الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

م. ممدوح حسني يكتب: ضمير فى "التلاجة"

صدى البلد

تحدثت سابقًا في أحد المقالات عن ما يسمى بمثلث التنمية والتطوير من وجهه نظري الشخصية وذكرت أن أضلاع المثلث الحكومة والشعب والبرلمان.. وأنه لابد من تكامل الثلاثة أضلاع لتحقيق التنمية الشاملة لأي دولة يكون فيها نظام الحكم رئاسيا برلمانيا وأن القصور في أي ضلع سيعطل مسيرة أي تنمية حقيقية.

وفي هذا المقال سنلقي الضوء على جوهر هذه التنمية وهو الضمير والذي اصبح ((مجمد)) في الثلاثة أضلاع.

الضمير ...

الذي اختفى في البرلمان وترك اعضاؤه القضايا الهامة للدولة والشعب مثل قانون الإجراءات الجنائية وقوانين محاربة الفساد والانضباط في التنظيم الاداري للدولة والكثير من القوانين التي نحتاجها لتشجيع الاستثمار والدور الرقابي وانشغلوا بمشاريع قوانين يمكننا الصبر عليها وايضًا بالبدلات المالية وما يفيدهم وكأنهم لا يمثلون هذا الشعب ولا يدركون مدى التحدي الذي نواجهه فخاب أمل الكثير من الشعب في هذا البرلمان.

الضمير...

الذي مات عند الكثير من موظفي الحكومة من اصغر موظف لأعلى المناصب والذي اصبح جُل اهتمامهم المصلحة الشخصية فانتشر الفساد في المحليات والوزارات حتى اصبح كالسرطان الذي تملك من الجسد فأصابه الوهن ويحتاج لجراحة عاجلة.

فنجد آلاف العمارات المخالفة والمحلات غير المرخصة والتعدي على الشوارع العامة وسرقة الكهرباء والكثير من المخالفات والتي من الصعب حصرها في هذا المقال وهذا كله بسبب موظف معدوم الضمير لا يراعي الله سبحانه وتعالى في عمله.

الضمير ...

الذي قتله الشعب بالتواكل على الحكومة رافعًا شعار ((وأنا مالي!!!))

سلوكيات واخلاق يوميه بعيده كل البعد عن المواطنة وحب البلد ابتداء من التعامل مع الجيران وحقهم في حياة هادئة بلا ازعاج وصخب مرورًا بالشارع والسلوك العام والمحافظة على المال العام و وصولًا بعدم الإحساس بالمسئولية العامة حتى أصبحنا جميعًا وكأننا في غابة القوي يأكل الضعيف وحقه. فالمصلحة الشخصية اهم من أي مصلحة عامة عنده.

هذا كله مجرد مقتطفات وليست كل المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا بسبب ((تجمد الضمير)) عند الكثير من المواطنين والمسئولين وأصحاب التجارة في مختلف المجالات والذين استغلوا الظروف الصعبة التي تمر بها مصر وقاموا باستغلال أي إجراءات اقتصادية لمصلحتهم دون اي مراعاه للشعب ومعاناته.


الضمير ...

الذي غاب عنا جميعًا والذي نحتاجه في عملنا وسلوكياتنا وفِي حياتنا العامة والخاصة لذلك وجب علينا جميعا ان نقوم بدعوة لإخراج هذا الضمير من ((الثلاجة)).

كل ما نحتاجه من البرلمان والحكومة والشعب هو إيقاظ هذا الضمير وإعادته للحياة مرة أخرى.

فالمسئولية مسئولية الجميع دون تقصير.. والوطن للجميع دون استثناء .. والمستقبل للجميع دون إقصاء.