الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تحولت العريش إلى موصل صغرى ...؟


استهداف المناطق الرخوة ... وخز الرباط الأضعف في النسيج الاجتماعي للوطن ... محاولات بسط السيطرة على الأطراف لاتخاذها مواطئ للانطلاق وتدعيما لأكاذيب أبواق إعلامية مستأجرة عند الفتنة .. محاولات تسويق الجريمة الطائفية على نطاق متسع .. التشويق بالتسويق للمشهد الإجرامي العنيف ببشاعته أسفل عنوان فتوى دينية تعمل بالأجرة عند الشياطين وقد جاءتنا من عهد المماليك حين وجد كتاب ابن تيمية من يعيد له الحياة اليوم على أطراف إدلب والموصل والعريش بسيناء المصرية ..

أضحت كملامح كاملة التنسيق والنسق تعمل عليها أياد مخابراتية محكمة تريد غزو القاهرة وغزو الأمان وبعثرة الاستقرار في وطن يعاني من الحصار والضائقة المالية وتراكم الأزمات ...

ووسط بيئة سلفية جهولة تسهل للفتنة المرور والتوطين في الوادي وقد ظهرت ملامحها الخطرة في جمهرة الإرهاب الذي يعيش بيننا إبان تشييع عمر عبد الرحمن زعيمهم الهالك بمحبسه في أمريكا التي اختارها من قبل موته أرضا لهجرته .. ليهب منها كي يقاتلنا بأفكاره التي أرسلها من هناك وتلقفها العاصون للوطن هنا وقد بان ضلالهم على مساحة واسعة سوداء ..

اليوم تعاد مراسم تأبين الأمان في العريش المصرية منذ اللحظة الأولى التي سكتنا فيها يوم مرت داعش بين شوارع الموصل العراقية لتكتب على البيوت .. نصاري .. مما يذهب بتعاليمه إلى جماهير المحتشدين الأغبياء ممن يرددون سطورا تعمل عند الجزية والغزو والسلب ونهب الأمان ونهش التعايش في وطن تاريخي بريء ...

وبعدها بدأت موجات النزوح الجماعي لأهلنا المسيحيين في الموصل ومن بقي استعبد أو قتل .. ومن قاوم أحرق أو سحل ... ومن عاند بكرامته كان مأوى لكل أصناف العذاب لأن تنال من آدميته ...

السيناريو يتم تكراره بكل بشاعته ولزوجته .. بكل خلفياته الفقهية مع صمت كالقبور يمسك بشفتي المؤسسة الدينية في القاهرة ورعاتها ...

فلا تستطيع أن تفتح الكتاب الذى تسند إليه داعش ظهرها لتسفهه .. ولا تستطيع أن تنظر إلى السطر التي يساند داعش فتسقطه ..

ولا تستطيع أن تعلن على الملأ أن داعش كافرة بالوطن وبرب الوطن وباستقرار الوطن وبالسلام الذى جعله الله أحد أسمائه الحسنى ..!!

وكأن المشهد يتكور على خبيئة سوء ترصد الدولة المصرية ومؤسساتها لنصبح بحاجة إلى نخس جنبات هذا الصمت طلبا للوضوح والبينة وإلا فنحن ساقطون بالتراضي بين نوعين من الإرهابيين أحدهم يقتلنا بالسكين والثاني يقتلنا بالتغاضي ..!!

تكرار المشهد في العريش بنفس الحيثيات التي وقع فيها بالموصل من قبل يجعل البعض يتساءل هل تحولت العريش المصرية في شمال سيناء إلى موصل صغرى ..

فالذي حدث يجعل همنا كبيرا وصراخ الضحايا من المصريين عويلا ومصيبة الوطن في هذا النوع النازي من التدين تدفعنا لأن ننادي الدولة كلها بأن ترفع كل بنادقها دفعة واحدة ... وتحرك كل منابرها دفعة واحدة ..

بعدما رأينا ما فعله الإرهاب الجبان من إجرام هناك بعد ساعات من ذبح والد الفتاة القبطية بحي الزهور في سيناء ليأتي ذبحها هي أيضا قرب منزلها خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة24 /2 / 2017 قرب منزلها بمنطقة حي الزهور بالعريش بمحافظة شمال سيناء.

وحسب مصادر وشهود عيان ، فإنَّ مسلحين لاحقوا الفتاة القبطية والتي تدعى" يوستينا كامل " وذبحوها ثم ألقوا جثتها خلف قسم ثالث العريش. بلا جريرة غير أنها جزء من حزام رخو على خاصرة الوطن الاجتماعية في بيئة لا زالت تتسلف في خطابها وولائها ...!!

وقد وقع ذلك كما أشرنا بعد ساعات فقط من ذبح "أبيها" كامل رءوف كامل، مساء الخميس بالسكين فوق سطح منزله بحي الزهور بالعريش أيضا ولا جريمة غير إثارة الرعب وفتنة الوطن التي يشن لأجلها المسلحون الإرهابيون هذه الحملة من الاستهدافات الشديدة على الأقباط بمدينة العريش ، ليقتلوا ستة مواطنين خلال أيام ..مما اضطر بعض الأسر إلى هجرة بيوتهم طلبا للأمان ... !!

الآن الوطن كله في عين الخطر ... ونحتاج بجوار يقظة السلاح إلى يقظة الأمة المصرية لما يدبر لها في الخفاء... وبجوار دقة التصويب ناحية الإرهاب دقة المعلومة الاستخبارية وتوسعها والتي تقلل التكلفة وتجعل صيدنا ثمينا ودفعنا قليلا ... وكل في موقعه عليه حماية الدولة وتماسك المجتمع بما يقدر عليه ويستطيع .. فمواجهة داعش لن يصبح مسئولية الدولة وحدها عندما يغض الشعب الطرف عن مسئوليته الكبرى في صيانه وعيه وتسليم عقله لفكر سلفي ينخر في ساق الوطن كالسوس فاعلموا مصادر الأخطار وواجهوها بغلق الأبواب وطعن الألباب وتحصين العقول.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط