EN 
طالبت دار الإفتاء المصرية، بضرورة تغطية الطعام عند تركه؛ صيانة له من الشيطان والنجاسات والحشرات وغيرها من الأشياء التي قد تفسده وتضر بمن يأكله.
واستندت الإفتاء، في فتوى لها، بقول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «غَطُّوا الإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ وَأَغْلِقُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَحُلُّ سِقَاءً وَلاَ يَفْتَحُ بَابًا وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ – الفأرة - تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ» رواه مسلم.
يُشار إلى أن ترك الآنية بالليل مكشوفةً خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، لما قد يترتب على ذلك من إفساد الشياطين وكيدهم، بل ثبت الأمر بتغطية الآنية وإغلاق الأبواب، وما أشبه ذلك مع ضرورة ذكر اسم الله تعالى.
وود عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ» رواه البخاري (3280) - واللفظ له - ومسلم (2012) وفي لفظ للبخاري (5624): «أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ»
ودلت هذه الأحاديث وما في معناها على إغلاق أبواب البيوت والغرف والشبابيك بالليل، إذا لم تكن هناك حاجة إلى فتحها، وخاصة عند إرادة النوم،
وقال ابن عبد البر في كتابه "الاستذكار" (8/363): "وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل، وتلك سنة مأمور بها رفقا بالناس لشياطين الإنس والجن ".
وأضاف ابن بطال القرطبي في كتابه "ابن بطال (9 /67): "أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإغلاق الأبواب بالليل خشية انتشار الشياطين وتسليطهم على ترويع المؤمنين وأذاهم».
