الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهلا يا مَن تصطادون في الماء العكر


للأسف الشديد وما أشده أسف على أحوالنا فى معاملاتنا اليومية والحياتية التى تسوء يوما بعد الآخر لمجرد أن الجميع دون استثناء ،  ولا أستثنى أحدا مهما كانت المبررات ـ يقع فى فخ الغوغائية والانبطاح والتملق والتسلق والكبر والنظرة الدونية واللسان المعوج والنفاق بمبرراته ودون مبررات لدرجة أن الغابة الحقيقية أصبح بها رحمة عن الغابة التى نعيش فيها، فحينما ساءت الأخلاق انتشر الفساد والإفساد وانشغل الجميع بالهدم لا البناء فى وقت نحتاج الى تكاتف كل السواعد لبناء المستقبل الذى نحلم به جميعا.

كل من أسدى نفعا لأمته ينال حقه من طيب الذكر والرفعة مهما تواضعت مكانته , وكل من نافق واجتهد للتملق فلن يكون له أثر لأنه لم يعي معنى الشرف والكرامة , فالكلمة الطيبة شرف والكلمة الصادقة شرف والكلمتان تقودان صاحبهما الى الجنة , ولا يستقيم العقل والقلب معا إلا باللسان الطيب فطيبوا ألسنتكم واحفظوها يحفظ الله لكم قلوبكم.

المقدمة السابقة تداركت فيها كلمات كثيرة كنت أود أن أرسلها لمن يصطادون فى الماء الذى تعكر وتسمم بأفعالهم الملتوية الخبيثة , ذلك لأن خبثهم ينفسونه فى كل اتجاه من أجل أغراض شخصية تضر بالمجتمع ككل من ناحية وأشخاص أبرياء من ناحية أخرى ليس لهم ذنب إلا أنهم يعيشون مع الخبثاء فى مجتمع واحد .. لدرجة أن الإبحار ناحية المجهول أصبح عنوان البوصلة التى لم ترتكز حتى الآن ناحية اتجاه واحد واصبح عنواننا " الضياع فى المدن المزدحمة والقرى الفقيرة " .

والنقطة الأساسية التى انتويت من أجلها كتابة هذا المقال أن صراعات الصحافة أدت الى حدوث كوارث حقيقية لدرجة أن بعض زملاء المهنة الواحدة هم من يسعون الى تشويه صورة زملائهم , حينما يسعى من يصطادون فى الماء العكر للتقرب والتودد الى مسئول ما , فيعتقد أن قربه من المسئول سيستمر ويدوم حينما يعمل لهذا المسئول "عصفورة " لنقل أخبار زملائه ... بل إن الأمر لا يقف عند حد النقل بل يصل فى كثير من الأحيان الى حد التشويه، وما أكثر هؤلاء تحديدا فى المحافظات .. فحينما تدقق النظر وتمحصه ستجد أن كل ديوان من دواوين المحافظات به "عصفورة " .

ولذلك أدعو الجميع بأن يعف نفسه بعيدا عن أهل النفاق لتنزل الكلمة الحرة مكانتها ولتبلغ مرماها الصحيح ، ذلك لأن العمل الصحفى هو مزاج يختلط بالإبداع الهدف منه العمل على الارتقاء بالمجتمع , والصحفى كالفنان ليس موظفا عند أحد حتى يحال الى التقاعد ببلوغه سن معينة أو عدم بلوغه علاقة كان يسعى لها , ويجب أن يتعفف عن الدخول فى معارك نفاقية من أجل أحد .. فهو المبدع الذى تغلب عليه موهبته منذ نعومة أظافره وإبداعه لا ينضب ما دام صاحبه يستنشق الهواء .

إن صفات الصحفى التى يجب أن ننميها فى انفسنا جميعا تبرز فى العفة والرحمة , والنزاهة فى اللفظ , والصراحة فى العبارة , والإخلاص فى النقد , فكثير منا دخل خصومة مع مسئولين أو زملاء , ولكن كان كل واحد من الذين يؤمنون بهذه الخصال عف اللسان نقى الضمير طاهر السريرة .

يا سادة ... دعونا نختار طريقتنا السديدة فى انتقاد كل منا للآخر , ودعونا نبدأ من جديد فليس عيبا أن نتدارك أخطاءنا وليس عيبا أن ندخل فى معارك ولكن يجب أن تكون الخصومة مبنية على الشرف فلا تشويه ولا نفاق ولا حشد واندفاع ولا بلطجة ولا أشياء كثيرة يعرفها من تعود عليها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط