الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الراقصون على جسد الوطن !


فى الوقت الذى تبنى فيه الدولة وتعمر، ويروى فيه جيش مصر كل شبر من رمال سيناء بدماء شهدائه، وتضحى فيه الشرطة بأغلى الرجال لمواجهة الإرهاب الأسود، نجد أن هناك نماذج من البشر، وللأسف مصريون اسمًا، يمصون دماء الفقراء ويأكلون على كل الموائد؛ يعملون الشيء ونقيضه، لا هم لهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية، والكسب حلال أم حرام لا فرق عندهم، من كانوا يمدحونه بالأمس ويسبحون بحمده يلعنونه اليوم.

ومن بين هذه النماذج الكريهة من يعقد مؤتمرًا فى شمال سيناء ويدعو إليه قناة " الخنزيرة " ويتطاول فيه على القوات المسلحة ورجال الشرطة الشرفاء بسبب سقوط بعض الإرهابيين قتلى على أيدى الشرطة المصرية، وأقول لهذا وأمثاله ممن يدعون الكرامة: لماذا أصابكم الخرس عندما سقط 19 شهيدًا من قواتنا المسلحة فى مذبحة رفح الأولى ؟ وماذا فعلتم عندما قتل حبارة وإخوانه الإرهابيين 25 جنديا بدم بارد وبكل خسة ونذالة ؟.

ومن بين هؤلاء من يعرض نفسه فى سوق النخاسة يقبل يد هذا ويسبح بحمد ذاك، وعنده استعداد فطرى لتقبل الإهانة والتوبيخ فى أى وقت ولو قال سيده أو من يسبح بحمده أن مصر كانت فى الأصل إسرائيلية لألف مجلدًا فى اليوم التالى يؤكد إسرائيلية مصر، طالما أن هناك من يدفع بسخاء.

ومنهم الإعلامى الفذ الذى يفهم فى كل شئ وعالم ببواطن الأمور فتارة يتقمص شخصية الجيولوجى العالم بطبقات الأرض وخرم الأوزون، وتارة تراه خبيرًا أمنيًا ومحللًا سياسيًا، وثالثة تشاهده "خابورًا " فى علم ما وراء الباذنجان من فاصوليا.

ولا ننسى هنا نشطاء العار الذين ينتهزون أى فرصة لإطلاق التصريحات العنترية اللوذعية لتعكير مزاج الرأى العام، وزرع اليأس والإحباط فى نفوس المواطنين بترديد الشائعات السلبية بهدف النيل من عزيمة وصبر المصريين، ولكى يقولوا لأسيادهم فى قطر وتركيا وأمريكا نحن هنا.

ولم يقف الأمر عند النماذج السابقة فهناك أيضًا التاجر منعدم الضمير الذى تربى على السحب ونبت جسده من حرام، والذى يمتلك موهبة فطرية ويشتم رائحة السلعة التى سيرتفع ثمنها ويقوم بتخزينها ليكسب أضعاف مضاعفة من دماء الفقراء ومحدودى الدخل،  وبالطبع لن يشعر بالجوعى الذين يتنقلون بين صناديق القمامة يبحثون عن لقمة , طالما بات "كرشه" منتفخًا بالمال الحرام.

ومنهم المسئول العاجز الذى لا يمتلك أى موهبة سوى الرقص على الحبال , ولا يهمه سوى تقديم قرابين الولاء والطاعة إلى سيده الذى رشحه لشغل هذا المكان , ولتذهب المصلحة التى يترأسها إلى أسفل سافلين , طالما طلبات سيده يتم تنفيذها بحذافيرها.

ومنهم البرلمانى , الذى يصدر المشكلات بدلًا من حلها , و يطالب بطرد المستأجرين خلال فترة زمنية محددة لمصلحة أصحاب العمارات والعقارات , وكشف العذرية لطالبات الجامعة , طالما دخله معفى من الضرائب , ومن بين هؤلاء من يذهب إلى المجلس الموقر لصرف العلاج بـ "بلاش" من صيدلية صاحب قراره , ولم نسمع أن قام برلمانى بالتنازل عن دخله من المجلس لصالح صندوق تحيا مصر .

كلمة أخيرة
مشكلة مصر الأزلية ليست فى قلة مواردها .. ولكن فى غياب الإدارة القادرة على الابتكار والإبداع .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط