الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي وعبد الله الثاني يتفقان على تضميد الجراح العربية .. ويؤكدان مساندة "فلسطين وسوريا والعراق وليبيا" .. ومحللون: يردان على محاولات التشكيك والتخبط التي أصابت البعض بعد تصريحات ترامب ونتنياهو

السيسى وعبد الله
السيسى وعبد الله الثانى

  • السيسي وعبد الله الثاني..
  • يبحثان سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967
  • أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالي في الأراضى السورية
  • ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية للشعب السوري..والعمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية
  • دعم جهود المصالحة والتسوية السياسية فى العراق
  • أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف
  • محللون..
  • كاتب فلسطيني: السيسي وعبد الله ردا اليوم بقوة على تصريحات ترامب ونتنياهو بواشنطن
  • بكور: نثمن دور مصر والأردن لإنهاء معاناة شعبنا
  • مساعد وزير الخارجية السابق: مصر لا تنسى أشقاءها وقت الأزمات
  • بلقاسم: لهذه الأسباب تدعم مصر والأردن استقرار ليبيا

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، الثلاثاء، الملك عبد الله الثانى بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية.

وعقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور رئيسى وزراء البلدين وأعضاء الوفدين، حيث رحب الرئيس بضيف مصر الكبير، معربًا عن سعادته بلقاء العاهل الأردنى وتثمينه للتنسيق القائم بين البلدين بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشهدت المباحثات تشاورا بشأن مختلف جوانب العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لما تشهده من تطور فى مختلف المجالات.

وأكد الزعيمان أهمية دعم الجامعة العربية، لاسيما أنها إحدى أهم آليات العمل الجماعى العربى، سعيًا لتوحيد مواقف الدول العربية والتصدى للمخاطر التى تواجهها فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة.

واستعرض الزعيمان سبل التحرك المستقبلى فى إطار السعى لكسر الجمود القائم فى عملية السلام بالشرق الأوسط، خاصة مع تولى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقاليد الحكم فى الولايات المتحدة، فضلًا عن بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التى لا يجوز التنازل عنها، وفى إطار الحرص على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس والأراضى الفلسطينية، بما يساهم فى إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.

كما شهدت المباحثات التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالى فى الأراضى السورية، والحفاظ على المسار السياسى الذى يقوده مبعوث الأمم المتحدة، مؤكدين فى هذا السياق أهمية اجتماعات "الأستانة" لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وشدد الزعيمان على ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب السورى، وضرورة العمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية، والتصدى بقوة للجماعات الإرهابية ومنع كافة أشكال الدعم المقدم لها.

وعلى صعيد الموقف فى العراق، أعرب الزعيمان عن دعمهما للعملية الجارية لتحرير الموصل من سيطرة حركة داعش الإرهابية، بما يساهم فى عودة الاستقرار لهذا البلد العربى الشقيق، ويسمح ببدء إعادة إعماره.

وأكد الزعيمان على أهمية دعم جهود المصالحة والتسوية السياسية فى العراق لما فيه صالح الشعب العراقى الشقيق.

وفيما يخص الأوضاع فى ليبيا، استعرض الزعيمان الجهود المصرية الرامية لتوحيد الصف الليبى، وتبادلا التقييم حول سُبل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها، وإيجاد حل ليبى خالص يُرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية دون أى تدخل خارجى.

من ناحية أخرى أكد الزعيمان على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك فى إطار استراتيجية متكاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاقتصادية والفكرية.

ورحب عدد كبير من المحللين والمتابعين لتصريحات الزعيمين ودعمهما لمختلف القضايا العربية وتأكيدهما على الثوابت العربية تجاه الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته وكذلك سعيهما لحل الأزمات التى تعصف باستقرار كل من سوريا وليبيا والعراق والحرب التى تخوضها الدول الثلاث ضد الجماعات المتطرفة.

رسالة شديدة اللهجة
أكد الكاتب والصحفى الفلسطيني محمد الوحيدى أن تطرق الزعيمين خلال مباحثاتهما اليوم بالقاهرة لبحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أمر متوقع من زعيمين بهذا الحجم.

وأضاف الوحيدى فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن تصريحات الزعيمين تأتى فى وقت حساس كثر فيه اللغط والتشكيك والخلخلة فى المواقف والتوجهات وتحديدا بعد اللقاء الذى جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو فى واشنطن الأسبوع الماضى وهو ما تطلب ردا عربيا قويا وإرسال رسالة شديدة اللهجة ولا يوجد أقدر من مصر والأردن على إرسال هذه الرسالة.

وشدد الكاتب والصحفى الفلسطينى على أن مصر أكدت من خلال التصريحات الصادرة عقب المباحثات على دورها الريادى فى قيادة الأمة العربية كما أن الأردن أكدت أيضا على دورها التاريخى كتوأم فلسطينى فهى تقف معنا دائما وتساندنا على كل المستويات الإقليمية والدولية.

تطابق مع المواقف الدولية
كما أكد الكاتب والباحث السوري ميسرة بكور، مدير مركز الجمهورية للدراسات وحقوق الانسان، ترحيبه بمساعى الرئيس السيسى والملك عبد الله الثانى لإنهاء الصراع الدائر فى سوريا، مضيفا أن الزعيمين فى كل جولاتهما الخارجية يتطرقان للأزمة فى سوريا وبحث سبل حلها وكان اخر هذه المساعى خلال زيارة الملك عبد الله للولايات المتحدة الامريكية.

وأوضح بكور فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن مصر دولة كبيرة والجميع يثمن دورها وموقفها فى دعم الاشقاء وحل قضايا المنطقة ومحاربة الإرهاب وكذلك الاردن متمنيا أن يتوافق الموقف المصرى الخارجى حول حل الأزمة مع موقف الدول العربية والموقف الدولي خاصة أن هناك بعض التباين فى الرؤى السياسية بشأن الحلول المطروحة.

وشدد الكاتب والباحث السورى على أن ما اتفق عليه الزعيمان المصرى والاردنى خلال مباحثاتهما اليوم يتوافق مع ما جاء بقرار الامم المتحدة رقم 2254 وما جاء ببيان جنيف 1 وتحديدا ما ذهبا إليه من دعم المسار السياسى خاصة الانتقالى بحسب وصفه وكذلك مكافحة الإرهاب وتنفيذ وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للمحاصرين وهذا ما يتطلع إليه كافة السوريين.

في إطار مكافحة الإرهاب داخليا وإقليميا ودوليا
من جانبه قال السفير سيد أبو زيد عمر مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية والشرق الأوسط إن اهتمام مصر والأردن بالحرب التى تخوضها دولة العراق الشقيق ضد حركة داعش الإرهابية وإعلان دعمهما للعملية الجارية لتحرير الموصل من سيطرة داعش يأتى فى إطار مكافحة الدولتان للإرهاب بشكل عام سواء داخليا أو اقليميا وعالميا.

وأضاف عمر فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو تخوض حربا ضروسا ضد الجماعات المتطرفة وتعلم جيدا أهمية أن يكون هناك دعم ومؤازرة رغم خوضها للحرب ضد هذه الجماعات وحدها مضيفا أن الأردن أيضا تشارك فى التحالف الدولى ضد داعش فى سوريا ووجهت له ضربات موجعة محققة انتصارات كبيرة.

وأشار عمر إلى أن الحرب ضد حركة داعش طويلة ولكن يتملك الجميع الأمل فى توجيه ضربات موجعة له تساهم فى القضاء عليها وتخليص منطقتنا العربية من هذه الظاهرة مشددا على أن العراق أحرز تقدما لا بأس به فى حربه ضد داعش ساهم ذلك فى بتر جزء كبير من جسم الحركة التى كانت منتشرة بعدة مدن عراقية.

وأكد مساعد وزير الخارجية أن مصر لا تنسى إطلاقا تقديم يد العون لأشقائها تحت أى ظرف، لافتا إلى أن مصر والاردن من الدول التى يؤثر عليهما ما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا بشكل كبير ولديهما اهتمام بمساعدة هذه الدول بالتخلص من أزماتها خاصة مع الإرهاب كما ان الأردن تخشى من هروب عناصر هذا التنظيم بعد الفتك به فى العراق إلى أراضيها.

تحول في الموقف العربي تجاه ليبيا
من جهته أكد إبراهيم بلقاسم، مدير المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير أن تطرق الرئيس السيسي والملك عبد الله الثانى خلال مباحثاتهما اليوم للأزمة فى ليبيا، يعد نضجا كبيرا وتحولا فى الموقف العربى تجاه القضية الليبية، كما يعد دعما للجهود المصرية الرامية لمساعدة الليبيين فى حل مشكلاتهم نهائيا وعودة الاستقرار.

وأوضح بلقاسم فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن مصر والأردن تتضرران من عدم استقرار الأوضاع فى ليبيا ففى منتصف شهر أبريل 2014، خطف السفير الأردنى لدى ليبيا فواز العيطان، وطالب الخاطفون بالإفراج عن ليبى عضو بتنظيم "القاعدة" يقضي عقوبة السجن مدى الحياة فى الأردن يدعى محمد سعيد الدرسى والشهير بـ"النص"، الذي ظهر بعد الإفراج عنه كأحد قادة مجلس "شورى ثوار بنغازى"، ويحرض على قتال الجيش الليبى في بنغازى.

وتابع بلقاسم أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ففى شهر مايو 2015 تم اختطاف 12 دبلوماسيا أردنيا من قبل فصائل متمردة بطرابلس، كما أن هناك العديد من المشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين متوقفة بسبب سوء الأوضاع وغياب الأمن، وهناك هروب للإرهابيين من مناطق القتال بالعراق وسوريا عبر الحدود الأردنية للوصول لليبيا والاختباء بها.

وأشار مدير المركز الليبى للإعلام وحرية التعبير إلى أن المصريين المتواجدين بليبيا عانوا كثيرا من غياب الأمن وانتشار الجماعات المتطرفة وتعرض بعضهم للخطف والقتل كما توقفت العديد من المشاريع المصرية الليبية، مما جعل مصر تتدخل بقوة لحل الأزمة لإعادة الاستقرار بالبلاد وتلخص ذلك فى مبادرتها لجمع الفرقاء بالقاهرة لتوقيع اتفاق فيما بينهم.