الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيلها الـ18.. عقيلة راتب فنانة رغم أنفها.. لقبها زملاؤها بـ«معونة الشتاء».. أصيبت بـ«العمى» في «المنحوس».. وماتت وحيدة

صدى البلد

- ظهرت موهبتها الفنية وهي طفلة صغيرة فالتحقت بالمسرح المدرسي
- اضطرت إلي تغيير اسمها حتي لا يعرف والدها بعملها في الفن
- لقبها زملاؤها بـ"معونة الشتاء" لحرصها الدائم علي مساعدة المحتاجين
- "عائلة زيزي وليلة الزفاف وإحنا بتوع الأتوبيس والمنحوس" أبرز الأعمال

تحل الذكرى الـ18 لرحيل الفنانة عقيلة راتب، التى توفيت فى 22 فبراير عام 1999، والتى تعتبر واحدة من أشهر فنانات الزمن الجميل، عُرفت بملامحها الطيبة المليئة بالحزن والشجن، فقد كانت عيناها مملوئتين بالحزن، لقبها زملاؤها بـ"معونة الشتاء"؛ لحرصها الشديد والدائم علي تقديم يد العون للفقراء والمحتاجين، وقدمت علي مدي مشوارها الفني ما يزيد على 60 فيلمًا أشهرها "فيلم عائلة زيزي وليلة الزفاف، إحنا بتوع الأتوبيس، إسكندرية لية، سيف الجلاد، الفرسان الثلاثة، الحب وحدة لا يكفي".

واجهت عقيلة راتب أول مأساة في حياتها، وهي طفلة صغيرة عندما التحقت بالمسرح المدرسي، ضد رغبة والدها، الأمر الذي جعلها تنال "علقة ساخنة"، من والدها بمجرد أن علم بتلك المحاولة من ابن عمها، ولم يكتفِ بهذا بل طردها من المنزل وأرسلها إلي عمتها التي تولت تربيتها.

ولم تستطع "عقيلة"، إخفاء حلم حياتها، والذي ظل يغازل أحلامها، وهو حلم النجومية والشهرة، فعندما التحقت بالمدرسة الثانوية أقنعها صاحب إحدي الفرق المسرحية بالعمل لديه، وعندما حاولت إقناع والدها كاد ان يقذفها بأثاث المنزل، فعادت لمنزل عمتها مرة اخري والتي سمحت لها بالعمل في الفرقة دون ان يعلم أحد.

وفكرت في حيلة لإخفاء عملها بالفن، حيث ساعدتها صديقتها علي اختيار اسم عقيلة راتب حتي لا يعلم والدها بحقيقة اشتراكها في الفرقة من الأفيشات الإعلانية، واستطاعت أن تثبت موهبتها إلي أن فوجئت ذات مرة بوالدها ضمن الحضور، وبمجرد أن شاهدها علي خشبة المسرح أصيب بالشلل، وهو ما جعلها تبتعد تمامًا عن المسرح؛ لتجلس بجوار والدها تشرف علي علاجه إلي أن اطمأنت عليه حتي تحسنت صحته ليوافق علي عملها في المسرح، فقد أعجب بأدائها إلا أنه رفض أن يعترف في بادئ الامر بهزيمته أمامها؛ لتكون بذلك أولي خطواتها الفعلية مع تشجيع ومساندة عائلتها.

واستقرت احوالها في الفن واصبحت من اهم الفنانات المخضرمات في ايام الزمن الجميل، حيث شاركت في العديد من الاعمال السينمائية كان آخرها فيلم المنحوس عام 1987 والذي اصيبت اثناء تصويره بارتفاع في ضغط العينين أجرت علي أثره عملية جراحية فقدت بعدها البصر بشكل تدريجي، وهو الامر الذي جعلها تبتعد عن الفن الذي افنت فيه حياتها؛ حتي قضت بعد ذلك ما قرب من 12 عامًا وحيدة في عالم الظلام والوحدة والحزن، حيث عانت من إهمال زملائها وجحودهم، فلم يسأل عنها أحد حتي رحلت عن دنيانا في منزلها في 22 من فبراير من عام 1999.