الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد غياب دام 10 سنوات.. الخنازير تعود مرة أخرى للمشهد برعاية «البيئة»..ومحاربة القمامة السبب.. والمتخصصون ينقسمون.. ونقيب البيطريين يؤكد: سيساهم في إنتاج السماد

صدى البلد

  • «البيئة العرب»: العالم كله يعتمد على الخنازير في التخلص من القمامة
  • نقيب البيطريين: الخنازير «ثروة حيوانية قومية» وتربيتها ضرورة
  • مسئول بيئي: القمامة ثروة مصرية عظيمة وعودة الخنازير خطأ فادح
  • أستاذ أمراض صدرية: عودة الخنازير لـ"مصر" يهدد صحة الإنسان
  • نقيب العاملين بالنظافة: استخدام الخنازير في التخلص من القمامة "عودة للوراء"
  • سعد الدين الهلالي: تربية الخنازير ليست حرامًا شرعًا

أثار قرار وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، بالعودة إلي تربية الخنازير من أجل القضاء علي القمامة التي باتت تهدد شوارع الجمهورية كثيراً من التحفظات والانقسامات بين المتخصصين في مجال البيئة حيث وصفه البعض بأنه قرار خاطئ وعودة للوراء علي الرغم من التكنولوجيا الحديثة التي ظهرت لمعالجة أزمة القمامة ولكن البعض الآخر يري أنها فكرة جيدة ستساهم في إنتاج سماد الأرض وسيعود بالنفع علي البلاد.

في البداية، أكد الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن "الكائنات الحية مثل الخنازير والدجاج والماعز تتغذى على بقايا الأكل أو ما يطلق عليها مخلفات عضوية وليس كل المخلفات"، مشيرا إلى أن "الاستعانة بالخنازير في مواجهة القمامة ليس اختراعا مصريا وإنما كثير من دول العالم يستخدمونه في التخلص من المخلفات، ولكن بعد فصلها من المنبع".

وقال "علام"، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن "50 % من المخلفات المصرية عضوية، لذا فإن السماح للخنازير بأكلها سيعود على مصر بالنفع من خلال إنتاج السماد للتربة"، مشددا على ضرورة فصل القمامة من المنبع، حيث يتم تحويل المخلفات الصلبة إلى المصانع والورش لإعادة تدويرها من جديد، والمخلفات العضوية يتم استخدامها في شكلين؛ الأول كغذاء حيواني، والثاني سماد للتربة من خلال الفضلات التي تخرج من الحيوانات.

كما رحب الدكتور خالد العامري، أستاذ التكنولوجيا الحيوانية ونقيب الأطباء البيطريين، بقرار الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، الذي تعهد فيه بعودة تربية الخنازير مجددا وذلك من أجل القضاء على أكوام القمامة التي تعاني منها مصر، مؤكدا أن الخنازير تمثل لمصر ثروة حيوانية قومية لما فيه من فائدة عظيمة تعود على الاقتصاد القومي للبلاد".

وأوضح العامري في تصريحات خاصة لـ"صدي البلد"، أن "الخنزير يعد أحد أنواع التكنولوجيا الحيوية وهي التكنولوجيا التي تسمح بتحويل فضلات الحيوان إلى سماد من خلال وعاء حيوي ولاسيما أنه يتغذى على الفضلات وبقايا الطعام التي تشكل نسبة كبيرة من المخلفات المصرية"، لافتا إلى أن "استخدامها في التخلص من القمامة هي طريقة قديمة أدخلها الإنجليز إلى مصر ولكنها مفيدة للغاية".

وانتقد نقيب الأطباء البيطريين فكرة التخلص من الخنازير في عام 2006 وذلك لمواجهة إنفلونزا الخنازير التي انتشرت في ذلك الحين، مشيرا إلى أنه كان تصرفا غير واع لأنه يمثل ثروة حيوانية في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن تربيته على أرض مصر ليس حراما كما يردد البعض.

وطالب نقيب الأطباء البيطريين بضرورة إعادة تدريس مناهج الخنازير إلى الدراسة بالكليات البيطرية وذلك للحفاظ على تلك الثروة الهامة.

بينما وصف الدكتور طارق عيد ، نائب رئيس القطاع البيئى بوزارة البيئة السابق ، قرار الدكتور خالد فهمي ، وزير البيئة ، بالعودة الي تربية الخنازير مرة اخري من اجل القضاء علي القمامة التي باتت تملأ غالبية شوارع الجمهورية بأنه قرار افتقد للصواب ولاسيما انه لم يأت بثماره بل وله اضرار كثيرة خاصة اننا نعيش في مجتمع مسلم ، معتبرا ذلك القرار بأنه عودة للوراء متجاهلين كل وسائل التكنولوجيا الحديثة التي توصل اليها العلم في معالجة الفضلات.

واكد عيد في تصريحات خاصة ل"صدي البلد"، ان المخلفات في مصر تمثل إحدى الثروات الهامة التي تمتلكها مصر ولاسيما ان الفرد في مصر ينتج يوميا 300 جرام قمامة وهو مايعني انه يتم انتاج 2700 طن قمامة يوميا منهم 1700 طن مخلفات عضوية اي ان المخلفات العضوية تمثل 60 % من حجم القمامة في مصر لذا كان واجب علي الوزير التحدث عن إمكانية تحويلها الي سماد بالاضافة الي انتاج طاقة هائلة بدلا من الحديث عن عودة الخنازير مرة اخري.

وتعليقا علي امكانية انشاء مصانع لتصنيع السماد من المخلفات العضوية اجاب نائب رئيس القطاع البيئى بوزارة البيئة السابق قائلا " من السهل جدا انشاء مصانع لهذا الغرض ولكن بشرط فصل القمامة من المنبع وتنقية المخلفات العضوية من باقي المخلفات الأخرى، لاسيما انه كانت هناك تجربة لوزارة البيئة في الماضي في تمويل احد مصانع القطاع الخاص لأنتاج السماد ولكنها لم تكتمل نتيجة السياسات الخاطئة التي اتبعتها الوزارة بعد ذلك".

وأضاف نائب رئيس القطاع البيئى بوزارة البيئة السابق قائلا: " قرار عودة تربية الخنازير للقضاء علي القمامة دليل علي غياب جهاز حماية البيئة الذي تم إنشاؤه بملايين الدولارات التي حصلت عليها الوزارة من الاتحاد الاوربي من اجل الحفاظ علي البيئة والتخلص من القمامة من خلال الاستراتيجيات العلمية واستخدام التكنولوجيا بعيدا عن الاساليب البدائية ".

واستنكر الدكتور ابراهيم رضوان ، استاذ الأمراض الصدرية بطب الأزهر ، قرار وزير البيئة الدكتور خالد فهمي بعودة تربية الخنازير مرة اخري في مصر بعدما تم القضاء عليها في الفترة الماضية وذلك للتخلص من القمامة التي انتشرت بشكل مخيف في الكثير من شوارع المحافظات المختلفة ، مشددا علي ضرورة عدم تمرير هذا القرار لحماية صحة الانسان ومنعا لعودة انفلونزا الخنازير مجددا.

وأعرب رضوان في تصريحات خاصة لـ"صدي البلد" عن تخوفه من عودة الخنازير الي الحياة المصرية مرة اخري وذلك لأن انفلونزا الخنازير تنتقل للإنسان مباشرة عن طريق هذا الحيوان الذي يهدد المجتمع باسره ، مشيرا الي انه اذا كان لابد من عودة تربية هذا الحيوان فلابد وان يتم تقنينها وإعادة تربيتها في أماكن بعيدا عن تجمعات البشر.

كما هاجم امين حسن ، النقيب العام لنقابة العاملين بالنظافة ، قرار وزير البيئة الدكتور خالد فهمي بشأن الاستعانة بالخنازير لمواجهة القمامة والتخلص منها لإعادة النظافة إلى شوارع المحافظات من جديد ، مؤكدا ان هذا القرار غير مدروس بل وعودة غير مقبولة للوراء ولن يرضي بها اي شخص مهتم بنظافة البيئة والاستفادة من القمامة.

وشدد حسن في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" علي ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاستفادة من أطنان القمامة التي تمتلئ بها شوارع الجمهورية وذلك لإنتاج الطاقة البديلة وتوفير الاسمدة وكذلك العديد من الصناعات التي توفر فرص عمل كثيرة ، منوها الي ان كل دول العالم الحديث يستفيد من التكنولوجيا في إعادة تدوير القمامة والاستفادة من عناصرها في الكثير من الصناعات المهمة.

ومن الناحية الدينية أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن كليات الطب في مصر ظلت تستخدم الخنازير طيلة 30 عاما للتدريس لطلابها بالإضافة الي أن العالم قبل اختراع صممات القلب الحديثة كان يستخدم صمام القلب المصنوعة من الخنازير لعلاج مرضي القلب، ومشيرا إلي أن القرآن الكريم حرم علي المسلمين أكل لحم الخنزير.

ونفي الهلالي في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" صحة ما يتردد بشأن حرمانية تربية حيوان الخنازير في مصر قائلا " تربية الخنازير ليس حراما شرعا كما يردد البعض من مروجي الفتن الطائفية "، مشددا علي ضرورة عدم الافتاء دون علم وذلك لحماية المجتمع من اثار الفتن المدمرة التي توقع بين عنصري الأمة.

يذكر ان الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، قد قال إن مشكلة القمامة التي تعاني منها مصر ترجع في الأساس إلى عدم وجود منظومة مفصلة خاصة بكل محافظة، والتي تحدد في نفس الوقت أماكن جمع القمامة، وأماكن التخلص منها، بالإضافة إلى طريقة الجمع ذاتها ، مشيرا إلى أن تربية الخنازير تعد أفضل وأرخص وسيلة للتخلص من المكونات العضوية في المخلفات.