الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضياء زكريا يكتب: الحقيقة المرة أم الكذب المباح؟

صدى البلد

كثيرا منا يتعرض لمواقف في حياته يجد نفسه فيها بين امرين.. اما أن يقول الصدق وهو ضار ومر.. او يكذب في حالات أباحت لنا فيها شريعتنا الغراء الكذب بل واعتبرته مستحبا.. كأن يكذب الجندي الاسير على جيش الأعداء اذا طلب منه البوح بأسرار جيشه، أو ان يكذب المرء للاصلاح بين متخاصمين، أو أن يكذب الرجل على زوجته بكلام معسول عن مشاعره ناحيتها ليثلج صدرها ويزيد المودة بينهما.

ولكن الكثير منا قد يرغب أن يصارح زوجته بما يراه فيها من عيوب، اما اشعارا لها بعيوبها علها تشعر بها او تتخلص منها او توبيخا لها إشفاء لغيظه من افعالها السيئة.

وهنا يجد المرء نفسه في حيرة ايهما افضل لحياته! .. أن يكذب على زوجته التي يستاء منها كثيرا لسوء تعاملها معه أو ان يتظاهر برضائه عنها وايمانه بتصرفاتها وأفعالها وإعجابه بطباعها وصفاتها وان كانت سيئة، واي من هذين الامرين قد يفيده في حياته اكثر.

والاجابة على هذا التساؤل تكون بالنظر الى الفائدة المرجوة من كلا الخيارين وما يعود به من نفع على مستقبل الحياة بين الزوجين،
وهنا نذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن النساء «خلقن من ضلع أعوج .. ان جئت تقومه كسرته .. فاستمتع به على عوجه»
وقد اشار النبي الكريم في هذا الحديث الى ان المراة قد خلقها الله من ضلع اعوج لكي تحنو به على من حولها سواء اولادها او زوجها وتحتويهم بحنانها ولهذا جعل الله عاطفتها تغلب على عقلها لحكمة تفيد المجتمع من حولها .

ورغم ان النبي قد امر المراة بطاعة زوجها الا انه صلى الله عليه وسلم في قوله "ان جئت تقومه كسرته" قد حذر الزوج من محاولة تقويم فكر وسلوك وتصرفات زوجته لتصبح كما يريده تماما لأن ذلك قد يعود بنتيجة عكسية وقد يكسر المراة و يكسر المودة بينهما دون ان يحقق ما يبتغيه الرجل .

ثم جاء قول رسول الله "فاستمتع به على عوجه" ليؤكد للرجل ان أوجه نفع المراة له في الحياة كثيرة ويمكنه أن يستمتع بها وهي على حالها ورغم ما لا يرضاه من سلوكها وهو ما أكد عليه بقوله صلى الله عليه وسلم «لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر»
فانصحك ايها الزوج الغاضب المعترض ان تحاول توجيه زوجتك في تصرفاتها وفكرها وبالصبر وان لم تتغير فلتقبلها كما هي دون يأس او كراهية، فإنك لست ملاكا وهي ليست شيطانا، واتبع وصايا الرسول الكريم وتعلم منه حتى تعيش في رضا وسعادة.