يحدث الآن في مصر

كلما حاولت الابتعاد عن الكتابة لأنى أشعر أن الكلمة التى تكتب كان يجب أن تلقى صدى جيدا من صانع القرار في مصر حتى يشعر الكاتب والباحث بأن لجهوده مردودا وثمارا يجنيها المجتمع؛ لكن ما علينا المهم أن يقوم كل واحد فينا بصدق وبصراحة ما عليه فى ظل وطن يعانى ويحارب على جميع الجبهات منذ أكثر من 3 سنوات.

ولعل من أكبر مشاكل مصر هى التشريعات والقوانين واللوائح، ولم تفلح كل الجهود التي بذلتها الدولة خلال 3 سنوات، ولأن البدايات مهمة في أى عمل، فإننا نؤكد أن لجنة الإصلاح التشريعى قامت بمجهود كبير تشكر عليه، لكن عدم وجود خطة من أول يوم عمل، وكذلك ضغوط الظروف الصعبة، وكذلك ضغوط المسئولين على اللجنة لإصدار بعض التشريعات والقوانين بسرعة، ترتب عليها ضعف في البنيان القانونى والتشريعى، ما أدى إلى صدور العديد من الأحكام بعدم دستورية بعض المواد فى هذه القوانين والتشريعات.

وكنت أتمنى من أول يوم أن تقوم لجنة الإصلاح التشريعى بحصر جميع القوانين فى مصر وكذلك اللوائح والقرارات الإدارية الصادرة عن رئيس الجمهورية وكذلك رئيس مجلس الوزراء وكذلك الوزراء وإعادة ترتيبها وإزالة القوانين والتشريعات المتصادمة مع بعضها البعض، وكذلك التى عفا عليها الزمن؛ وكنت أتمنى إحداث هيكلة تشريعية قبل انعقاد البرلمان مباشرة، مستغلين السرعة وعدم وجود روتين تمر به التشريعات والقوانين مثلما يلزم الدستور الجديد التشريعات والقوانين التى تصدر عن البرلمان الآن.

إن أغلب المسئولين فى مصر وكذلك معظم الناس يظنون أن صدور القانون أو القرار سيحل المشاكل، والأمر ليس كذلك، فالأمر يحتاج أيضا لإعادة هيكلة إدارية حقيقية وقوة فى تطبيق القانون والدستور على الجميع، وبات واضحا أننا يجب فى مصر أن نلغى وزارة الاستثمار لأن الباحث يكتشف أنها أصبحت جزءا من معوقات الاستثمار، ويجب الاكتفاء بالهيئة العامة للاستثمار ويجب إعادة هيكلتها على الفور وإنهاء الفوضى العارمة بداخلها، فالويل كل الويل لأى مستثمر يدخل لتأسيس شركة؛ فعندما تدخل أنت فى سوق و"مولد صاحبه غايب" وعندما تنجح فى تحديد اسم شركتك وكان حظك سىئا ولديك إحدى الجنسيات الآتية، فأنت إن شاء الله مرفوض بدون إبداء الأسباب أمنيا (سورى - يمنى - ليبى -عراقى) وهذا موقف لا أفهمه.

يجب ذكر الأسباب حتى يمكن الرد عليها وإلا خليك جرىء وأعلن أن هؤلاء الأشخاص غير مرغوب فيهم وأمهلهم مدة زمنية لمغادرة البلاد، لماذا؟ لأنك برفضهم ووجودهم داخل البلاد من الممكن اللجوء للأعمال غير المشروعة.. حمى الله مصر وشعبها.