الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة : «شهر العسل كشف مرض زوجي النفسي..وطلبت الطلاق بعد سيره عاريًا بالشارع»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على بعد أمتار قليلة من قاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، وقفت الزوجة العشرينية بثيابها الأنيقة، معلقة ناظريها بباب بطلاء أبيض لم يجف بعد، فى انتظار الإذن لها بالمثول أمام القاضى حتى يلقى على مسامعها الحكم فى دعواها المطالبة بتطليقها من زوجها المريض نفسيا بعد اضطرارها لتغيير ملتها حتى تتمكن من التخلص منه.

تقول الزوجة العشرينية فى بداية روايتها:"كان زواجى منه قائم على حسابات العقل لا القلب، فهو شاب من عائلة ميسورة الحال، عريقة الأصل والنسب، يعمل مهندسا، وقيل لى إنه طيب الخلق، وكانت تلك المواصفات كفيلة أن ترجح كفته وتجعلنى لا أبالى كثيرا بوالدته التى كانت تلازمه كظله أينما ولى وجهه على مدار 6 شهور فترة خطوبتنا، والأقراص التى كانت تقذفها بفمه بين الحين والآخر، والكلمات القليلة التى كان يلقيها على مسامعى قبل الزواج، وأقبل أن أكمل ماتبقى من حياتى معه وأعيش معه فى السراء والضراء، وكأى عروسين بعد اتمام مراسم الزفاف سافرنا لقضاء شهر العسل بمدينة شرم الشيخ وكانت هذه هى المرة الأولى التى نجلس فيها سويا بدون والدته".

يعلو وجه الزوجة العشرينية ابتسامة حزينة وهى تواصل روايتها:"وكعادته ابتلع زوجى أقراصه وسريعا أخفاها عن عينى حتى لا أعلم بحقيقة مرضه النفسى والنوبات التى تصيبه بين الحين والآخر حتى جاء اليوم الذى نسى أن يتناول فيه جرعته المعتادة وبدون أى مقدمات فوجئت به ينهال على بالضرب ويوجه اللكمات والصفعات إلى وجهى أمام العاملين ويقذفنى بسيل من الشتائم، ولولا تدخل نزلاء الفندق لصرت شاهدا على قبر، فتركته وعدت إلى القاهرة ولجأت إلى أآاء كنيستى كى انفصل عنه قبل أن أصاب أنا بالجنون أو يطرحنى قتيلة، وسردت لهم ماحدث منه معى فى شهر العسل وتصرفاته الغريبة فطالبونى بالصبر وقالوا لى إنه لا طلاق فى شريعتنا إلا لعلة الزنا".

تتلاشى الابتسامة الحزينة من فوق ثغر الزوجة العشرينية وهى تقول:"اسودت الدنيا فى عينى فكيف لى أن أعيش مع زوج عقله مصاب بعلة، أهذا عدل ؟، وتحت تأثير احباطى عدت إلي زوجى مرة أخرى، وحدثت نفسى بأننى فى كلتا الحالتين ميتة، ومرت الأيام وأنجبت ابنتى الوحيدة، وبات كل هدفى فى الحياة أن أربيها جيدا، وصرت أصبر نفسى على حالة زوجى التى كانت تزداد سوءا كل يوم من أجلها، وفى آخر مرة لنا معا فوجئت به يقص ملابسه حاولت أن امنعه لكنى لم اتمكن وإذا به يسير عاريا فى الشارع، حينها أيقنت أننى يجب أن انجو بنفسى وابنتى وافعل المستحيل كى أتخلص منه".

تنهى الزوجة الشابة روايتها بصوت مرتعش:"ولم يعد أمامي خيار آخر سوى أن أغير ملتى كى أتمكن من الانفصال عن زوجى، لكن تغيير الملة يتطلب دفع مصاريف تصل إلى 35 ألف جنيه وأحيانا 70 ألف جنيه، يتم دفعها إلى رجال الدين فى الطائفة الجديدة التى أنوى الانضمام إليها وعادة ماتتم في لبنان، خاصة بعد استجابة روؤساء الطوائف المسيحية الأخرى بمصر لطلب البابا المتنيح شنودة الثالث بعدم السماح للأقباط الأرثوذكس بتغيير الملة داخل مصر، للحفاظ على العلاقات بين الكنائس، وحتى هذه لاتعترف بها الكنيسة، وبعد عناء تمكنت من جمع المبلغ اللازم لدفع مصاريف تغيير الملة وأقمت دعوى أمام محكمة أسرة مدينة نصر وطالبت فيها بتطليقى من زوجى ".