الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوريا مركز صراع عالمي من أجل القواعد العسكرية.. روسيا توقع اتفاق مع الأسد لتمديد أحقيتها في طرطوس واللاذقية 50 عام.. أمريكا تبني قاعدة في الحسكة.. إيران وحزب الله يجنيان ثمار دعمهما للأسد

صدى البلد

  • سوريا تتحول لمركز جديد للصراع الدولي حول فرض النفوذ وإقامة قواعد عسكرية 
  • اتفاق مع روسيا لمد قاعدتها في طرطوس 50 عامًا 
مع قرب حسم النظام السوري المعركة في سوريا ضد المعارضة والجماعات المتطرفة لصالحه، أصبح من الواضح أن شركاء الانتصار، لاسيما روسيا باتوا يجنون هذه المساعدات المصيرية التي تم تقديمها للرئيس بشار الأسد، وذلك بعقود وقواعد عسكرية كبيرة ولفترة طويلة.

خلال العام الأخير، ومع عدم قدرة النظام السوري على فرض سيطرته على مجمل أراضي البلاد نظرا للحرب المنهكة التي يخوضها منذ عام 2011، أصبحت سوريا مركزا جديدا للصراع الدولي حول فرض النفوذ وإقامة قواعد عسكرية.

وفي هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على صراع القوى من أجل أن تترك وطأة قدم لها في الدولة السورية، مع قرب إنتهاء هذه الحرب لاسيما في ظل الخسائر والتراجعات الكبيرة التي تتكبدها المعارضة المسلحة.

- فورين بوليسي: اتفاق مع روسيا لمد قاعدتها في طرطوس 50 عاما

وكشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وقع عقد طويل الأجل فيما يتعلق بقاعدة طرطوس البحرية.

وأوضحت المجلة في الوقت الذي انشغل العالم أجمع بتنصيب الرئيس ترامب، فإن سوريا وروسيا وقعتا اتفاقية طويلة الأجل تعطي السفن والطائرات الحربية الروسية الوصول لمدة 50 عام في سوريا، وهو تطور جديد يكلل مساعي الرئيس بوتين الطويلة لإعادة روسيا للعب دور قوي في شرق البحر المتوسط.

وبين التقرير أن الاتفاق أن الاتفاق يوسع ويجعل من اللاذقية كقاعدة روسية لمدة 50 عاما، كما يوسع قاعدة طرطوس الروسية والسماح لها باستقبال 11 سفينة عسكرية، موضحة أن طرطوس لم تستطع استقبال حاملة الطائرات الروسية "كوزنتسوف".

وبحسب التعديلات الجديدة، فسوف تتمكن القاعدة من استقبال غواصات نووية.

ولفتت المجلة إلى أن موسكو سوف ترسل المهندسين والمتخصصين من أجل البدء في العمل على الميناء، مشيرة إلى أن روسيا تستخدم الميناء كقاعدة لقواتها وأسلحتها في سوريا المرسلة لدعم النظام بشار الأسد، وعلى رأسها عشرات المقاتلات الجوية التي تهاجم مواقع المعارضين للنظام.

- أمريكا تبني قاعدة في الحسكة

لا يتوقف الأمر على روسيا التي تحاول توطيد وضعها ومكانتها في سوريا، لكن أمريكا أيضا هي الأخرى تعمل على وضع قدمها في سوريا.

ونشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، تقرير أوضحت فيه أن هناك انباء عن قيام الولايات المتحدة بتأسيس قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة الواصلة بين روجافا والحسكة، تزامنًا مع التلميح التركي باحتمال إغلاق قاعدة أنجيرليك الجوية في وجه القوات الأمريكية، نتيجة الخلاف القائم بين البلدين من دعم الولايات المتحدة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" في سوريا.

وذكرت وسائل إعلام موالية لرئيس منطقة كردستان العراق مسعود برزاني إن القاعدة العسكرية ستنشأ في المنطقة المذكورة، وسينشر فيها قرابة 800 من قوات الكوماندوز الأمريكية. كما ستسخدم القاعدة في دعم الحرب على تنظيم داعش في الرقة ودير الزور، بحسب المصادر.

ونقل عن المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته، أن "مركز التنسيق الأمريكي في المنطقة اتخذ من معسكر تل بيدر قاعدة جديدة له، تضم 800 جندي أمريكي من قوات الكوماندوز الخاصة، إضافة إلى مدربين وأسلحة ومعدات وآليات عسكرية".

وأضاف أن "القاعدة العسكرية الجديدة تأتي في إطار التحضيرات لمعركة دير الزور، إضافة إلى تقديم الدعم والمشاركة الفعلية في معركة الرقة".

- إيران تتوغل في الأراضي الزراعية وميناء نفطي

إيران هي الأخرى لا تنسى أن تجنى ثمن مساعدتها للنظام السوري، حيث أعلنت منذ أسبوع عن توقيع عدد من اتفاقيات اقتصادية مع النظام السوري تتضمن الاستحواذ على أراضي زراعية وإقامة ميناء نفطي تديره.

ونشرت وكالة "سانا" السوري أن الأسد وإيران وقعا على اتفاقية تسمح لإيران بإدارة مساحات من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى ميناء نفطي كبير، ومنجم فوسفات.

كما تتضمن الاتفاقيات تشغيل إيران شبكة هاتف جوال.

- حزب الله يضع قدمه

في تقرير يعود إلى العام الماضي، أكد معهد "ستراتفور" الأمريكي أنه مثل إيران والدول الأجنبية الأخرى المتورطة في الحرب في سوريا، حرص حزب الله على استغلال الحرب لتعزيز موقفه في المنطقة، وذلك بإنشاء قواعد خاصة به.

وأوضح المعهد الاستخباراتي أن الحزب أنشئ قاعدة صواريخ ومواقع دفاعية كبيرة في مدينة القصير السورية، موضحة أن التنظيم بات يعتمد استراتيجية بناء القواعد لتعزيز تواجده.

ونشر المعهد صورا التقطت بواسطة قمر صناعي تكشف تركيز الحزب على توسيع قاعدة القصير والعمل جاهدا على تأمين الحدود الليبية وبناء ساترا ترابيا كبيرا.

ونقل المعهد عن مصادر أن محاولات حزب الله بتوسيع وتعزيز سيطرته في سوريا ستزداد مستقبلا، موضحة بالصور الفضائية مواقع الحزب التي أسسها قرب بلدة القصير، القريبة من الحدود اللبنانية، والتي سيطر عليها بعد معركة القصير في يونيه 2013.

وتؤدي القاعدة دورا أساسيا بحماية مواقع حزب الله، ولبنان، حال سقوط النظام السوري، حليف حزب الله.

وبالاتفاق مع حليفته إيران، يرى حزب الله الأزمة السورية فرصة مناسبة للتموضع على الحدود السورية اللبنانية، بحسب “ستراتفور”.

وأشارت “ستراتفور”، نقلا عن مصدر مقرب من حزب الله، إلى أن الحزب يسعى لتخزين أسلحة مدفعية، مثل صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون ومدافع هاوتزر، في قاعدتها قرب القصير.

كما يسعى حزب الله لنقل ما يقارب ستين دبابة من طراز “T-72” القتالية إلى هناك، وأربعة مصانع ذخيرة.