الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا أنا يا ميسى فى البلد دى !!


عاشت مصر وعاش شعبها العظيم مساء الثلاثاء أمس الأول ساعات تاريخية، وحدث جلل نادر التكرار، زلزل الأرض تحت أقدام البشر، وأنار ضى القمر، فقد حلت بركة مولانا سيدى العارف بالله ليونيل ميسي على أرض مصر المحروسة، ارتفعت خلالها أذرع المصريين واكفهم تضرعا للسماء بأن تحفظ لمصر وشعبها عيون مولانا ميسى رضى الله عنه وأرضاه وجزاه خيرًا عن دعايته، وترويجه لمصر فى معظم أنحاء المعمورة. ..والعجمى وميامى.

وأعتقد أن القائمين على تنظيم الرحلة العظيمة، لسيدنا النحيل ميسى، توقعوا أن تتغير موازين القوى بهذه الزيارة، وتحل بركة مولانا علينا فتتحول مصر إلى (فار) اقتصادى، فتنخفض الأسعار ويتراجع سعر الدولار، ويسطع القمر بالنهار، ويعود سعر رغيف الخبز بتعريفة، ونجد لحمدين صباحى وظيفة، ويتحدث البرادعى عربى دون تلعثم، ويختفي وجوه آل الهواري من اتحاد الكرة، وتتحجب صافينار، كل هذا تخيلته أو توهمته وانا أرى عشرات الإعلاميين يهرولون فى اتجاه الفندق الذى احتضن مولانا ميسى،فرأيناهم يبكون، يتوسلون، يصرخون فى جنون، يكاد بعضهم يقبل أيادي أفراد الأمن بأن يسمح لهم بالدخول لتتكحل عيونهم بصورة مولانا عن قرب.

جاء مولانا ميسى وغادر، ولم يتغير الواقع المصرى، ولا المزاج المصرى، ولم تتدفق جموع السائحين من كل فج عميق على مصر، وظل سعر البيض مستقر، ولم تتراجع معدلات التضخم، ولم تزداد اعداد المؤمنين، ولم تختفى أزمات الوطن، ولم يتوقف المصريون عن ممارسة طقوس الكسل والتنبلة والاتكالية، ولم تسمح الدولة بدخول الجماهير مباريات الكرة، ولم تنته حالة الاحتقان الكروى بين عتاولة الزمالك وعناتيل الأهلى، ولم تتوقف مساخر الإعلام المصرى، ولم يفرق السبكي فى أفلامه بين لحم البشر ولحم البقر. 

حالة (الميسية) التى أصابت جموع المصريين، دفعتني للتسليم بحقيقة واضحة وهى أن هذا الشعب لن يتغير، وثقافة القطيع تسيطر على الجميع من أهل القمة إلى أهل القاع.

ماحدث فى مصر قبل وأثناء وبعد زيارة مولانا ميسى للقاهرة جعلني أفكر جديا فى الرحيل عن وطن يراهن القائمون عليه أن ينجح ميسى فى تسكين آلام الشعب فيتوقف عن الأنين والبكاء والشكوى. .بصراحة وجدتني أصرخ فى وجه الجميع : يا انا ياميسى فى البلد دى !!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط