الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإصلاح السياسي في أفريقيا ... قراءة واقعية


كانت تصريحات زوجة رئيس دولة زيمبابوي روبرت موجابي هي السبب الرئيسي في هذا الحديث الذي يتحدث بواقعية عن حال الدولة في قارتنا السمراء "حيث طالبت مؤيدي زوجها بانتخابه عام 2018 حتي بعد وفاته" هذا الرجل الذي ولد في فبراير عام 1924 ووصل إلي كرسي رئاسة الوزراء عام 1980 ثم رئيسا للدولة منذ عام 1987 وحتي الآن.

وبغض النظر عن تقييم سياساته فإننا نتناول المسألة في عموم القارة التي عانت ومازالت من خلل في السياسات التي تمت علي أساسها عملية إعادة بناء الدولة بعد رحيل الاستعمار، والحديث الموضوعي يقتضي أن نؤكد أن النخب الأفريقية تسابقت من أجل الوصول إلي كرسي الحكم لأن السلطة والصراع عليها تعتبر ومن خلال الممارسات الأفريقية مغنما في حد ذاتها لأن من يتحكم سياسيا يتحكم اقتصاديا علي عكس ما نادت به النظرية الاشتراكية ودائما ما يتم الحديث علي أن النخب الأفريقية تتبني الخيار الرأسمالي لتحقيق الثراء والاستفادة من جميع موارد الدولة وكأنها أملاك شخصية أما الاشتراكية فهي للشعوب ، لذلك لم يكن غريبا أن نسمع من علي مزروعي الموسوعي الأفريقي الكبير بأن الدول الأفريقية تقدمت إلي الخلف عقب الاستقلال ونادي بإعادة استعمار دول القارة مرة أخري وحديثه آثار ردود فعل واسعة جعلته يتراجع عن قصده الضمني بأن يكون الاستعمار من جانب الدول الكبري بالقارة للأخري الأصغر للوصول إلي التنمية والاصلاح الحقيقي.

وقد يكون تناول عملية الاصلاح السياسي في مقال واحد عملية في غاية الصعوبة لذلك سنكتفي ببعض الإشارات التي من شأنها أن تركز الضوء علي بعض المشاكل المستعصية بالقارة ، وعملية الاصلاح السياسي عملية من شأنها أن تعكس بدايات الاصلاح الشامل لأنها إن حدثت حتي في جانب واحد فقط ألا وهو التداول السلمي للسلطة سيترك ذلك آثارا إيجابية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأن الممارسات السياسية في دول القارة تعكس سلوكا أشبه بحالة الحرب وقائم بالأساس علي القبلية والتعصب لذلك ترتبط العملية الانتخابية دائما بمشاهد الصراع والدماء وذلك علي قاعدة أن من يتحكم سياسيا يتحكم اقتصاديا لذلك فإن التعامل مع هذه الأزمة سيؤدي إلي تصحيح الأوضاع السياسية بدول القارة لأن عملية التداول السلمي للسلطة سيؤدي إلي القضاء علي ظاهرة التوريث السياسي واحتكار السلطة ونهاية حتمية للفساد السياسي والوصول إلي شرعية سياسية غابت عن دول القارة منذ الاستقلال.

ولتحقيق الاصلاح السياسي لابد من إرادة فاعلة من الشعوب الأفريقية ونبذ القبلية وإزاحة الأنظمة الفاسدة وأن يكون الاصلاح الدستوري طريقا حاكما للعلاقات بين الحاكم والمحكومين فهل يمكن أن يتحقق ذلك يوما في دولنا الأفريقية؟؟ الأمل قائم في وعي الشباب بداخل القارة وخارجها حيث لم يعد مقبولا تبني قيما خارجية وحلولا جربناها ونحن لم نتحرك كثيرا إلي الأمام .. وإلى حديث أفريقى آخر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط