الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرصد الإفتاء يحلل فيديو الظواهري ومدى علاقته بالإخوان.. ويكشف عن تمييز ديني ضد المسلمين في بريطانيا

صدى البلد

* مرصد الإفتاء:
- هجوم الظواهري على الإخوان محاولة للعودة إلى صدارة المشهد
- التنظيمات الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام وتنتهج سياسة ميكافيللية لتحقيق مصالحها
- هجوم الظواهري على الإخوان يكشف علاقة الجماعة بالتنظيمات المتطرفة

* مرصد الإسلاموفوبيا:
- المسلمون يتعرضون للتمييز في مجال التوظيف في بريطانيا

أصدر مرصدا الإفتاء «التكفيري والإسلاموفوبيا»، تقريرين، الأول تعليقًا على فيديو أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ويكشف مدى علاقته بالإخوان، وأدان التقرير الثاني، التمييز في بريطانيا بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى في مجال التوظيف.

وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن الصراع بين التنظيمات الإرهابية قد اشتد سعاره، وأصبح كل تنظيم يحاول الصعود على أنقاض التنظيمات الأخرى بل وتدميرها بعد تشويه أهدافها، وأن هذا الصراع تحول إلى ظاهرة عدائية انتشرت بين تلك التنظيمات، والتي بدأت منذ انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة وإعلانه ردة جماعة الإخوان وتكفيرها، ثم الاستخفاف بتنظيم القاعدة واعتباره خرج عن خط الجهاد ولم يعد يمثل منظومة الجهاد العالمي.

وأضاف مرصد الإفتاء أن تصريحات زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الأخيرة تؤكد هذه الظاهرة، حيث هاجم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمهم بأنهم من دعاة التفريط في الدين والانزلاق في مهاوي العلمانية والدولة الوطنية والتخلي عن ثوابت العقيدة ومبادئ الشريعة.

ولفت المرصد إلى أن الظواهري قال، في شريط مصور تحت اسم "احمل سلاح الشهيد": إن جماعة الإخوان أبحرت فيما أسماه بـ "مستنقع" إغراءات حكام الفساد والتبعية والمال الحرام، الذين يغرون ما وصفهم بـ "المجاهدين" بالسراب ليتخلوا عن دينهم، ويفرقوهم إلى معتدلين يمكن التفاهم معهم، ومتشددين متطرفين يجب قصفهم. وتابع أن الإخوان غرقوا في مستنقع الخيبة والخسارة، بعد أن أبحروا في هذا المسار، ولم يستفيقوا إلا في السجن أو على أعواد المشانق.

وأضاف المرصد أن تنظيم القاعدة يهاجم جماعة الإخوان لأنهم – بحسب وصفه – انخرطوا في عملية الديمقراطية التي يعتبرها كفرًا وحكمًا بغير ما أنزل الله، وأنهم منافقون، ويغالطون أنفسهم، لأنهم أقروا بالشرعية الدولية واتفاقات الاستسلام مع إسرائيل والشراكة مع الولايات المتحدة.

وأوضح المرصد أن تنظيم القاعدة يحاول بشتى السبل أن يعود إلى صدارة المشهد والتأكيد على صدارته لمشروع الجهاد العالمي، حتى لو على حساب حلفاء الأمس، فرغم أن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين باعتراف الظواهري، ورغم أن مؤلفات سيد قطب هي التي أثرت في فكر أيمن الظواهري ودفعته إلى تشكيل أول قوات للحركة الجهادية المعاصرة في مصر حتى أصبح زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه اعتاد شن حملات عدائية واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، بل أصدر العديد من المؤلفات والنشرات التي تتضمن هجومًا عنيفًا عليهم، بل وصل به الأمر إلى مطالبتهم بإعلان توبتهم علانية.

وألمح مرصد الإفتاء إلى أن هذا العداء الشديد بين التنظيمات التي تزعم انتماءها للإسلام والدفاع عنه يكشف مدى ابتعادها عن تعاليم الإسلام الحنيف، وأنها لا تتحرك إلا وفق مصالحها الضيقة التي لا ترتبط بالإسلام ولا المسلمين وفق سياسة ميكيافيللية انتهازية تسعى لتحقيق أطماعها والوصول إلى أهدافها بأي طريقة كانت.

ونوه المرصد بأن هجوم القاعدة على التنظيمات الأخرى يكشف استمرار الإشكاليات الداخلية في التنظيم، وتراجع قدرته على التحكم والقيادة بصورة أدت إلى تضاؤل إمكاناته في التعاطي مع التحديات المفروضة، خاصةً مع غياب القيادة الكاريزمية لأسامة بن لادن، ومن ثَمَّ يحاول الظواهري الظهور بمظهر الزعيم القوي الذي لا يخشى التنظيمات المنافسة، ومن جهة أخرى، يكشف هذا الهجوم على الإخوان المسلمين عن العلاقة التي تجمع بين الإخوان المسلمين بالتنظيمات المتطرفة وحركات العنف المسلح، بدءًا من الجماعات التكفيرية، مثل التكفير والهجرة في السبعينيات، ومرورًا بتنظيم الجهاد وحتى القاعدة وداعش.

- التمييز بين المسلمين في بريطانيا:
في سياق مختلف، أوضح مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية أن المسلمين يتعرضون للتمييز في مجال التوظيف في بريطانيا؛ حيث أكد تقرير رسمي أعدته لجنة حكومية بريطانية أن الجالية المسلمة تعاني كثيرًا للحصول على وظيفة في البلاد، منوهة إلى الدور الأساسي الذي يمكن للجامعات ومراكز التوظيف لعبه لسد الفجوة القائمة، وفق ما نشر موقع "إيفنج ستاندرد" البريطاني.

وأضاف أن التقرير يبين أن الجالية المسلمة البريطانية، التي يبلغ عددها حوالي 2.7 مليون شخص، تواجه أكبر نسب من الإقصاء أثناء عملية البحث عن عمل، وبالإضافة إلى الفارق الكبير في الرواتب مقارنة مع الموظفين المسيحيين.

وكانت اللجنة الحكومية للمساواة في الفرص قد أصدرت تقريرًا جديدًا كشفت فيه أن "النقص في المعلومات الشاملة" التي تقدمه الجامعات عن الطلاب يقلل من فرص تشجيع الأفراد المسلمين على متابعة دراساتهم بسلك التعليم العالي، ويؤثر سلبًا على عثورهم على العمل لاحقًا، وحثت اللجنة الجامعات على تقديم أرقامها الخاصة بعدد طلاب الأقليات بغية دراسة سبل علاج التفاوت بشكل دقيق.

وأشارت اللجنة إلى وجوب بذل مزيد من الجهود لتوعية أرباب العمل بالتمييز والعنصرية المتمأسسة بأماكن العمل، بينما ألمح التقرير إلى أن الحكومة البريطانية لم تحضر خطة بعد لمواجهة ندرة فرص العمل أمام المسلمين رغم التوصيات.

يُذكر أن دراسة حكومية بريطانية أخرى، نُشرت في شهر ديسمبر 2016، بينت أن النساء المسلمات من الأقليات البنغالية والباكستانية تواجهن عنصرية شديدة في أماكن العمل ويصعب عليهن الالتحاق بالمناصب الإدارية، وأجرت هذه الدراسة لجنة الحراك الاجتماعي الحكومية التي أكدت محاورها أن العنصرية تطال النساء المسلمات أساسًا في سوق العمل، وخلصت نتائجها إلى غياب تقديم بريطانيا لفرص متكافئة أمام الأفراد غير البيض، وطالبت بسرعة اتخاذ تدابير عاجلة لتذويب العوائق ومحاربة تلك الظاهرة سريعًا.

ودعا المرصد المؤسسات الإسلامية في بريطانيا إلى استثمار هذا التقرير في مطالبة الهيئات الحكومية والشركات البريطانية بتحقيق تكافؤ الفرص في مجال توفير فرص العمل حسب الكفاءة ومواجهة التمييز ضد المسلمين في هذا المجال.