الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا أم الفاسدين .....!!


يبدو أن الفساد فى مصر كالماء والهواء بالنسبة لمعظم المصريين، يبدو أن وصف مصر بـ (أم الصابرين) تحريف لـ (أم الفاسدين)، وإلا كيف نفسر ظاهرة سقوط عشرات الفاسدين خلال الأيام القليلة الماضية ،لدرجة أننا يمكن أن نطلق على المرحلة الراهنة موسم سقوط أباطرة الفساد، وآخرهم مستشار وزير المالية الذى ضبط متلبسا بتقاضى رشوة مليون جنيه بحجة أنه معدم ولا يتقاضى من الدولة سوى 88 ألف ملطوش شهريا ، ويعتبر نفسه من المعدمين، ممن يستحقون الشفقة.

وأنا من جانبى ومن كل قلبى وإحساسى وادراكى بكل بلاوي مصر والمصريين، أؤكد لكم انه لو تمت محاكمة كل فاسد لن يبقى مواطن مصري منا خارج دائرة الاتهام وبدرجات متفاوتة، سواء حاكما أو محكوما، ولكن يبقى حلمى أن تستمر عملية تطهير البلد من الفاسدين، ولا تكون مجرد هوجة مؤقتة مثل أى هوجة مصرية، باعتبارنا جميعًا من أولاد اللحظة، نحب بسرعة ونكره بسرعة ونسخن بسرعة ونبرد بسرعة، لا أحد ولا شيء فى مصر يستمر على حالته إلا الفساد ورغم اننى لدى معلومات مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قرر إشهار سيفه فى وجه الفساد والفاسدين والمفسدين , بعد أن وصلته تقارير من أجهزة رقابية حول أباطرة الفساد وناهبى أموال وأراضى الدولة إلا أننى لست متفائلا.

وربما تكون المفاجأة فى بعض الشخصيات العامة والإعلامية ممن صدعونا بأحاديث الشرف وطاردونا بملاحم النزاهة وحاصرونا بأسطوانات طهارة اليد . وحسنا تفعل الآن الأجهزة الرقابية التى تتحرك حاليا لتضييق الخناق على حضرات السادة الفاسدين ومنع بعضهم من الهروب خارج البلاد وبدأ أباطرة الفساد يتساقطون وبعضهم ممن يطلق عليهم رموزا للوطن وحراسا على أموال شعبه ومحاربين للفساد أو مدعى الشرف.

أصابع الاتهام فى قضايا فساد فتحت ملفاتها وقضايا أخرى ستفتح خلال الأيام القليلة القادمة تشير إلى تورط سياسيين وإعلاميين وشخصيات عامة من الذين يفرضهم على المصريين إعلام خاص معظمه مملوك لشخصيات تبحث عن كرباج ومظلة تحميهم من مطاردة القانون ومقصلة العدالة .

وبصفتى صحفيا ومنتميا لمهنة الصحافة أكثر من 32عاما أطالب كل الجهات الرقابية بإعلان الذمة المالية وثروات الزملاء من الإعلاميين الذين تحوم حولهم الشبهات لنعرف من الصالح ومن الطالح ومن الحرامى ومن البريء ومن الجلاد ومن المحمود ومن المذموم ...بدلا من أن يظلوا فى دائرة الشبهات , لنعرف الحقيقة العارية بدون رتوش.. ولنعرف من هم الذين تاجروا بالوطن وخدعوا المواطن .

وعلى الرئيس السيسى ألا يتوقف ولا يتزعزع ولا يهاب لحظة واحدة من أباطرة الفساد ويدرك أن الروح المعنوية للمصريين سوف ترتفع مع سقوط السادة الفاسدين . رغم أن يقينى أن داخل كل منا فاسد كامن يتحرك اذا واتته الفرصة ،لدرجة اننى أخشى أن يعلن العالم أن مصر بلد 92مليون فاسد.
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط