الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشهد افتراس جمل حي بـ"موسم" مغربي يفجّر انتقادات واسعة

صدى البلد

خلق شريط فيديو لافتراس جمل حيّ وقطع رأسه ثم أكله نيئا في أحد التجمعات الاحتفالية السنوية بالمغرب انتقادات واسعة، فزيادة على تعذيب الحيوان وغياب الرفق به، انتقد الكثير من النشطاء ما اعتبروها مظاهر الجهل التي تعم في بعض هذه التظاهرات.

ويتعلّق الأمر بفيديو التُقط خلال موسم مولاي ابراهيم بقرية تحمل الاسم ذاته بعيدة حوالي 54 كلم جنوب مراكش، وتعدّ المواسم مناسبات سنوية يحتفل بها سكان المناطق التي تحتضن أضرحة ما يعرف في المغرب بـ"الأولياء الصالحين"، وهم شيوخ يشاع أنهم نشروا العلم وكان لهم أثر فقهي كبير، وتستمر المواسم لبضعة أيام، ويتخللها سوق تجاري ومعارض، زيادة على طقوس روحانية.

وفي الفيديو الذي نُشر لأول مرة منتصف ديسمبرالماضي، غير أنه لم ينتشر إلّا في اليومين الماضيين، ظهر شبان في حالة هستيرية يجرون جملا، ثم يبدأ أحدهم بمحاولة قطع رأسه من العنق وليس الرقبة، وآخر يغرس سكينا في سنامه، قبل أن يتجمع عليه عدة أفراد وهو يصرخ، وبعد لحظات التقط أحدهم رأس الجملة بعنقه الطويل ورماه خارج سور، ثم تجمع عليه شباب وبدأوا يقضمون من لحمه.

وجرى قطع رأس الجمل في إطار الطقوس الروحانية، إذ يتم جلب ذبيحة قرب مكان الضريح، وتستخدم الذبيحة للتبرك بالولي وتقديمها قرابين لأرواح يعتقد أنها تحوم قرب بعض الأضرحة، كما تُستخدم في مواسم أخرى لأجل إطعام الزوار، وفي بعض المواسم لا يتم ذبح العجل أو الجمل، ويتم بيعه كي توضع عائداته في خزينة الضريح.

وظهر في الفيديو بعض الأفراد من الدرك وهم يحاولون ثني بعض الزوار عن الدخول إلى منطقة نحر الجمل، بينما يعلو الهتاف من الحاضرين.

وعم الانتقاد في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت تعاليق من قبيل أن ما وقع يعدّ أقصى درجات الجهل، وطالب آخرون بوقف مثل هذه الممارسات الوحشية.

وكتبت سكينة: "يطلقون على أنفسهم لقب الإسلام يشوهون صورة الإنسانية ويفتخرون وهم يقتلون ويعذبون المخلوقات تحت شعار "هم مجرد حيوانات و بقتلهم سيباركون مولاي ابراهيم و ينسون ان مولاهم و مولانا هو الله".

ورقنت هاجر: "ما جرى للحيوان البريء في موسم مولاهم ابراهيم ، هو تصرف في قمة الهمجية، الموسم بحد ذاته تخلف و شرك بالله . كيف يسمون أنفسهم بمسلمين و هم يقدسون بل يعبدون رجل ميت ! كيف يدعون الاسلام و هم لا يعرفون معنى الرأفة و الرفق. هؤلاء مجرد اوباش مجرّدون من الاخلاق ، ضميرهم قد مات مثل مولاهم ابراهيم . مثل تلك المواسيم يجب ان تمنع منعا تاما".

وقال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان إن تلك الطريقة الغريبة في نحر جمل لا يمكن وصفها سوى بالتصرف "الإجرامي والوحشي بحق حيوان بريء"، معتبرًا أن المشهد يُظهر جانبا من "أبشع ما تعرفه طقوس الشعودة والسحر".

وتابع الخضري في تصريحات لـCNN بالعربية أن "المشهد مدان بكل المقاييس وعلى القضاء واجب التحقيق في الموضوع، وعلى السلطات منع مثل هذه الممارسات الحاطة من صورة المجتمع المغربي"، وهي الممارسات المنتشرة لدى شريحة مهمة من المواطنين، ممن "تنتشر في أوساطهم مظاهر الأمية والجهل والأمراض النفسية والعقلية" يشير الخضري.