إفتل كحكة

بعد العيد ما " بينفتلش "الكحك... قاعدة قد تلائم كل ألأعياد لأن زهوة الكحك تخبو بعد فوات العيد، إلا عيد الحب ... فكل ما "إتفتل" الكحك بعده كل مازادت حلاوته... فإذا تلقيت تهنئة بعيد الفطر علي سبيل المثال بعد إنتهائه ستشعر أنك في غير موضع تقدير وأهتمام ذلك الشخص وستصبح تلك التهنئة ( برو عتب) أي لاطائل منها إلا إسقاط واجب في غالب أمره أنه ثقيل ....

و ينعكس الحال مع عيد الحب فإذا تلقيت تلك التهنئة في خلال أي يوم من ال ٣٦٥ يوما ستصنع من ذلك اليوم عيدًا للحب خاص بك وحدك ستَنصب فيه زحاليق ومراجيح العيد في جنة عرضها بين بطين قلبك وأذينه وسيمنحك ذلك الاهتمام شعورًا بأنك خُلقت ليدور الكون من حولك وينال رضاك بلمح طرف بسمة خفية تَعده بحنية أن أموره مقضية... تخيل كده!! طب جرب كده!! الحب رزق و الاهتمام هبة...

ولأن الأرزاق بيد الله والهبات من رحمته فلا نملك إلا الانتظار ولكن تنتظر و أنت تسعي فالرزق لن يطرق بابك إلا إذا سعيت له .... و قطعًا لا أعني بالسعي ما فعلته ( الشحرورة) عندما غنت أنا هنا يا إبن الحلال فذلك ما يطلق عليه تسول عاطفي... ما أعنيه هو أن تشتغل علي نفسك، تعرف عيوبها وِتُصلحها، تروّض أعصابك ، تتصالح مع خصومك من أجلك ، كبّر دماغك، وسّع خلقك وستري النتيجة في خُلقك وخلقتك فالجمال ينبع من داخلك فكما نُجري عمليات تجميل مؤلمة ومكلفة لتحسين الخِلق أولي بِنَا أن نتحمّل هذا الجهد والألم لتحسين خُلقنا...

وَإِذ كان في إختلاف الأئمة رحمة ففي إختلاف المؤرخين حكمة.. ففكرة وجود يوم للحب لم يتفق التاريخ علي قصة واحدة ولكن اتفق علي بطلها وهو القديس فالنتينو الذي تعددت حوله الروايات فمرة نجده القس الشجاع الذي أصّر علي إتمام مراسم الزفاف للمحبين بالرغم من أنف القائد الروماني كلاديوس الذي منع الزواج تذرعًا بأن الرجال المتزوجين كفاءتهم في الحروب أقل من العزاب والأمبراطورية في حالة حرب.

وعندما تسرب أمر قس الأحبة لكلاديوس أمر بإعدامه يوم ١٤ فبراير ولذلك خلّد المحبين ذكراه بتتويج هذا اليوم كيوم للحب وهناك من أكد علي صِدق تلك الرواية ولكن إختلف في نهايتها بأن فالنتينو كَتَب في الرابع عشر من فبراير بعد صدور الحكم بالإعدام عليه خطابًا لزوجته وولده كان بمثابة الخطاب الأول من نوعه الذي عرفته البشرية المليء بهذا القدر من المشاعر، وتشعبت الروايات حتي إن بعضها ذهب لمواجهة مهيبة بين كلاديوس الوثني وفلانتينو المتدين وحاول فيها القائد الجبار إثناء القس المغوار عن دينه مقابل العفو عنه ولكنه رفض فدفع حياته ثمنًا للدفاع عن عقيدته.

ولم يخلو الأمر من وجود روايات تستند إلي قوة تأثير الحب وسحره فبعد أن سُجن فالنتينو وقع في غرام إبنة سجانه الضريرة الذي شفيت يوم إعدامه بعد أن شفاها سحر الحب... وروايات وحكايات تحمل خيالات تختلف في فحواها ولكن تتفق في جدواها وهي أن الحب فرض قلب لمن إستطاع إليه سبيلًا وأن ساعة بقرب الحبيب بالعالم وما عليه سواء كان ذلك الحبيب حبيب الروح كالأبناء، أو حبيب القلب كالأصدقاء، أو حبيب العقل كالحكماء، أو حبيب الروح والقلب والعقل... كل عام وأنتم طاقات للحب بقلوب تنبض بالحياة إبدأ بنفسك "وأفتل" كحك الحب طول السنة وكن علي يقين أن الكحكة بعشرة أمثالها ولَك أجر السعادة و ثواب المحبة....