الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نعشق فساد قواتنا المسلحة


ليست لدي الطاقة على المجادلة غير البناءة، خصوصًا إذا كان من يحاورني غير متقبل للآراء الأخرى، ففي تلك المرحلة يصبح من الأفضل التوجه مباشرة لإنهاء الحوار بدرجة عالية من الدبلوماسية، حتى لا تجهد نفسك وتستنفذ قواك فيما لا فائدة منه.

فلا مانع من الانجذاب إلى صفوف الطرف المناظر، لكن حينما يتعلق الأمر بالانجذاب إلى آراء قد تحيد بنا عن مصلحة الوطن، هنا؛ يجب علينا أن نتوقف عن الحوار والمجادلة، ونعود مسرعين للانضمام إلى المصلحة العليا للوطن، بغض النظر عما إذا كان إنهاء هذا الحوار سيفقدك شخص أو إذ ربما أشخاص، ولكنه حتمًا سيمنحك بر الأمان بالنسبة للوطن.

هذا ما يحدث معي، ففي كثير من كتاباتي أحاول أن أعرض آرائي بموضوعية، واجتهد في طرح حل المشكلات التي تعترض وطننا، وذلك في حدود قراءاتي ومعلوماتي العلمية والعملية، وإذا ما تطرقت لشيء أيجابي أو سلبي، أجد دائمًا من يحاورني من أشخاص ذو قامة وقيمة علمية واجتماعية، وأرحب دائمًا بتلك الحوارات، مادامت بناءة.

لكن ما يؤلمني أن هناك أفراد "وان واي"، يسعون دائمًا لاجتذابك نحو صفوفهم بشتى الطرق، ويحفظون ما يرددون في كافة الموضوعات المطروحة، وكأنهم ملقنين، يصدرون النظرة التشاؤمية دائمًا وأبدًا، حتى وإن بدت عليهم نعمة تبدل الحال من الأسوأ إلى الأفضل، ويحتفظون بالأفضل لأنفسهم، ويرفضون كل ما يحمل بريق أمل، ليواجهوه بوابل من الاحباطات والتشكيك فيما يدور حولنا من أحداث.

فما أريد أن أقوله أننا في أعقاب أحداث يناير، وأنا على يقين تام بأنها أحداث ليست أكثر من ذلك، ولا ولن تُعبر عن أكثر من ذلك من وجهة نظري، تعرض الوطن لكثير من الآلام أحاطت به وبنا، جاء الإرهاب كأول تلك الآلام، وما تبعه من انسحاب للاستثمارات خاصة الأجنبية منها، وبدأ يتحول معدل صافي الاستثمارات الأجنبية في مصر من الموجب إلى السالب، ليصل معدل الإنخفاض في صافي الاستثمارات الأجنبية إلى 67% عام 2010/2011 مقارنة بعام 2009/2010، في إشارة واضحة لهروب الاستثمارات من مصر، تزامن ذلك مع إغلاق الكثير من المصانع، وتسريح لعمالتها، تبع ذلك توغل الإخوان في كافة المصالح والمؤسسات.

وتواكب ذلك مع وجود أطياف كثيرة من التوجهات مدعية الوطنية، فرأيت من صدقوا الفكر الثوري فأصبحوا إما برادعاويين أو حمدويين، ومنهم من اعتنق الفكر الحمزاوي، ومنهم من انضم لصفوف الإخوان، وتشبث البعض بالمذهب المباركي.

ليظهر مؤشر واضح وهو التوجه نحو انهيار الوطن.

وفجأة تحدث ثورة 30 يونيو، والتي اعتبرها بمثابة ثورة التصحيح، وتظهر القوات المسلحة المصرية متصدرة المشهد، لتعمل على عدة محاور منها محاربة الإرهاب، والعمل على إعادة بناء ما تم هدمه من الوطن، وفي ذات الوقت تسعى للمساعدة في التنمية المستقبلية من خلال المساهمة في إما تنفيذ بعض المشروعات التنموية أو الإشراف على تنفيذ البعض الآخر من تلك المشروعات.

أخذًا في الاعتبار أنها لا تدخر جهدًا في محاولة منها لتوفير السلع لمحاربة جشع واحتكار التجار، ومن ثم المساهمة في توفير الحياة الكريمة للمواطنين.

وبعد تلك الخطوات الجادة من جانب قواتنا المسلحة، يظهر من يحاولون التشكيك أو يميلون إلى الجدال باتهامهم قواتنا المسلحة بالفساد.

أقول لكل المشككين، لا وقت لدى الوطن لمثل هذه المهاترات أو الفلسفات التي لا قيمة لها، فإذا كان التوجه الحالي لقواتنا المسلحة نحو انقاذ الوطن؛ شعبًا وأرضًا؛ تعتبرونه فساد، فسأزيدكم غيظًا بقولي، نحن شعب نعشق فساد قواتنا المسلحة، وموتوا بغيظكم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط