الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يتناسي «الإخوان» ويستضيف الإمارات والسعودية ويرسل وزيره لإسرائيل.. «الأناضول»: مصر مازالت نقطة خلاف بين أبوظبي وأنقرة

صدى البلد

  • العاهل السعودي أسس المجلس التنسيقي التركي السعودي خلال زيارته لأنقرة
  • وكالة تركية: الإمارات مازالت تخالف موقف تركيا تجاه مصر
  • "الغاز" يقرب أردوغان من نتنياهو بعد سنوات من الخلافات

بعد سنوات من الخلافات بين تركيا ودول الخليج بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال فترة "الربيع العربي" التى انحازت لمواقف جماعة "الإخوان" في مصر وتونس، تشهد العاصمة التركية، أنقرة، اليوم، الثلاثاء، اجتماعين بالغي الأهمية متعلقين بالدولتين الأكثر تأثيرا في مجلس التعاون الخليجي، ألا وهما السعودية والإمارات، وذلك قبل قيام أردوغان بزيارة خلال أيام لمنطقة الخليج تشمل السعودية وقطر والبحرين، تركز على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي، بحسب مصادر بالرئاسة التركية.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير السياحة التركي نابي افتشي بدأ زيارة عمل رسمية لإسرائيل هي الأولى من نوعها منذ الأزمة بين البلدين قبل حوالي 7 أعوام، وأوضحت أن الوزير التركي سيشارك في المؤتمر السياحي الدولي المنعقد في تل أبيب، حيث سيقوم بتدشين الجناح التركي المقام في المعرض، كما سيحل ضيفا على وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين.

وكانت القناة الثانية الإسرائيلية كشفت، السبت الماضي، عن أن وفدا تركيا رسميا في مجال الطاقة، سوف يصل إسرائيل، الأحد، وأوضحت أن الوفد الأول من نوعه منذ إعادة تطبيع العلاقات بين الاثنين وتوقيع اتفاق المصالحة، وأشارت إلى أن الوفد يضم مسئولين من وزارة الطاقة التركية وممثلين عن شركات غاز حكومية.

وقالت إن أعضاء الوفد سوف يلتقون نظراءهم الإسرائيليين وممثلي شركة "ديليك" من أجل بحث إمكانية تطوير خط نقل غاز من إسرائيل لتركيا، وتحويل تل أبيب إلى مصدر للغاز إلى أنقرة.

وخليجيا، قالت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء إن "الاجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا والإمارات، وهو الأول منذ 6 أعوام، يأتي تتويجا للنقلة النوعية التي شهدتها العلاقات بين تركيا والإمارات خلال الفترة الماضية، وذلك بعد فترة فتور في العلاقة بين البلدين".

وشددت: "باستثناء الملف المصري، هناك تقارب كبير في وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا، فسياسيا تدعم تركيا التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات لدعم الشرعية في اليمن، وتتطابق وجهات نظرها مع دول الخليج، فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، كما تعد مكافحة الإرهاب، تحديا بارزا أمام البلدين، وتؤمن الدولتان بأهمية تعزيز تعاونها من أجل مواجهة التحديات المشتركة، خاصة تحدي الإرهاب وبذل مزيد من الجهود لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة التي تواجه تحديا غير مسبوق".

ويعتزم، اليوم، المجلس التنسيقي التركي السعودي الذي تم تأسيسه من قبل الدولتين خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا العام الماضي، عقد اجتماعه الأول لمدة يومين في أنقرة، وسيحضر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره السعودي عادل الجبير، وذلك وفقا لمعلومات صادرة عن وزارة الخارجية التركية.

ويهدف المجلس إلى زيادة مستوى التنسيق بين البلدين، وتعزيز التعاون الاستراتيجي، كما سيتولى المجلس التنسيق بين البلدين في مجالات الثقافة والإعلام والصناعات العسكرية والأمن، وسيتولى المجلس التنسيق بين البلدين في مجالات الاقتصاد والزراعة والتجارة والبنوك والمال والملاحة البحرية، وتم تأسيس المجلس من قبل الملك سلمان وأردوغان، خلال زيارة الأول الرسمية للجمهورية التركية العام الماضي.

وعلى صعيد العلاقات مع الإمارات، قالت "الأناضول": "اجتماع اليوم، سلسلة تطورات إيجابية شهدتها العلاقات بين البلدين، على مدار الـ 10 شهور الماضية، برزت بشكل جلي عبر 8 محطات بارزة حققت جميعها نتائج مثمرة".

يذكر أن وزير الخارجية التركي زار الإمارات، في 25 أبريل الماضي، والتقى إلى جانب نظيره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كلا من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.

وكانت تلك الزيارة أول محطة في سلسلة التطورات التي شهدتها العلاقات بين البلدين، فبعد شهرين من زيارة جاويش أوغلو، أعادت أبوظبي سفيرها لتركيا، وقدم "خليفة شاهين المرر"، في 14 يونيو الماضي، أوراق اعتماده للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكانت العلاقات الدبلوماسية التركية الإماراتية شهدت فتورًا على خلفية اختلاف في وجهات النظر بخصوص عدد من الملفات، أبرزها عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وكانت الإمارات سلمت في 26 يوليو الماضي، قائد القوات التركية في أفغانستان، اللواء "جاهد باقر"، إلى سلطات بلاده، برفقة ضابط آخر، بعد محاولتهما الفرار إلى مدينة دبي، قادمين من العاصمة الأفغانية كابول، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشل التى شهدتها تركيا في يوليو الماضي.

وفي المجمل، شهدت العلاقات التركية الخليجية تطورا خلال السنوات الأخيرة كان أبرز مظاهره، الاجتماع الوزاري الخليجي التركي الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة السعودية الرياض في 13 أكتوبر الماضي، واعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي – ومن بينها الإمارات، منظمة فتح الله جولن، التى تتهمها أنقرة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل كمنظمة "إرهابية".

وأوضح البيان الصادر عن الاجتماع أنه "تم تكليف الأمانة العامة لمجلس التعاون بإعداد تصور عن تطوير التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون وتركيا في جميع المجالات، بما في ذلك مفاوضات التجارة الحرة"، كذلك اتفق الوزراء على عقد الاجتماع الثالث لفريق عمل التجارة والاستثمار خلال عام 2017، في تركيا، واستضافت البحرين منتدى الأعمال الخليجي التركي الثاني، يومي 1 و2 نوفمبر الماضي، بمشاركة 600 مستثمر خليجي وتركي، الأمر الذي زاد مجالات التعاون بين الإمارات وتركيا.

وقال وزير الجمارك والتجارة التركي، بولنت توفنكجي، في تصريحات له على هامش مشاركته في المنتدى، إن بلاده ستكون مستعدة بشكل دائم لعقد اتفاقيات مع دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والتجارية، ولفت إلى أن "الآونة الأخيرة شهدت نموا مضطردا في الميزان التجاري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي عموما؛ حيث وصل مستوى التبادل التجاري بينهما خلال عام 2015 إلى حوالي 14.4 مليار دولار".

وقال السفير التركي لدى أبوظبي، جان ديزدار، إن "العلاقات الاقتصادية التركية الإماراتية عميقة جدًا وتشمل جميع القطاعات تقريبًا، لذلك تضم أجندة الاجتماع قضايا عديدة، منها الخدمات المالية والاستثمارات والطاقة المتجددة والطيران المدني وغيرها".

وشدّد على أن حكومة بلاده تولي أهمية كبيرة لتسهيل الزيارات للمواطنين ورجال الأعمال والمستثمرين الأتراك إلى دولة الإمارات، فضلًا عن تسهيل عملية حصولهم على رخص العمل وتأسيس الشركات هناك.

وأوضح السفير التركي أن اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة يهدف إلى مواصلة الأنشطة المتبادلة بين الشركات التركية والإماراتية في جو من الثقة.

وبيَّن أن العلاقات التجارية بين البلدين حققت تقدمّا كبيرًا خلال الأشهر الأخيرة، ولفت ديزدار إلى ازدياد حجم الصادرات التركية إلى الإمارات خلال ديسمبر الماضي بنسبة 77 بالمائة، وقال: "ساهم الفائض التجاري الذي حققناه مع الإمارات في تضييق العجز التجاري لبلادنا بنحو 1.7 مليار دولار خلال العام 2016، ونبذل جهودًا حثيثة لزيادة هذه الحجم".

وأكّد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد بنسبة 36 بالمائة حتى نهاية العام الماضي، ليصل إلى 9 مليارات دولار، مضيفًا: "ونهدف لرفعه إلى مستويات أعلى خلال العام 2017، وهناك إمكانات واسعة لتحقيق ذلك".

ولفت ديزدار إلى أن المستثمرين الإماراتيين يتابعون عن كثب الفرص المتاحة في تركيا، وأن دخول اتفاقية التجارة الحرة، التي تم تسريع مفاوضاتها بين تركيا وبلدان مجلس التعاون الخليجي، سيكون لها إسهام كبير في هذا الخصوص، وأشار إلى أنه مع إبرام اتفاقية التجارة الحرة سيتم إلغاء الضرائب الجمركية على منتجات محددة؛ ما سيساهم في زيادة حجم التجارة البينية، كما سيسهل على الشركات الإماراتية تأسيس منشآت استثمارية، وإقامة شراكات تجارية، ويشجعها على ذلك.