في ذكرى رحيل شيخ منافقي السينما المصرية.. حسن البارودي أطاح باستيفان روستي من "غادة الكاميليا".. وتوفى بسبب خطاب نهاية خدمته

في الذكري الـ 43 لرحيل شيخ منافقي السينما المصرية الفنان حسن البارودي

- تألق في المحلية ليصل إلي العالمية
-عمل في محل لبيع "الطرابيش" حتى يدبر نفقات المعيشة لعائلته
-عمل "ملقن" في المسرح في فرقة يوسف وهبي

تميز بصوته ذى النبرة المميزة، وقدم شخصيات شهيرة في تاريخ السينما المصرية، ولعب بمهارة دور المحلل كشيخ للعمدة في فيلم "الزوجة الثانية" بشكل ساخر، وبأسلوب غير متكرر، وبصمة أدخلته في تاريخ النجوم الكبار.. انه الفنان حسن البارودي الذي تحل اليوم الذكري الـ 43 لرحيله، فقد توفى في مثل هذا اليوم من عام 1974.

عشق التمثيل المسرحي منذ طفولته ودفعه هذا العشق الي ان يكون عضوا بارزا في فريق التمثيل في مدرسته حتي وصل الي المرحلة الثانوية إلي أن تغيرت ظروفه العائلية، الامر الذي اضطره لترك التعليم والبحث عن عمل لتدبير نفقات المعيشة لعائلته، فعمل في محل لبيع "الطرابيش".

وفي أثناء عمله كانت عروض الشيخ سلامة حجازي وجورج ابيض هي تسليته الوحيدة، في تلك الظروف التي فرضت عليه لم يستطع الاستمرار في تلك الوظيفة التي ابعدته عن عشقه، حتي التحق بفرقة حافظ نجيب كملقن للمسرح، لكنه ايضا لم يستطع الاستمرار في تلك المهنة، التي اعتبر نفسه فيها جنديا مجهولا وعاد مجددا لبيع الطرابيش.

تقدم للالتحاق بفرقة يوسف هبي كممثل، الا ان "وهبي" رفض طلبه لاكتمال عدد اعضاء فرقته، ولم يجد البارودي مفرا في العمل كملقن وارتضي بذلك عله يحصل علي فرصة في يوم من الايام، إلى أن ابتسم له الحظ، وجاءت اليه تلك الفرصة حينما اعتذر الفنان استيفان روستي، عن تمثيل دوره في مسرحية "غادة الكاميليا"، فاسند اليه الدور انقاذا للموقف وأداه بنجاح كبير مما جعل مدير الفرقة يطلب منه الاستمرار في تمثيل الدور والاطاحة باستيفان روستي.

وبعد هذا النجاح تقدم الي مسابقة للتمثيل الخاصة بوزارة اشغال وفاز وحصل علي الجائزة الاولي الامر الذي اقنع يوسف وهبي باسناد ادوار رئيسية اليه في مسرحيات فرقته، اشتهر البارودي باداء ادوار الرجل الشرير الماكر، الذي يجيد المقالب، كما ظهر في فيلم "الزوجة الثانية"، ومع ذلك استطاع ان يترك بصمته ايضا علي ادوار الخير بدوره المميز في فيلم "باب الحديد".

حسن البارودي.. هو أحد نجوم الصف الثاني الذي تميز بثقافته العالية وأتقن العديد من اللغات الاجنبية، التي ساعدته الي لفت انتباه المخرجين العالميين لاختياره للمشاركة في الأفلام العالمية، منها الفيلم الالماني "روميل يغزو الصحراء"، مع النجم العالمي ادريان هوفن وبيترفان والفيلم الامريكي، الذي شارك بطولته مع النجم جوزيف كوتن وجاكي كرافن، وشارك النجم العالمي شارلتون هيستون في الفيلم الانجليزي الخرطوم.

وفي عام 1965 كانت بداية النهاية، حين تسلم خطاب يفيد باحالته الي المعاش فكان طعنة كبري هدت كيانه واصابته بخيبة الامل والانكسار فهو ما زال قادرا علي العطاء بل والتألق، والتميز رغم ما تقوله الارقام ببلوغه سن المعاش وعبثا حاول جاهدا العودة الي عشقه الاوحد، إلا ان احدا لم يستجب لشكواه فاعتكف في منزله حتي وفاته في 18 من يناير عام 1974.