سارة إسلام تكتب: عكس التيار

من المؤكد أن كل منا يريد أن ينجح في حياته ، ولكن النجاح ليس شيئا سهلا بالتأكيد.. البعض يجتهد من أجل الوصول للنجاح و البعض يعتقد أن النجاح سيأتي له على طبق من الذهب دون أن يسعى لتحقيقه.

أتعلمون ما هو أصعب شيء يمكن أن يواجه أي إنسان يريد أن ينجح في حياته؟ الطاقة السلبية و الشعور باليأس قد يكونان من أصعب الأشياء التي يمكن أن تواجه الشخص الذي يبحث عن النجاح.

تخيل نفسك شخص تفعل كل ما بوسعك لتحقق النجاح في أي مجال تعمل به و تريد أن تجعل حلمك حقيقة، لكن كل ما تسمعه هو " لن تستطيع تحقيق أي شيء" أو " أتعتقد إنك ستغير العالم؟" أو " هذه سياستنا منذ أن بدأنا العمل هنا فلماذا تعتقد إننا سنغيرها الآن؟" أو " أنت لست مميزا في أي شيء" أو " فقط أفعل ما يفعله الآخرون". أسيكون لديك أي دافع لتصبح مبدعا؟

كل ما ستشعر به في تلك اللحظة هو اليأس و كأنك تسبح عكس تيار قوي تكاد أن تستسلم بسببه و تجعل بحر اليأس يبتلعك . الكثير من الأشخاص يستسلمون سريعا و يتوقفون عن اللحاق بحلمهم بسبب غياب عنصر التشجيع و يصبح عنصر التقليل من القدرات هو السائد.

لكن هناك فئة كبيرة من الناس لا تهتم بما يقوله الآخرون و لا يعيروه أي اهتمام.. تلك الفئة تقرر فعل كل ما بوسعها لتصل إلى هدفها مهما كلفهم الأمر و يستمرون في السباحة عكس التيار مهما صعب الأمر عليهم .. قد يمرون بلحظات يأس و خيبة أمل و لكنهم سرعان ما يقضون على ذلك الشعور و ينهضون من جديد لتحقيق آمالهم في الحياة.

تخيل لو مايكل جوردن تخلى عن حلمه بعد طرده من فريق كرة السلة في المدرسة، من المؤكد أنه لم يكن ليصبح بطل (أن بي أي) ست مرات. لو صدقت كيت وينسلت معلمتها عندما قالت لها إنها لا تصلح سوى لدور الفتاة السمينة لما أصبحت ممثلة مشهورة حاصلة على العديد من الجوائز. لو صدق والت ديزني إنه لا يمتلك أفكارا مبتكرة ما كان ليصبح مبتكر شخصية ميكي ماوس و الحائز على 22 جائزة أكاديمية.

أعتقد أن كل شخص منا لديه حلماً في تلك الحياة يريد أن يحققه، فأنا أتخيل كل شخص بلا أمل أو حلم شخص ميت روحيا و حيا جسديا مثل الانسان الآلي.

طريق النجاح ليس سهلا، و النجاح لن يتحقق بين يوم و ليلى فهو يحتاج الكثير من العمل الشاق و الإيمان بالله سبحانه و تعالى ثم الإيمان بالنفس. ثق بنفسك و اجتهد، افعل كل ما بوسعك و لا تستسلم لليأس و كلام الناس.. البعض يتظاهر إنه صديقك و لكنه في الحقيقة عدوك يريد أن يراك شخصا فاشلا..اسبح عكس التيار و اعبر الجبال والمحيطات من أجل ما تؤمن به و تذكر جيدا أن لكل مجتهد نصيب و "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".