الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخطط ترامب لتفتيت العرب


حربً جديدة باتت تدق طبولها وتنذر بعواقب وخيمة على الصعيد الإنساني ، وكواراث مدوية يمكن أن تطول ما تبقى من الدول العربية التي ما زالت قائمة الآن، بعد الإجهاز طبعا على الدول التي تتعرض الآن لمحاولات فرض مخطط التقسيم والتفتيت فرضا بعد إسقاط جيوشها الوطنية كما يتضح ذلك جليا في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

هذه الحرب التي يتم طبخها الآن بواسطة إدارة الرئيس الامريكي الجديد " دونالد ترامب " بالتعاون مع إسرائيل ربما تعصف بالبقية الباقية من الدول العربية القائمة إن لم تتنبه وتنتبه لهذا الفخ ، حيث تجهز إدارة الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب" بمشاركة العرب وإسرائيل لتكوين تحالف أو حلف عسكري ضد إيران يزود إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية.

ووفقا لما نشرته صحيفة " وول ستريت جورنال " فإن الحلف المنتظر سوف يقوم على غرار الناتو من حيث مبدأ الدفاع المشترك الذي يعتبر الاعتداء على أي بلد عضو فيه هو اعتداء على الحلف ككل.

وذكرت الصحيفة أن العمل مستمر في الوقت الراهن على صياغة النظام الداخلي لهذا الحلف وأن الدول التي ستشارك فيه مصر والعودية والإمارات والأردن حسبما ورد بالصحيفة.

وفي رأيي المتواضع أن هذا الحلف ما هو إلا حربًا جديدة ومتطورة ستشنها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها كبديل عن الثورات التقليدية لإغراق الدول العربية في مستنقع الحروب والدمار والخراب تحت ستار " الحرب على إيران" ، واتذكر أنني كنت قد كتبت مقالا من سنة تقريبا أكدت فيه أن هناك حربا مذهبية يتم طبخها الآن من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لإثارة النعرات المذهبية والطائفية بهدف تفتيت الجيوش العربية لضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد والقريب.

ومن المؤكد ان هذه الحرب على وشك الإنطلاق وستكبد الدول العربية مبالغ طائلة وملايين الضحايا والمصابين واللاجئين بجانب الفقر والمجاعة والأوبئة ، وستعد هذه الحرب التي يُخطط لها بمثابة استعمار حقيقي بل واستعباد لشعوب العالم العربي والإسلامي ، حيث سُتصرِف من خلالها الدول الكبرى اسلحتها للعالم العربي بلميارات الدولارت وتستنزف مواردها وتحلب خيراتها كثمن للحماية التي أكد عليها الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب عندما تحدث عن " مقابل الحماية مرارا ً وقت حملته الإنتخابية بقوله " ينبغي للولايات المتحدة أن تحصل على تعويض عما تنفقه من الدول التي توفر لها الحماية حتى الدول التي تملك موارد ضخمة مثل السعودية.

ومع ذلك ما كان للسعودية أن تبقى لفترة طويلة بدوننا ... لا نسترد مقابل ما ننفقه من خدمات ضخمة نقوم بها لحماية العديد من الدول.

الآن السعودية واحدة من هذه الدول " إلى هنا انتهى الإقتباس من كلمة ترامب ، وبالتالي فإن مقابل حماية الدول العربية يستوجب خلق عدو من وجهة نظر الإدارة الأمريكية وهو " إيران " وهذا العدو او الفزاعة يستلزم على العرب محاربته باسلحة وهذه الاسلحة يجب أن توفرها الدول الكبرى كما يستلزم أيضا حماية من هذا العدو المصطنع وهي الحماية لها تكلفه ومقابل.

وإنني من هنا أحر الدول العربية خاصة السعودية من الإقدام على هذا الفخ الذي وقعت سيستنزف المملكة وربما يخلق ثورة شعبية ضدها قد تطيح بمستقبل الأسرة الحاكمة ، خاصة وأن المملكة العربية السعودية وفقا للوثيقة التي قام بتسريبها الصحفي الإسرائيلي المعادي للصهيونية " إسرائيل شاحاك " في الثمانينات مدرجة من ضمن الدول التي يستهدفها مخطط التفتيت والتقسيم الصهيوامريكي ، والحل الوحيد في رأيي لاحباط هذا المخطط " الترامب صهيوني" هو رفض الدول العربية لهذه المخطط.

ومهما حدث فأن تكلفة الرفض لا يمكن أن تقارن بتكلفة الوقوع في هذا الفخ ، كما أنني ادعو لمصالحة تاريخية بين المملكة العربية السعودية وإيران لانه آن الآوان لنبذ الخلافات والصراعات الطائفية والمذهبية التي يرفضها الإسلام في الأساس ليتحد العرب ويكونوا قوة تتفاعل في بناء الحضارة الإنسانية والعلم ، فما دفعته الإنسانية وتكبدته من دماء وأشلاء وضحايا ومصابين تحت ستار الحروب المذهبية أمر لا يقبله الإسلام الذي يرفض التمذهب والتعصب والقتل والتدمير والإرهاب باسم الدين والله سبحانه ليس ضعيفا لكي يحتاج إلى من يدافعون عنه " حاشا " ، بل هو من يدافع عن الذين آمنوا " إن الله يدافع عن الذين آمنوا ..."( سورة الحج :38 ).

واتذكر هنا مقولة للإمام الأكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب عندما أكد في أن السنة والشيعة هما جناحا الامة الإسلامية ، وأكد أنه يجوز الصلاة ورائهم وصلى بجوار احد المرجعيات الشيعية في العاصمة الاندونيسية " جاكرتا".

كما أنني أطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكلي ثقة في وطنيته بعدم الإنزلاق لهذا المخطط الذي يستهدف جيش مصر في الأساس ثم السعودية والدول العربية القائمة ، وأؤكد للمرة الثانية أن الدول العربية لو انزلقت وتم جرجرتها لهذا المخطط فستكون خريطة العالم العربي في 2017 مليئة برائحة النار والخراب والفقر والدم".. اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط