الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكاتب والطريق المعوج في دهاليز الحياة "1"


لا يمكن أن يعيش الإنسان بمفرده فى هذه الدنيا، وأجمل متع الحياة على الإطلاق حب الناس الذى لا يعوضه كنوز الدنيا كلها إذا غاب عن شخص .. حتى ولو امتلك هذا الشخص من المال ما يجعله سلطان هذا الزمان، وإذا نفر الناس عن شخص فاعرف أنه مذموم والعياذ بالله , وقد يكون مذموما ولا يبتعد الناس عنه لأنك لو دققت النظر وتمحصت الرؤية ستجد كل من طاف حول هذا المذموم منافقا ينافق المذموم لا يبتغى إلا مصلحة... حينها ستجد "الطريق المعوج فى دهاليز الحياة " به صور كثيرة سنسردها فى مقالات عدة قادمة بعد اكتمال هذا المقال .

يقول عبد الرحمن الشرقاوى: ( الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور.. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري .. الكلمة فرقان بين نبي وبغي ) , ووجهة نظرى أن الرائع عبد الرحمن الشرقاوى قد أجاد تحليل الواقع عند كثير من الكتاب بل عند كل الكتاب الذين يتلفظون باللفظ والذين يخطون الكلمة دون استثناء , فرسالة الكاتب أعمق من أعمق رسالة أخرى على وجه الأرض , وحينما يحمل الرسالة شيطان اعرف أن الدنيا كلها لن ينصلح حالها , ولن تقف مكانها بل ستعود إلى الخلف وسيكون الماضى العقيم أقرب من المستقبل المشرق, حينها سنكون جميعا أكثر عدوانية , وسيزرع فى بعض الكتاب غريزة الموت التى يتلذذون أنهم يمتلكونها بجانب السلوك العدوانى الذى لو اجتمع كل الأطباء النفسيين من أجل إخراج هذا السلوك من صاحبه لن يفلحوا أبدا, وكأنى أتصور أن عدوى غريزة العدوان والكبر دون سبب ستنتقل الى الأطباء المعالجين , ذلك لأن المرض تخطى كل مراحل العلاج .

فالتواضع قيمة إسلامية عظيمة وأدب من آداب النبوة لما فيه من أثر بالغ في تآلف النفوس وغرس المحبة وترسيخ السلام المجتمعي كما أن هذه الرسائل ومثلها جاء بها الإسلام كى نطبقها, وإذا طبقناها سنكون أكثر تقدما وأكثر رقيا وودا وتعارفا وائتلافا .

إن الكاتب عليه أن يصل برسالته النورانية الى كل البشر ولن يصل إلا إذا تواضع وخشع وعرف وشعر أن الله موجود وأن كل كلمة سيحاسب عليها وإما أن تكون فى يمينه أو يساره يوم ما لا ينفع مال ولا بنون ... لأنه فى الأساس لا يوجد إنسان وإنسان أعلى فالجميع سواء ولا وصاية من أحد على أحد ومن يعتقد هذا فهو أحمق يجب أن يفيق وياليته يفيق .

كما أن رسالة الكاتب الحقيقية يجب أن تكون مبنية على اعتبار أن الكتابة هي هدفه الأول فهو يكتب من أجلها وليس لغاية مادية أو سياسية أو شرفية ينشدها ، وعليه أن يسعى لإضافة الجديد ولا يكتفى بالتقليد والبحث عن حلول لمشاكل المجتمع ومن فيه من أفراد .

يا سادة .. إن هذا المقال استهدف منه حياة أكثر ارتقاء بدلا من حياة أكثر قوة , وحياة أكثر تواضعا بدلا من حياة أكثر كبرًا , وحياة أكثر صدقا بدلا من حياة أكثر كذبًا وخداعًا .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط