الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما الذي ننتظره من ترامب؟


منذ اللحظة الأولى لترشحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة ونحن نتابعه ببالغ الاهتمام والتركيز.. لماذا؟ سنعرف في السطور التالية.

بداية، نود أن نتعرف على شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن سمات شخصيته تثير الشكوك والمخاوف نوعًا ما، حيث أنه انفعالي الطبع، سريع الرد دون تفكير، لذلك من الصعب التكهن بما سيقوم به.

ترامب أيضًا حاد اللهجة ويقوم بالتصعيد الفوري.. ويحضرني هنا مثل كثيرين أسلوبه الحاد الذي قد يصل إلى حد "الردح" في أول مؤتمر صحفي له مع مراسل الـ CNN، حيث ظهر فيها كمصارع.. وأيضًا خطاب تنصيبه كان يعد ناريًا ويتسم بالكثير من التلميحات.
 
ومما لا شك فيه، أنه ليست مصر فقط ولكن العالم كله مضطر للتعامل مع أي رئيس في البيت الأبيض، لأن الولايات المتحدة ليست اليمن أو تشاد، بل هي القوة العظمى في هذا العالم.. فعلى سبيل المثال، تساوي ميزانية الدفاع ميزانية الدفاع للدول التسع التي تليها مجتمعة، بما في ذلك روسيا والصين.. ثم هناك أثر الهيمنة الأمريكية في نشر أفكارها وفرض سياساتها.

وثانيًا، على الرغم من أن أمريكا دولة مؤسسات، وترتكز الديمقراطية الأمريكية على قوة الكونجرس، إلا أن الرئيس الأمريكي له مساحة سياسية، خاصة أن ترامب يستطيع أن يعتمد خلال العامين المقبلين على الأغلبية الجمهورية في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهو حدث فعلًا غير عادي حيث يهدف الناخب الأمريكي عادة ألا تكون أغلبية البرلمان من نفس حزب الرئيس، ولكن رغم خلافه مع حزبه الجمهوري، يكون ترامب محظوظًا حاليًا لأن أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض أقليَّة في الكونجرس بمجلسيه، وهو بذلك يكون في موقف تنفيذي وتشريعي قوي.

وبسبب هذه الهيمنة المؤسسية الاستثنائية للرئيس الأمريكي، فإن التعرف على أسلوب تفكيره وشخصيته مهم للغاية، مقارنة بالرئيس السابق أوباما، حيث يمثل ترامب العكس على طول الخط، ليس فقط بسبب كونه مليارديراً ولكن أيضًا بسبب أصوله وتنشئته، فهو سليل أسرة سمسار عقارات قبل كل شيء.

ويعد ترامب تجسيداً للنمط المعروف بـ"الأمريكي القبيح" وتوحش المال.. حيث إن لكل شيء عنده ثمناً مادياً وفورياً.. هكذا يجب تخفيض مدفوعات أمريكا في الأمم المتحدة، وكذلك إعادة التفكير في إحياء حلف الناتو الذي "انتهت صلاحيته" وإذا كان الحلفاء ـ من أوروبا إلى الخليج ـ يودون مظلة الحماية الأمريكية، فيجب عليهم دفع الثمن الفوري.. بدون تقسيط.

إذن، ما الذي تطلبه إدارة ترامب من مصر إذا استمرت كما هي مساعدات عسكرية بـ 1٫3 بليون دولار، خلاف أن تكون كل البضائع في مصر من الداخل الأمريكي، أي أن تكون ما تسمى المساعدات هي تسويق الإنتاج الأمريكي؟

ولنختم السطور، سنعرف في الأيام القليلة القادمة، الرد على كل هذه التساؤلات التي تشغل بالنا.. خاصة أن هناك لقاء سيجمع الرئيس المصري والأمريكي قريبًا.. وإن غدًا لناظره قريب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط