الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زعيم المعارضة الإسرائيلية يطرح خطة الاحتلال لـ10 سنوات.. تهدف لحل الدولتين بشرط ضم أجزاء موسعة من القدس والضفة.. نفتالي بينيت يرفضها وكيري عرضها في 2016

صدى البلد

هيرتسوج يقترح خطة احتلال 10 سنوات:
  • الخطة تهدف لإحلال السلام عبر تطبيق حل الدولتين 
  • جون كيري أعلن عنها أواخر 2016 و"بينيت" رفضها 
  • ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية 
  • ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس 
  • النموذج المعدل لخطة "الانفصال" التي أعلن هيرتسوج سابقًا 

عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوج خطة سياسية جديدة، لإحلال السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عبر تطبيق حلّ الدولتين.

وتعتبر الخطة تلك البديل الوحيد المعروض على الساحة الإسرائيلية حاليًا، والذي يتناقض مع خطة وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يرأس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف.

وجاء الإعلان عن الخطة عبر مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، كتبها من يقف على رأس حزب "العمل" ويقود تحالف "المعسكر الصهيوني" إلى جوار شريكته تسيبي ليفني.

وتقوم خطة بينيت على ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، خاصة المنطقة (ج) تلك الواقعة تحت السيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية، وتشكل المساحة الأكبر من الضفة الغربية، هذا بخلاف ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة في نطاق القدس للسيادة الإسرائيلية، والعديد من النقاط الأخرى.

ويبدو أن الخطة التي يسود انطباع أنها تأتي بمثابة رؤية سياسية جديدة تبناها زعيم المعارضة الإسرائيلية لحل الصراع، بعد رؤيته السابقة التي روج لها دوليًا، دون أن تجد آذانًا صاغيًة، وطالب خلالها بتأجيل حل الدولتين، والفصل بين الجانبين بشكل كلي، تأتي على أساس المبادئ التي كان وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري قد أعلن عنها، أواخر ديسمبر 2016، والتي تضمنت عددًا من النقاط.

وكانت خطة كيري طالبت بترسيم حدود آمنة بين إسرائيل وفلسطين، معترف بها من قبل المجتمع الدولي، وتكون قابلة للاستمرار، من خلال مفاوضات على أساس حدود يونيو 1967، على أن يتم تبادل الأراضي بين الجانبين بشكل مرض.

ويدل أسف هيرتسوج على رفض خطة كيري على تأثره بهذه الخطة، لكن من غير المعروف كيف يمكن أن تنجح الخطة الجديدة – القديمة التي يتحدث عنها زعيم المعارضة الإسرائيلية حاليًا، بعد أن دخل البيت الأبيض الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، وأعلن أنه يؤيد أي حل يتوصل إليه الطرفان، سواءً أكان حل الدولتين أم الدولة الواحدة، ما بدا وكأن هذا الملف لا يشغل حيزًا أساسًا في السياسة الخارجية وأجندة الإدارة الأمريكية الجديدة.

واعتبر هيرتسوج أن حل الدولتين هو الحل الوحيد المحتمل للصراع، عارضًا ثلاث حقائق اعتبر أنها تشكل السمة الرئيسة للحقبة الحالية من الصراع، وأشار إلى أن أولى هذه الحقائق تتعلق بالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ورفض من يقف على رأس أكبر الكتل المعارضة في الكنيست خطة وزير التعليم بينيت بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية، وقال إنها بمثابة الانتحار القومي، ولفت إلى أن ضم مليوني فلسطيني أمر يتطلب منحهم كامل الحقوق كمواطنين، معتبرًا الأمر تهديدًا للأغلبية اليهودية مستقبلًا.

وعن الخطة التي نشرت في "هآرتس" وسلطت قناة "20" العبرية الضوء عليها، أشار هيرتسوج إلى أنها تتضمن عشر نقاط، وتعد البديل لـ"خطة بينيت"، على أن تستند إلى مبدأ اعتراف جميع الأطراف بأن الحل النهائي ينبغي أن يقوم على خطة إعلان دولتين.

وتشمل الخطة تحديد فترة زمنية من عشر سنوات بشكل متفق عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتم خلالها تحديد جميع المناطق من غرب الأردن كمنطقة خالية من العنف عبر تطبيق القانون بقوة وبشكل مشترك.

وبناء على الخطة، تعمل إسرائيل على الانفصال عن الفلسطينيين وتنقل إلى السلطة الفلسطينية صلاحيات مدنية على المنطقة (ج)، أي تلك التي طالبت "خطة بينيت" بضمها للسيادة الإسرائيلية بالكامل.

وتركز الخطة التي أعلنها هيرتسوج على قيام إسرائيل بتجميد جميع أعمال البناء خارج الكتل الاستيطانية الرئيسة، لكي تفسح المجال لحل الدولتين مستقبلًا، إلى جوار تطوير الاقتصاد الفلسطيني بشكل سريع ومكثف.

وفي المقابل يطالب المعارض الإسرائيلي الفلسطينيين بالعمل على منع جميع صور ما أسماه إرهابًا وتحريضًا، وبلورة توافق داخلي وطني فلسطيني واسع، يضم الضفة وغزة تحت سيادة واحدة، ووقتها سيكون للفلسطينيين الفرصة للإعلان عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، بينما تبقى الحدود النهائية لحين التوصل للاتفاق.

ويعتقد هيرتسوج أنه على الجيش الإسرائيلي مواصلة السيطرة على جميع أنحاء الضفة، من حدود الأردن، كما ينبغي عليه البقاء مسيطرًا على غلاف غزة، لكن بالتعاون مع الأمن الفلسطيني التابع للسلطة، ومواصلة آليات التنسيق الأمني بين الجانبين، على أن يعمل الطرفان على إعادة بناء غزة، وإقامة ميناء بحري، مع ملاحظة الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية بشكل صارم، وهدم جميع الأنفاق الحدودية ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وفي المجمل تعد تلك الخطة هي النموذج المعدل لخطة "الانفصال" التي أعلن عنها هيرتسوج العام الماضي، ودعا خلالها للفصل بين الجانبين بشكل كلي وتأجيل حل الدولتين، حيث يبدو أنه يطالب بالأمر ذاته لكن بصيغة ربما تبدو معدلة، بيد أنه من الصعب توقع أن تجد آذانًا صاغية في الظروف الراهنة.