الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ورحل عنا سيد حجاب


اتصل عليا صديقى وحدثنى بصوت يشوبه الألم والحسرة والمرارة، وأخبرنى بأن شعاع من أشعة الأمل سيغيب عنا للأبد، وأخبرنى بوفاة الشاعر الكبير سيد حجاب، ولأنى من عشاق الرجل وجلساته فالتزمت الصمت لعلها مزحة يريد أن يعرف منها مدى حبى له من كثرة حديثى عنه، وظننت أنه سيتراجع عن مزحته، إلا أنه أقسم بأن من كتب فى دستور مصر أن ثورة يناير " ثورة مجيدة " مات فى نفس اليوم الذى تحتفل فيه مصر بالذكرى السادسة لثورة يناير.. وكأنه أبى أن يرحل عن عالمنا إلا بعد أن يودعنا فى يوم مُخلد لن يستطيع أحد أن يمحيه من ذاكرة التاريخ أو الزمن.

حينها شعرت بفراغ داخلي لا يشعر به المرء إلا عندما يفارق من يحب ويعشق، وتوقف عقلى وتفكيرى عند مواقف كثيرة جمعتنى بالشاعر الكبير سيد حجاب، وأصبحت ذاكرتى شاشة لا يشاهدها غيرى أتابع عليها كل ما يعرض من مشاعر وحزن ومواقف قديمة ومواقف حديثة وكلمات وتعبيرات لن تجدها إلا فى وجه سيد حجاب.

توقفت أمام كلماته التى كنت دائما اسمعها منه "كن أنت ولا تكن غيرك"، وعدت أتابع شريط الذكريات الذى يمر بسرعة فائقة ولا أستطيع أن أتحكم فيه بعد أن أسودت الصورة برغم عيناى المفتوحتان، ولكن الألم والحسرة والمرارة أجلسانى وأنهمرت عيناى بالبكاء حزنا على رحيل الفارس الصياد .

سيد حجاب رحل بجسده ولكن روحه تلتف حول أجسادنا، فالعظماء لا يموتون لأن قيمتهم بما قدموه من قيم فكرية وحضارية وأدبية وانسانية ... وما قدمة الشاعر الكبير سيد حجاب سيجعله من الأحياء بيينا لأن أعماله لن تموت أبدا،  فقصيدة واحدة تكفى لتخليد صاحبها،  فما بالكم بأعمال كثيرة أثرت الحياة الأدبية والفنية والإنسانية بشكل عام.. كلها بمثابة الشموع التي لايمكن إطفاء نورها، وتلك الأعمال ستبقى منارة تغذى أجيالا كثيرة فى المستقبل.

للأسف الشديد تغيب الكلمات وتأبى أن تأتى لقلمى وأنا الممسك بزمام اللغة من كل ناحية، خشية أن لا تفى الرجل حقه عند رثائه.. رحم الله الشاعر الكبير سيد حجاب الذى غيبه الموت جسدا بالتزامن مع الذكرى السادسة لثورة يناير المجيدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط