الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانضباط .. أسبوع واحد لايكفي


حركة نشيطة ومكثفة ومظهر إيجابي لشوارعنا شاهدته أمس .. في كل مكان حملات لضبط المقاهي غير المرخصة ومنع الجشع والاستغلال وحملات مرورية مكبرة توقف الموتوسيكلات وتتأكد من التراخيص وتشديدات علي التوك توك ..

في استجابة كبيرة لأسبوع الانضباط الذي أطلقته جريدة "الأخبار" بقيادة الكاتب الصحفي اللامع ياسر رزق تحت عنوان "الانضباط أسلوب حياة "وهو ما اعتدناه من الأخبار ومن ياسر رزق فهو ليس فقط كاتب صحفي من أبرز صحفيي جيله ،ولكنه أيضا وطني حتي النخاع كل ما يفكر فيه هو بلده مصر وكيف تظهر في أجمل وأحسن صورة..

شوارع نظيفة وحملات مرورية مكثفة ،حتي تختفي كل الظواهر المسيئة من شوارعنا فقد حاصرتنا القمامة .. وسادت الفوضي والبلطجة حياتنا وأصبح الجميع يحاول فرض سيطرته علي الآخرين في الوقت الذي تبذل الداخلية كل جهودها لضبط المخالفين .. لكنها تحتاج لتفاعل مجتمعي نشط وحملات صحفية تبرز هذه الجهود بجانب توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم..

المبادرة التي انطلقت أمس الأول وتستمر لمدة أسبوع بالتنسيق مع وزارات الداخلية والتربية والتعليم والتنمية المحلية والأوقاف والشباب والرياضة وكافة أجهزة الدولة ،تهدف إلى تحقيق الانضباط بالشارع على جميع المستويات لغرس قيم الانتماء في نفوس الصغار وترسيخ المبادئ النبيلة في جميع المصالح الحكومية والمؤسسات والمدارس وتطبيق القانون على الجميع لمواجهة المظاهر السلبية التى انتشرت فى مجتمعنا في السنوات الاخيرة حتي يشعر المواطن بالأمل والتفاؤل وأنه محط اهتمام كل أجهزة الدولة فيصبح قادرا علي تحمل المسئولية الكاملة والعطاء بحب وبراحة نفسية.

علي مدى شهر كامل ،تحولت كتيبة صحفيي الأخبار إلي خلية نحل بدءأ من محرريها المتدربين وحتي روؤساء التحرير ورئيس مجلس الإدارة الدينامو ياسر رزق .. لقاءات مع المسئولين داخل المؤسسة وخارجها وترتيب وتنظيم وتنسيق حتي خرجت المبادرة بقوة إلي النور .. تِصاحبها حملات إعلامية وتربوية ودينية مكثفة تدعو للمشاركة المجتمعية..

 تشارك فيها وزارات الداخلية والتعليم والإدارة المحلية والشباب والأوقاف وأجهزة الدولة وأفلام وثائقية تحض على فضيلة الانضباط تم إعدادها فى وزارة الداخلية ومؤسسة "أخبار اليوم" والتليفزيون المصري والإذاعة والقنوات الفضائية وبرومو للحملة بعدد من القنوات التليفزيونية والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وللوحات إعلانية بأرقى شوارع وميادين القاهرة الكبرى لتوعية المواطنين على المشاركة فى المبادرة بشكل إيجابى.

في اعتقادي أننا لو تعودنا علي الانضباط في شوارعنا ومؤسساتنا فوجه مصر سيتغير .. سنري وجها جديدا أنيقا بلا بلطجة ولا فتونة ولا اعتداء علي الآمنين سترجع الروح المصرية الأصيلة التي اختفت مؤخرا ،سنجد من يهم لنجدة من يقع عليه اعتداء ،ستختفي ظاهرة الموتوسيكلات والتكاتك ،التي تخطف وتسرق وتختفي في عز الظهر ،وأمام أعين المارة الذين "يتسمروا" في أماكنهم وكأنهم اعتادوا هذا المظهر فلم يعد يثير غيرتهم ولا نخوتهم..

 لو عمل كل منا على تطبيق الانضباط في منطقته ،أو شارعه ،أو حارته ،أو مكان عمله ،لن نحتاج إلي رقابة ،وسيختفي الفساد الذي انتشر ونحاول القضاء عليه بكل قوتنا .. لكنه لن يختفي إلا عندما ينضبط الجميع ويحصلون علي حقوقهم دون رشوة ولا واسطة ولا شكاوي واستغاثات ووجع قلب .. أعتقد أننا خلال اسبوع الانضباط لو قمنا بتكثيف الحملات الرقابية والأمنية .. والتوعية بأن الجميع لديه دور يجب أن يؤديه كل فى تخصصه ، .. أتمني أن تستمر الحملات طوال العام على المقاهي المخالفة وإغلاقها خاصة بعد الحادث المؤسف الذي شهده مقهى مصر الجديدة عقب مباراة مصر والكاميرون وكذلك ضبط الأسعار من خلال حملات لمباحث التموين على المحال التجارية.

والحقيقة أن لدينا قوانين ولوائح للأنضباط ولسنا بحاجة الي قوانين جديدة ولكن نحتاج فقط الي تفعيل هذه القوانين وتوعية المواطن بها حتي يعرف حقوقه وواجباته.. فهناك قوانين للانضباط في المدارس والجامعات وقوانين مرورية وجنائية وعقوبات رادعة لكننا نحتاج فقط الي تفعيلها وتطبيق القانون بلاتمييز أو استثناء علي الجميع .. ولن يتم ذلك إلا عن طريق المواطن نفسه الذي يرصد ويري لكنه صامت يائس من إصلاح الغلط أو القضاء علي السلبيات بعد أن أصبحت جزءا من حياتنا .. فالمشاجرات تنشب ل "أتفه" سبب ،وهناك عمليات السرقة واختطاف للشنط والموبيلات في عز الظهر وضرب واعتداء أمام الجميع ولا أحد يتحرك .. المواطن بقضي يومه في الشارع الذي أصابه الشلل التام بسبب الأزمات والاختناقات المرورية التي لانعرف لها سببا إلا أنها نوع من الفوضي التي تسود حياتنا .. انضباط الشارع والسلوك واحترام المواطن للقانون علامة من علامات التحضر والرقي المجتمعي تعيد للدولة هيبتها وللمواطن احترامه وكرامته.

‏أتمني أن تستمر مبادرة الأخبار وأن تكون هناك متابعة قوية من كل أجهزة الدولة حتي يصبح انضباط الشارع المصري أسلوب حياة وليس مجرد أسبوع واحد فقط.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط