الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث يكشف تاريخ نشأة الشرطة في الحضارة الإسلامية

الدكتور إبراهيم العسال
الدكتور إبراهيم العسال

قال الدكتور إبراهيم العسال الباحث والمحاضر في تاريخ الحضارة الإسلامية بجامعة قرطبة في اسبانيا وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية ان الحضارة الإسلامية عرفت نظام الشرطة وطورته، بل وصدرته للحضارات الأخرى بمفهوم مختلف عن التي عرفته، خاصة مع ولادة دولة الإسلام في بيئة فقيرة حضاريا كجزيرة العرب.

وتابع في دراسة أجراها: أرسى النبي (صلى الله عليه وسلم) مفاهيم حقيقية للدولة منذ هجرته إلى المدينة وكان من بينها نظام الشرطة، ففي عهده (صلى الله عليه وسلم) تولى المسلمون قضية توفير الأمن في المدينة بأنفسهم، إضافة لحماية المدينة من أي هجوم خارجي خاصة من كفار قريش، وعرفت غزوات النبي مفهوم الحراسة في الشرطة، ففي غزوة بدر كان سعد بن عبادة وسعد بن معاذ من حراس النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفي غزوة خيبر كان من حراسه أبو أيوب الأنصاري، وفي الخندق كان حارسه عبدالله بن الزبير رضي الله عنهم جميعا.

وقال: يؤكد المقريزي أنه في عهد ابو بكر الصديق نشأ نظام العسس، وكان عبدالله ابن مسعود اول من تولى مهمة العسس في تاريخ الدولة الاسلامية، الى ان تطور في عهد عمر بن الخطاب واصبح يعس بنفسه ليلا في سابقة حضارية ان يتولى الحاكم مهمة الشرطة، ولعل قصة بائعة اللبن معروفة للجميع، وقد أوصى بنقل نظام الشرطة إلى مصر في ظل ولاية عمرو بن العاص.

وأشار إلي أنه في عهد عثمان بن عفان نشأ مسمى وظيفة صاحب الشرطة رسميا، وكان أول صاحب للشرطة هو عبدالله بن قنفوذ كما ذكرت المصادر التاريخية، وتطورت في عهد معاوية بن ابي سفيان كثيرا وكان اول خليفة يعين له حرس شخصي، ولعل أبرز من تولى المنصب في عهد الامويين كان الحجاج بن يوسف الثقفي.

وأوضح أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور إهتم بمكانة صاحب الشرطة في المجتمع الإسلامي، وحرص الخلفاء العباسيين ان يتم اختياره بعناية فائقة من اهل العلم وملما بأحكام القرآن وعلومه، وقد شغل صلاح الدين الايوبي منصب قائد شرطة دمشق، وشهد عصري المماليك والعثمانيين تطورات هائلة في مفهوم ومهام جهاز الشرطة بشكل عام، ففي عهد المماليك تغير المسمى الوظيفي الى والي الشرطة وكان له نائب وضباط يسمون بالأعوان.

وتابع: في العصر العثماني تولى المهمة من عرف بـ"آغا المستحفظان" وكان أشبه بقائد الشرطة ويتبعه ضبّاطٌ يسمّون بـ"الأوضباشية"، كما ظهرت وظيفة الأمن السري وهو ما عرف بـ"البصاصين"، اما دولة الأندلس فهم اساس نهضة نظام الشرطة في اوروبا، وكان عبد الرحمن الداخل صقر قريش أول من فكر في تأسيس أول جهاز للشرطة في الدولة الاموية الجديدة.

وأضاف: يبقى الإنجاز الأكبر لدولة الاسلام في الاندلس في تطور الوظائف الإدارية بشكل عام ومنها نظام الشرطة، والتي تم تقسيمها الى الشرطة الكبرى وكانت تختص بعلية القوم والخلفاء والأمراء، ثم الشرطة الصغرى وكانت لعامة الناس والدهماء، كما ان دولة الأندلس أول من ربطت بين الشرطة والبريد والشرطة والحسبة وهي إدارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان في قرطبة نظام الشرطة يتبع مباشرة للقضاء وهو النظام الذي أسس له عبدالرحمن الناصر.