الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفي الإعلام فساد


متى نعترف، نحن الصحفيين والإعلاميين، أن في المجال كثيرا من الفاسدين؟ كلنا يعلم أن من يقول غير ذلك هو أول الفاسدين.

وكلنا يعلم، أن لكل فاسد في الجهاز الحكومي زمرته من التابعين في الصحافة والقنوات الفضائية.

بل أكثر من ذلك، فكلما كان المسئول يحظى بتلميع أكثر، كان فساده أكبر، وكم من صحفي يتقاضى الرشوة الشهرية في شكل أعمال استشارية زائفة.

وكم من هدايا بالفيلات وأفخر السيارات تلقاها نجوم الشاشات، وصدق من قال: إن النضال في بلدنا بيكسب مليارات، وكم من مدعي نضال سكن القصور وجمع الملايين بعد فقر وجوع؟

كلنا، وكلنا نحن بالذات الصحفيين، نعلم أن شبكة الفساد تضم حلقات كثيرة منها، المسئول الحكومي الفاسد، رجل البيزنس الفاسد، الصحفي والإعلامي الفاسد، ورجل الجهات الرقابية الفاسد، والبرلماني أو رجل السلطة التشريعية الفاسد، ولا شك أن في القضاء أيضا فساد، بدليل من تم ضبطهم بالرشاوى والمخدرات.

فهل نمارس دورنا بأن نكون كما نكون دائما حاملي مشعل الإنارة، ونعترف بكل عقلانية، أن فينا أيضا فاسدين.

كم من حملات زائفة ضد فساد ونحن نعلم أنها عين الفساد، هل رأيت مؤخرا الإعلامي الذي يهاجم الحكومة لصالح نائب فاسد، يتخذ موقفا بطوليا، والحقيقة أن للنائب تمويلا أجنبيا تم تجميده وتم فصله أو استبعاده من رئاسة إحدى لجان مجلس النواب فانقلب على المجلس ورئيسه وكشف بعض المستور.

أنت تعلم أيها الصحفي أن في قضية فساد القمح لم تذع قصة سكن الوزير السابق خالد حنفي في فندق غالي التكلفة إلا بعد نبش هذا الملف الضخم من ملفات الفساد، وتعلم أن من الصحفيين والإعلاميين وكذلك البرلمانيين من كان ولا يزال يدافع بكل قوة عن مافيا القمح بشتى الطرق الصريحة والضمنية والملتوية.

ولا غرابة أن من كشف سكن الوزير في الفندق لصالح مافيا القمح أحد ألمع الإعلاميين البرلمانيين الذي لا ينطق إلا عن هوى مالي.

الأمثلة كثيرة وأنت تعلمها، وإن شئت عددنا لك نماذج ثنائيات الفساد في الحكومة والإعلام، وفي البيزنس والإعلام، فاعترف بالحق كآخر فضيلة يمكن أن تتعلق بها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط