الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كينيا .. قراءة في حيز التاريخ والسياسة


ترتبط مصر وكينيا بعلاقات تاريخية حتي ما قبل الاستقلال من خلال الدعم التاريخي لثوار الماوماو من خلال الزعيم جمال عبدالناصر الذي ارتبط اسمه دائما بمساندة حركات التحرير الأفريقية وآباء الاستقلال وتقديم كافة وسائل الدعم للوصول إلي الاستقلال من الاستعمار التقليدي.

وقد كانت الجمعية المصرية بالزمالك بيتا لزعماء حركات التحرير وآباء الاستقلال ، واستمرت العلاقات مع كينيا علي واقع التذبذب ما بين الصعود أحيانا والتراجع أحيانا أخري ويمكن أن نقول أنها انحسرت منذ سنوات ليست بالقليلة ما عدا الجوانب الإنسانية وبعض المشاريع المشتركة في مجال التنمية والمساندة أحيانا في ميدان مكافحة الإرهاب ، كان هذا تقديما واجبا وتأصيلا مختصرا نؤكد فيه أيضا علي أهمية كينيا التي أنشأها الاستعمار البريطاني بالأساس وتتميز التركيبة السكانية بالتعدد بأغلبية زنجية (السكان الأصليين) وهنود وبعض من البيض، وتعاقب علي كينيا منذ استقلالها عدد من أشكال الحكم المتباينة في بنيتها وتوجهاتها وفي قاعدتها الإثنية.

حاصل القول في السياسة الكينية التأكيد علي الولاء للغرب ودعم جنوب السودان بشكل مباشر ولعب دور الوكالة عن الغرب في مفاوضات الانفصال ويمكن أن نطلق علي كينيا أنها حليف أصيل للغرب ولا يمكن الاستغناء عنها كفاعل هام في منطقة الشرق الأفريقي.

وترتبط كينيا بعلاقات راسخة مع اسرائيل وللتدليل علي عمق هذه العلاقات يكفي أن نذكر ما قاله نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي في زيارته لكينيا في نوفمبر 2011 "أعداء كينيا هم أيضا أعداء اسرائيل" وترتكز هذه العلاقات بالأساس علي جوانب أمنية واستخباراتية وتعاون في مجالات التدريب العسكري وتبادل الخبرات ، وللحقيقة فإن كينيا ليست وحدها التي تتعاون مع اسرائيل مع اختلاف الوزن النسبي لقضايا العلاقات وطبيعة التعاون أو التحالف، قد يكون من المفيد هنا أن نذكر للرئيس الكيني قوله "نحن نتحدث الآن عن الماضي" في إشارة منه لطبيعة العلاقات بين اسرائيل ودول الشمال الأفريقي.

إلي هنا نكتفي ونؤكد علي إدراك صانع القرار المصري لأهمية كينيا بوصفها دولة فاعلة في الشرق الأفريقي ولطبيعة تأثيرها في الاحتياجات المائية المصرية وظهر ذلك جليا في زيارة وزير الخارجية المصري لكينيا عام 2015 ثم وزيرة الاستثمار وكذلك زيارة ويليام روتو نائب الرئيس الكيني ومقابلة الرئيس السيسي ويوم السبت الماضي زيارة الرئيس السيسي لكينيا وعقده اجتماعات علي مستوي القمة مع الرئيس الكيني أهوروكينياتا وطرح سبل التعاون بين البلدين وخاصة في القضايا الأفريقية والمشاريع المتعلقة بالثروة المائية وكذلك قضايا الإرهاب، وذلك فعل محمود ينبغي البناء عليه لتحقيق الفاعلية المطلوبة ونتائج من شأنها تعميق الروابط المصرية مع دول القارة التي غابت طويلا مع التأكيد أن الروتينية في العلاقات الدولية أمر ولي زمانه لذلك فإن هذا الاهتمام والتواجد يعطينا الأمل في علاقات مصرية أفريقية فاعلة ولتكن البداية في بؤر التماس مع المصالح المصيرية لمصر وأقصد بها دول منابع النيل والقرن الأفريقي التي تركناها طويلا وأصبح التحدي الأكبر لنا هو التواجد بفاعلية وتأثير لأن التنافس الدولي في هذه المناطق يجعلنا نحرص علي بذل الجهد وفق مبدأ المصالح المشتركة حتي نصل إلي بر الأمان.. وللحديث بقية ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط