رئيسا للوزراء.

لكن هناك الكثير من الآراء التي ترى أن مؤتمر مدريد هو الذي قاد إلى المفاوضات السرية التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأسفرت بعد ذلك عن اتفاق أوسلو عام 1993 وهو الاتفاق الذي تم توقيعه في 13 سبتمبر 1993، ويعتبر أول اتفاق رسمي مباشر بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث شكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، وهو الاتفاق الذي تهدد السلطة الفلسطينية بإلغاءه حتى اليوم، على الرغم من أن شارون قال صراحة أن اتفاق أوسلو قد مات بعد ظهور خارطة الطريق بمؤتمر أنابوليس.

عقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط يوم 27 نوفمبر 2007 بمقر الكلية البحرية في أنابوليس، ماريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية. بتنظيم أمريكي وتحت إشراف وزيرة الخارجية آنذاك، كونداليزا رايس. وانتهى المؤتمر الذي استمر لمدة يوم واحد بإصدار بيان من الأطراف المشاركة.

وخلال هذا المؤتمر رغبت الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإحياء خطة خارطة الطريق.

ووجهت الدولة المنظمة، الولايات المتحدة، الدعوة لنحو 40 دولة ومنظمة دولية، حضرت معظمها، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، و جورج بوش، وجامعة الدول العربية، وروسيا والاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة وسوريا والسعودية.

وتم عقد الكثير من اللقاءات التي شارك فيها فريقا التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني من أجل صياغة وثيقة لمعالجة "القضايا الرئيسية" التي يتناولها المؤتمر مثل اللاجئين والحدود والمياه والقدس، واتفق الطرفان على أن على أن يكون تطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق شرطا لبدء مفاوضات الوضع النهائى

وعقب المؤتمر صدر بيان مشترك عن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتئذ، إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يقضي ببدء المفاوضات الرامية إلى حل نهائي للصراع بين الجانبين، فيما رأى محللون أن المؤتمر كان محاولة من الإدارة الأمريكية على تغطية فشلها في العراق وأفغانستان، والدليل على ذلك أن المؤتمر لم يسفر أي حلحلة في الوضع بعد ذلك.