الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهب الفقراء... شهادة في وقتها!!


كنت ومازلت أبحث عن أسباب استمرار حالة الفقر وتداعياتها في دولنا النامية وعدم الوصول حتى الآن إلى حلم التنمية والاقتراب من الاكتفاء الذاتي والموضوع له جوانب متعددة، ورأيت أن أنقل وجهة نظر صحفي متخصص في مجال التنمية تأتي أهميته في كونه عمل في إحدي الشركات العابرة للقومية ولأن هذه الشهادة تمثل لي حلا وتفسيرا لبعض ما كنت أبحث عنه منذ سنوات فكان لابد من تناول ذلك بشيء من الاختصار لأن شهادة الرجل جاءت في كتابه نهب الفقراء الذي صدر عن المركز القومي للترجمة والكتاب لأصل وقام بترجمته للعربية المخضرم بدرالرفاعي وصدرbig business .. Poor peoples يحمل عنوان عام 2008 وحتي لا يكون الموضوع كما لو كان عرضا لكتاب أو تحليلا له فإنني سأكتفي بتركيز معين علي بعض من شهادات الرجل الذي يدعي "جون مدلي".

في البداية يقول إن هذه الشركات والقصد هنا العابرة للقومية تتمتع بقوة كبيرة تفوق قوة الحكومات في الكثير من النواحي مستعينا بأقوال من يراهم مؤيدين لوجهة نظره ومنهم "ديفيد كورتن" الذي يري بأن هذه الشركات أدوات لطغيان سوق علي آخر وسوف تنتشر كالسرطان في جميع دول العالم وتدمر الأرزاق وتهجر الناس.

كما يؤكد أن دول العالم النامي "المتخلفة" مازالت علي حالها مع تعزيز قوة هذه الشركات التي تحرص دائما علي تقديم نفسها علي أنها المنقذ لدول هذه العالم وهو ما لا يحدث حتي الآن ، كما يركز الكتاب في الإجمال علي الآثار الكارثية لهذه الشركات علي الدول النامية وفي كافة القطاعات وهذا لا يعني بالضرورة أنها بلا آثار علي دول العالم المتقدم ولكن تتعاظم الآثار علي فقراء العالم مؤكدا هذه الشركات لا تري الفقراء من الأساس.

وتناول طبيعة نشأة هذه الشركات التي تكون بالأساس غريبة المنشأ وبالتالي فإن فرعها الرئيسي يكون هناك ويمتد نشاطها في كل بقعة في العالم وهدفها الرئيسي الربح دون غيره وتفوق مبيعاتها إنتاج معظم الدول النامية ، وصناعة القرارات من الخارج وتتميز القرارات بالديكتاتورية وعدم التشاور مع البلدان التي تعمل فيها ، ويأتي نفوذها وتدخلاتها في عالمنا النامي علي واقع الفقر علي الرغم من المخاوف من هذه الشركات فإن الحاجة هي من تفرض استدعاءهم إلينا علي فرضية علاج مشاكلنا الاقتصادية ويكون الحل من خلال هذه الشركات هو خيار فتح الأسواق وتبني قيم العولمة الرأسمالية ومن هنا يحدث الاستغلال أو الاستعمار بواسطة هذه الشركات.

ورأيي في النهاية وعلي الرغم من امتداد الحديث لأن الموضوع يستحق أكثر من مقال واحد فأنا علي رأيي بأن الحلول والأفكار المستوردة الوافدة لم نجن من ورائها إلا الفقر والعوز ودليلي في ذلك أن برامج الاصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي والاستراتيجيات المدعمة لهما لم تأت بأي نتائج إيجابية حتي الآن والغريب أننا مازلنا ننتظر الشفاء علي يد غيرنا ، أقولها انتظار العولمة العادلة سراب ... وانتظار التنمية من صنع غيرنا سراب والاستغناء عن هذه الحلول وهذه الشركات القوية ممكن وليس مستحيلا لأن الاستمرار في الاعتماد عليها سيؤدي إلي نفس النتائج التي نحن عليها من فقر وعوز وللحديث بقية.....

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط