الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيخ الأزهر: هؤلاء أكثر أهل الجنة.. ودعاؤهم مستجاب والناس تحتقرهم

الإمام الأكبر
الإمام الأكبر

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه يجب على الإنسان احترام الآخرين وعدم التعامل مع أحد باحتقار أو تقليل من شأنه، حتى لو كان شكله غير لائق أو فقيرًا أو مسكينًا.

وأكد «الطيب» خلال حديثه الأسبوعي مع التليفزيون المصري، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن معظم أهل الجنة من الفقراء والمساكين المستضعفين الذين قد يحتقرهم الناس بسبب رداءة ملابسهم.

واستدل على كلامه بما روي عن حارثة بن وهب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل، جواظ، مستكبر»، موضحا أن العتل: الإنسان الفخور، والجواظ هو الممتلئ اللحم ويحتقر الناس.

وذكر شيخ الأزهر رواية أخرى لهذا الحديث، فروى مسلم (2622) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ»، موضحا أن معنى «أشعث»: من صفات الشعر، وشعره أشعث يعني ليس له ما يدهن به الشعر، ولا ما يرجله، وليس يهتم بمظهره، ومعنى «أغبر»: يعني أغبر اللون، أغبر الثياب، وذلك لشدة فقر.

وتابع في شرحه للحديث أن المقصود بقوله: «مدفوع بالأبواب»: يعني ليس له جاه، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له، ويغلقون الأبواب في وجهه؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس، رغم أنه له قيمة عند رب العالمين، ومعنى لو أقسم على الله لأبره يعنى أنه لو طلب منه شيئًا لستجاب الله لدعائه.

واستطرد: ولهذا كان من دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما رواه الترمذي (2352) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

جدير بالذكر أن ابن كثير قال في "البداية والنهاية" (6/75) في شرحه للحديث: أن المراد بالمسكنة هنا التواضع والإخبات، وليس المراد قلة المال.

ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/109) عن البيهقي أنه قال عن هذا الحديث: «وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْقِلَّةِ، وَإِنَّمَا سَأَلَ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الإِخْبَاتِ وَالتَّوَاضُعِ».