الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

امرأة واحدة لاتكفي


ناديت كثيرا ودعوت لأن تتولي السيدات منصب محافظ .. وأخيرا تم تعيين نادية عبده صالح أول امرأة محافظ بالبحيرة .. وأعتقد أن المرأة أكثر قدرة علي إدارة المحافظة والعمل علي حل مشاكلها خاصة لو نسيت تماما انها امرأة وانها فقط حاكم لمحافظتها ،أو ممثل لرئيس الجمهورية فى إقليمها ..

 تشعر بقضايا الناس .. وتسعى لحل مشكلاتهم وتتعامل بحس إنساني ،ووعى سياسى ،بلا عقد أو حساسية ،وكل أصحاب المصالح وأطراف القضايا سواء ،لافرق بين رجل وامرأة وبين شاب وفتاة ،فلم يتم اختيارها لحكم محافظة من النساء فى مواجهة محافظة من الرجال ولاهى فى معركة ضد الجنس الخشن ..

 تنزل إلى الواقع وتعايش المشاكل على الطبيعة ولديها استعداد لتتواجد في كل بيت .. ومع كل أسرة فى الوقت المناسب .. تعرف كل اهل المحافظة بالأسماء أو بالعائلات والأعراف والتقاليد .. تقف معهم وتشعر بمتاعبهم وتراعى عاداتهم .. تحاول حل مشكلة البطالة ،التي يعاني منها ابناء المحافظة .. وتركز على قضايا التعليم ،والصحة ،وتحترم آدمية الناس .. ولا تشعر للحظة أن الحياء يمنعها ،أو ضعفها كامرأة يقيدها ،أو إحساسها كأم يوجعها تشجع على طرح الافكار الجديدة .. وتلتقط الفكرة المناسبة من خارج الصندوق ،أو من داخله ..

الجميل أن اختيار نادية عبده محافظا يأتي مع عام المرأة المصرية .. وكنت أتمني أن نري أيضا أكثر من 4 وزيرات في الوزارة الجديدة ،التي تضم 33 وزيرا .. بعد أن أثبتت السيدات نجاحهن ،لدرجة ضم وزارة الاستثمار الي التعاون الدولي تحت قيادة الدكتورة سحر نصر .. والمجهود الذي تبذله الدكتورة غادة والي ،والتي نجحت بجدارة في وزارة التضامن .. أما داليا خورشيد فقد أصبحت صديقة لكل مصري في الخارج .. تسارع بحل المشاكل ،وتكافح ،وتفعل المستحيل حتي تصل لكل مصري في الغربة .. والدكتورة هالة السعيد التي استأمنتها الحكومة علي مستقبل مصر ،فحملتها حقيبة التخطيط .. وهي من وجهة نظري من اهم الحقائب الوزارية.

المرأة المصرية بذلت الجهد والعرق ولها تاريخ طويل في ممارسة الحكم منذ أيام الفراعنة .. وحتي يومنا هذا لم تخذل الدولة .. يوما كمهندسة أو ضابط أو طبيبة أو سفيرة ووزيرة ، أو ملكة أو امبراطورة ، فطالما أن الكفاءة والخبرة وإنجاز العمل هما أساس الاختيار لن نجد فرقا بين رجل وسيدة في أي منصب.

اختيار أول سيدة محافظ هو مجرد خطوة علي الطريق لكن ،امرأة واحدة لاتكفي ،كنت أتمني علي الأقل أن أجد ثلاث أو أربع سيدات أخريات يحملن حقائب فى الوزارة الجديدة ،وأكثر من سيدة محافظا وهو المنصب الذي ظل حكرا علي الرجل علي طول تاريخ مصر ..

كنت حريصة علي متابعة تصريحات معالي المحافظ نادية عبده صالح اعجبني قولها .. "إن أهم التحديات التى تواجهنى فى الوقت الراهن هى القضاء على الفساد، و"لا وقت للبيروقراطية" لذا ستكون تأشيرتي واضحة وصريحة لصالح المواطن البحراوى للتنفيذ فى الحال، ووفقًا للقانون، تسهيلًا على المواطنين دون مضيعة للوقت وتوفيرًا للجهد .. ولن أتهاون مع المقصرين ،بابى مفتوح للجميع .. وسأخصص يوما في الأسبوع لمقابلة أهالي المحافظة ..

 ومنهجي الأخذ بالشدة الرادعة على كل مخالف ،حتى يستقيم العمل ويعلو شأن الصالح العام، وطالما هناك إثابة ينادى بها الجميع .. فيجب ألا يغضب من تناله يد العقاب حال الإهمال والتراخى فى العمل." .. كلمات قوية لمحافظ جديد يضع محافظته نصب عينيه .. وهي أول خطوة علي طريق النجاح فالعدل بين الجميع ،والعقاب الرادع للمقصر والمهمل ،والاثابة للجاد والماهر والمتقن في عمله تمثل تحديا كبيرا ،لكنها جديرة ببث روح الحماسة وحب العمل لدي الجميع .. وهو ما يعود علي أهل المحافظة بالخير ويؤدي لنقلة كبيرة في الخدمات المقدمة لأبنائها..

لكن مالم يعجبني قولها إنني سأعمل على إتاحة الفرصة للمرأة البحراوية لتقلد المزيد من المناصب القيادية .. فهي يجب أن تتيح الفرصة أمام الجميع رجالا ونساء ومن الطبيعي أن تجد أن أعتي المشاكل هي مشاكل المرأة .. ستسعي لحلها كقضية من قضايا المحافظة .. وليس قضية من قضايا المرأة .. فهي لم تأت الي المحافظة لتقود معارك لنصرة المرأة لكنها جاءت لتحقق الرفاهية للجميع بقدر ما تستطيع.

إختيار أول محافظ سيدة ووجود 4 وزيرات في الوزراة الجديدة يحملن 4 من الحقائب الوزارية المهمة .. هي التعاون الدولي والاستثمار والتضامن الاجتماعي والهجرة والتخطيط.. أمر يدعو للتفاؤل ،ولكن .. اؤكد أن امرأة واحدة محافظ لاتكفي .. لدينا 27 محافظا يحكمون محافظات مصر أتمني لو كانت نصفهم نساء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط