الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرثومة بمتحف اللوفر ...!!


فيما لم نحفظ حياتنا، حافظ متحف اللوفر على جزء من تاريخنا وتاريخ العالم من حولنا..
لقد تحول قصر الحكم الرسمي في فرنسا إلى أحد أهم المتاحف العالمية بشكل رسمي في العاشر من أغسطس 1793م ليحتوي على عدد هائل من التحف الفنية والمنحوتات وجزء من آثار العالم القديم منها الحضارة المصرية العظيمة وقطع فنية وأثرية من حضارات بلاد الرافدين ..

يقع اللوفر على الجهة الشمالية من نهر السين العظيم ولا تُعرف باريس إلا به .. ولا يرتادها إلا زائر له ... دعوا هذا المشهد الآن ... ودعونا نستعرض ما أحاط به ..!

حدثان في غاية الخطورة يتشابهان في المضمون ... حين يقدم أحدهما الآخر بطريقته لمن يستطيع تحليل الشفرات ورصد الخطوات ..
لم يفصلهما إلا الخميس بنهاره وليله ...!!

الحدث الأول وقع في يوم الأربعاء الأول من فبراير 2017 م
المكان معرض القاهرة الدولي للكتاب ... والمفروض أن يكون مهرجانا للقراءة وتلاقح المعارف وكشف الاستار عن الأفكار المختلفة حول كل المفاهيم السائدة والقادرة أيضا على سحق جرثومة التكفير من خلال تحريك ذهنية التفكير والنقد والتحليل بالتعرف على الآخر عن قرب إن كنا ننوى تسميد الأرض لتأسيس بيئة تعايش معرفية مع الجميع ... لا أكون معه لكن لا أعاديه ... لا أقر بفكرته ولكن أمتنع عن تكفيره وهجائه ... لا أؤمن بما يقول ولكن أمنحه الحق في أن يقول ما يشاء قولا يمتلك حجة ودليلا .. ورأيا ينصاع للنقد والتحليل ..

ولكنا قررنا أن نسير في عكس الاتجاه .. وضد منطق القراءة وضد الاستقواء بالمعرفة ... عندما نسمع بلا أي ردود أفعال لقول اللواء أشرف مأمون مدير إدارة مكافحة جرائم المطبوعات بالإدارة العامة لمباحث المصنفات أنه تم تحرير محضر لمصادرة 5 كتب شيعية من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 48 مشيرا إلى أن هذه الكتب تمت مصادرتها على الفور." !!

يقع هذا الفعل في أمة تتحرى النهضة وتبحث عن النهوض وتدعي أنها تواجه الإرهاب وتمقت أفكاره وتشجع التعارف وتدعم سيقانه ...!!
ليفاجئنا نتيجة فعلها كممارسة بما هو متوقع من الذين يبيضون في شوارعنا كل الأفكار المفترسة ...!!
فقط قد مر الخميس ..

ليأتي صباح الجمعة الثالث من فبراير 2017م ...
لتصرخ حولنا وكالات الأنباء .. هجوم إرهابي على متحف اللوفر في باريس قد وقع هناك ...
وتنبأنا أن الإرهابي بلديات شيوخ السلفية ... فهو شاب مصري . يدعى "عبد الله رضا رفاعي الحماحمي " لم يبلغ بعد عامة الثلاثين ....
من محافظة الدقهلية ... مركز المطرية ...
سلفيا وجها وجهة ..

عندما تتأمل ملامحه ... ثم تنصاع لأجواء المكان ستعلم أن أصوات محمد حسان وزملاءه قد ملأت هناك الزوايا والأركان ... ! وأن الفكر التحريضي بشقه التكفيري هو الذي يتسيد هذه البيئات ويخرج في وجه العالم هذه الكائنات .... !!

لتكتمل المنظومة ... بالمصادرة لكتاب الآخر المعرفي ... الذى يكفره صاحبنا حامل الخنجر السلفي ... وهو شاب يعمل في دبي .. أي أنه لا يعاني بطاله ولا فقرا ... ويمتلك مالا اشترى به تذكرة وتأمينا وحجز فندقا وخنجرا ... ثم ذهب في مهمة إلهية وفقا لمفاهيمه التي تمتلئ بها صفحته على الفيس بك ... ليقوم بغزوة مباركة لقتل الكفار في متحف اللوفر ليسارع على الفور السيد ترامب من على الجانب الآخر للمحيط الأطلنطي بكتابة تويتة كونية جاء فيها :” إرهابي إسلامي ” يهاجم متحف اللوفر في باريس وفرنسا على الحافة وعلى أمريكا أن تكون ذكية "...!

ماذا نصنع بأنفسنا ..؟
ومتى نبدأ بمواجهة الفكر الذى يواجه العالم بحد السكين ويسيء إلينا جغرافيا وتاريخا ودينا ؟
متى ..؟
ونحن لازلنا نحاصر كتب الآخر فنصادر الكتاب ونترك الألباب ... بل ونطبع الكتب التي تقتلنا والعالم معنا ... لنسمع بلا جواب صيحة قادمة من خلف الزمان .... لماذا ترضخون لهذا الفكر الذى يقتل مستقبلكم ويهين الاستقرار حولكم ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط